ثمة سؤال يدور في مخيلتي جدير به أن يُطرح لعل من يشاركني فحواه ولم يتجرأ على أو انه يفقد القدرة على شرحه وايضاح مضامينه. والسؤال: ما الذي دفع أبناء مكة إلى التخلي عن كثير من المهن التي اختص بها الآباء والأجداد وإن لم تكن كلها حتى قاربت على الانقراض تقريبا لولا بعض العمالة الوافدة التي اكتسبت هذه المهن وأبقت عليها والأمثلة على هذه المهن كثيرة ومعروفة ولا داعي لذكرها. أقول ما الذي دفعهم إلى تجاهلها وتمسكوا بمهنة الطوافة فقط وهذا السؤال المدفوع كبداية لحديثي لم أجد اجابة عليه من أحد ولن أجد غير اجابة واحدة: إن هذه المهنة (الطوافة) باب واسع من أبواب الكسب المادي وتدر مداخيل جيدة إن لم تكن ممتازة مع معرفتنا ويقيننا أن البحث عن الأجر له موضع الاهتمام عند المعنيين ولن نغفل أن القيام بها (الطوافة) لا يتطلب التفرغ السنوي باعتبارها خدمة موسمية. إلا أن التواتر التاريخي الذي وصلنا يؤكد أن أهل مكةالمكرمة على عمومها دون خصوصية معينة كانوا في ما قبل الاسلام يقومون بهذه المهنة فخراً وتشرفاً بعيداً عن المستحدث من الآليات الحالية وما كانوا يعيرون هذه الخدمة الشريفة والمشرفة اهتماماً مادياً كما نرى في هذه الأيام الأخيرة ويتسابقون جميعاً في تحقيقها لزوار البيت وهذه دلالة واضحة بأنها خدمة القادر والمقتدر ودون ذلك مع أنني أعطي عذراً لمن يجعل الهدف المادي شريكاً في العملية نظراً لما يتطلبه من أعباء وتكاليف لازمين لتحقيق الهدف والمسعى. إلى هنا افتح نافذة من نوافذ السؤال واترك نوافذ كثيرة وعديدة إلى قادم الأيام لمواصلة الطرح فيما يتعلق بموضوعنا المذكور آنفا. وإلى الأسبوع القادم لنرى حينه السؤال بخصوص مهنة الطوافة.