تعيش الأندية الأدبية الآن فترة بيات شتوي بعد اجراء الانتخابات لمجالس الادارة فيها بعد الانتخابات الأولى التي جرت عام 1400 ه في ظل اشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب على هذه الأندية ومن المؤكد أن عجلة الانتخابات لايمكن أن تسير بدون وقود يحركها وهذا الوقود هو المحرك لمسيرة العمل الذي يحكم بشكل متقن وصائب حسن الاداء لهذه الأندية المأمول منها تحريك المشهد الأدبي وفق التطلعات والامال المطلوبة من المنابر الأدبية لدينا من أجل النهوض والسير إلى الامام وليس إلى الخلف وهذا يتوفر عندما نجد لوائح مدروسة وجيدة تحدد إطار عمل الاندية الأدبية في بلادنا لذلك صدرت لائحة سابقة عند تأسيس الاندية الادبية أول مرة عام 1395ه كانت جيدة وبذلك نجحت الأندية في أداء رسالتها وكانت الانتخابات الأولى وخلت اللائحة الأولى من الثغرات الضعيفة وكانت اللائحة الثانية في عهد وزارة الثقافة والاعلام أقل جدوى من الأولى لسبب مباشر وهو شرط المؤهل لدخول الجمعية العمومية في كل ناد أدبي بدل الاكتفاء بشرط وجود مؤلف مطبوع كما هو في اللائحة الأولى وهذا لا شك سوء تقدير وعدم مواكبة ومعرفة لحركة الثقافة المتسارعة لدينا وفي العالم وبذلك يقع اللوم والعتب على من صاغ هذه اللائحة المنافية لواقع الحال وبذلك أخذ الجدل والتذمر من حال الأندية الأدبية بعد الانتخابات التي جرت مؤخراً في كل أندية المملكة الأدبية لأنها أتت هذه الانتخابات بمؤهلين وليست أدباء عكس ما كانت عليه هذه الأندية في السابق حيث لم يحدث في ذلك الوقت مشاكل مثل ما هو الآن ولهذا يجب تدارك الوضع وتعديل اللائحة الجديدة للاندية الأدبية حتى لا يحرم الأديب من ممارسة عمله في هذه الأندية ، وبالتالي تفقد هذه الأندية دورها الريادي في تفعيل الحركة الأدبية لأنه مطلوب أن يدرك الجميع أن المؤهل ليس هو من يخلق أديباً ممارساً في الكتابة والتأليف والابداع بدليل انتاج رواد الأدب السابقين وربما صاحب المؤهل حتى الاكاديمي أمي في الثقافة كما قيل من قبل بعض الكتاب لأن الثقافة مصدرها القراءة والبحث مع توفر الموهبة والكثير ممن دخل الأندية الأدبية عن طريق الانتخابات الجديدة ليس له ذكر في الوسط الادبي ولعل الاستاذ الدكتور الرائع ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقاقة والاعلام والمسؤول عن حركة الثقافة في بلادنا يعمل على إعادة النظر في لائحة الأندية الأدبية وأنا على ثقة من حرصه على ايجاد مخرج مشرف لواقع الأندية الأدبية الان بعد أن فقدت هذه الأندية الهوية وسبل التطوير حيث أن وقود مسيرتها لائحة جديدة تحكم الأداء فيها وتحدد من يحق له الانتساب لهذه الأندية من الأدباء وليس المختصين لوجود فرق بين المختص في علم ما والأديب الذي له صفات الشمولية في الثقافة ولا يصح في العمل المطلوب إلا الصحيح وخاصة في الاداء الثقافي وفق الله الجميع إلى حسن البصر والبصيرة.