التعليم اساس التقدم والحضارة كما انه العامل الأساسي لرقي الشعوب فلم تتقدم الشعوب الا بالتعليم كما فعلت النمور السوداء في شرق آسيا وكم كانت دول عربية وغيرها تتفوق على هذه الدول ولكن اهمال التعليم وضعها في المؤخرة ، والتعليم أساس الثورات والانفجارات الثورية والعلمية والاقتصادية وغيرها من العلوم كما ان التعليم دائم التغيير والحركة تبعا لتغير وتطور المجتمع. وفي الوقت الراهن لا يوجد تغير حالياً أكبر من الثورات والوضع السياسي للدول العربية المصاحبة للثورات وبالرغم من التحليلات التي تتراوح بين النظر لهذه الثورات على أنها بؤر للفساد الاجتماعي أو الإصلاح الذي لا بد منه، وحتى أولئك الذين يرون أن الأصابع الغربية وبعض المؤسسات المغرضة والتي من مصلحتها هذه الثورات هي التي أشعلت الفتيل من وراء الكواليس. بالرغم من كل هذه الاختلافات، يظل من واجب نظم التعليم في العالم العربي التحرك والتفاعل، فلا يمكن أن يمر درس دولة تونس او مصر أو ليبيا أو اليمن أو سوريا بسلام دون أن يسأل الطلاب العرب معلمهم عن احداث هذه الثورات وإن لم يهتم الطلاب بهذه القضايا، فتلك مصيبة أخرى بحد ذاتها يعتبر التعليم جزءا لا يتجزأ من الحياة، ولهذا لا بد له من أن يتحرك للتفاعل مع هذه الأحداث، وقد لا يرى الكثيرون أهمية ذلك، فالحياة المدرسية في عالمنا العربي مقتصرة على تعليم المحتوى الأكاديمي من قراءة وكتابة ورياضيات، وما دام الطالب سينجح آخر العام بدرجات كافية، ليتخرج ويدخل الجامعة ويتوظف، فالدنيا بسلام ولا نحتاج لأي تغيير! ولكل من يعتقد ذلك، يجب التفكر في الاختلافات المتلاحقة حيث يختلف جيل اليوم عن أي جيل مر على الدول العربية، وشبابنا اليوم لا صلة لهم بشباب الأمس، من ناحية الإمكانات الإلكترونية التي غيرت من طرق التفكير التي كان يتحكم بها البيت والمدرسة. ففي الأمس، كان بالإمكان إجبار أي طالب على السكوت وعدم النقاش في الكثير من المواضيع خارج نطاق الدرس، أما اليوم، فلا يمكن بأي شكل من الأشكال كبت الحرية الفكرية للطلاب، فإن لم يسأل الطالب معلمه في الفصل وتتح له فرصة النقاش البناء مع زملائه، فإن ذلك الحديث السياسي الذي فرضته الظروف على عقله؛ لا بد أن يخرج ويرى النور في إحدى وسائل الإعلام الجديد، وفي جلسات الأصدقاء.والجانب الاخر وهو عند النظر للحركات السياسية في الكثير من الدول، نرى أن نظام التعليم المدرسي تفاعل معها بشكل سريع، لتحقيق أهداف تعليمية بناءة. فعلى سبيل المثال، بعد وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تم إنشاء المواقع الإلكترونية على امتداد العالم العربي بل والإسلامي لتوفير الوسائل للمعلمين من أجل تعليم الطلاب تعدد وجهات النظر، والأسباب التي أدت إلى وقوع تلك الأحداث، ومن ثم تحليل ردود الفعل المحلية والدولية. أيضا، عندما ضرب إعصار كاترينا أمريكا في عام 2005، أتيحت الفرصة للطلاب لمناقشة الأسباب الجغرافية للإعصار، وما حدث بعد الإعصار من ناحية اجتماعية، لمعالجة العنصرية ضد ذوي البشرة الداكنة في الغرب. ولم يقتصر ربط الحراك الاجتماعي والسياسي بالتعليم العام فقط، بل امتد ليشمل التعليم العالي، حيث يوجد تخصص في بعض كليات التعليم الغربية لتدريب الباحثين والقيادات التربوية على إيجاد وتسخير العلاقة بين التعليم المدرسي والحركات الاجتماعية، فيدرسون ردود فعل النظام المدرسي لهذه التغيرات، والدور الذي تلعبه المدرسة لتوجيه أو خلق تغييرات جديدة.كما يجب ألا نغفل عن أهمية تضمين التغيرات الاجتماعية داخل المجتمع المدرسي، والتي تضمن كافة التغييرات الاجتماعية في المواد ذات الصلة، فيتم - على سبيل المثال - المقارنة بين أسباب الثورة الإيرانية والتونسية والمصرية واليمنية والسورية وغيرها من التعديلات في العديد من الدول الاخرى . أو حث الطلاب على رسم خط زمني واحد لرؤية الأحداث أمام أعينهم، والموازنة بين أيام الرخاء والشدة التي مرت على دولة مصر مثلا. توجد أكثر من فائدة عند تطبيقنا لهذه النقطة، وفي مقدمة تلك الفوائد، أن المناهج يجب أن تحدَّث بشكل مستمر (بغض النظر عن وجود الثورات). كما يتلخص في شعور الطلاب بأن صفهم المدرسي يعد بيئة آمنة للتعبير عن آرائهم، بدون تهكم أو إصدار أي أحكام (تماما كما يفعلون على الفيس بوك وتويتر)، فإن نظرتهم للتعليم ستتغير نحو الأفضل، . إلى جانب تغيير هيكلة المنهج المدرسي لتضمين المهارات الفكرية والإبداعية التي يحتاجها مجتمعنا العربي للنهوض نحو الأفضل. فالشباب سيتحدث أمام العلن وسيدير التحركات الاجتماعية شئنا أم أبينا. فعلى الأقل يجب أن نعلمه آداب الحوار واحترام الآراء المختلفة، نعلمه أصول القيادة وحل المشكلات، وأهمية السلام وحرمة دم المسلم، والتركيز على معنى الوطنية وطرق الإصلاح الاجتماعي التي تخلو من العنف. واخيرا يجب دعوة كل من يملك سلطة إلى التفكر في أسباب قيام هذه الثورات، وتفعيل دور الأبحاث التعليمية لقياس العديد من النقاط ذات الصلة، مثل مدى تطابق النظام التعليمي مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، والمسح المستمر لأهم المشاكل الاجتماعية وتصميم حلول تعليمية لتفاديها.من المتوقع أن يشهد مجتمعنا العربي تغيرات سياسية واجتماعية كثيرة في الفترة المقبلة. وعليه فإنه يجب على التعليم التفاعل مع كافة هذه التغيرات لتحريك مجتمعاتنا نحو مستقبل مشرق بإذن الله.