دولتنا تفض بكارة الأيام والقادمات ستتمخض عن عطاءات جامحة تولد هكذا .. مجردة من الحبو والركض بل وتجهل أي معنى لهما لتأخذنا في جموحها عبر مضامير تتمايل على جنباتها الغصون المخضرة ..وتتفتح عبر منعطفاتها ازاهير الخزامى والبشام هكذا فعلت دولتنا فكان مولود الطمأنينة والامان. بالامس اقبلت خيول عبدالله خادم البيتين وفخر هذه البلاد اقبلت بالخير تجمح جموحاً عربياً أصيلاً ..فكان اعلان البدء في صرف القرض العقاري المتمثل في نصف مليون ريال لكل مواطن ثبت استحقاقه ..فتناثرت لآلىء الأفراح والسعادة مع كل حرف يسكن عبارات المواطنين وكأني بهم بدأوا ينسجون لوحات الأمل ويرسمون في مساحاتها تفاصيل مساكن المستقبل التي ستأويهم وأبناءهم. حتى الذين لم يتأكدوا بعد من ورود اسمائهم ضمن المستحقين لهذا القرض غمرتهم الفرحة ولسان حالهم يقول: إن مجرد حصول أخي على هذا القرض السخي سيفتح الأبواب لي ولغيري إذ إنه سيمكنني وغيري من الحصول على سكن بمبالغ معقولة (ايجاراً) ..انها كلمات متفائلة لا يستطيع ترجمتها ترجمة فعلية سوى المختصين في الشأن العقاري واصحاب الخبرة إلا أن المواطن قالها عبر مكتسباته المعرفية الحياتية ومعايشته لواقع اتعبه وتلمس هذا التعب القلب الخافق لهذا الكيان .. إذاً قولوا معي اقبلي ياخيول عبدالله بالخير اقبلي. نعم اقبلي خيول الخير حينما يقول لك أحدهم انه يعرف رجلاً اعمى فاقداً لبصره ولكنه يملك بصيرة نافذة وفاعلة وقادرة على تسخير ما يحيط به فلا تستغرب ذلك بل صدقه ولكن حين يذكر أمامك رجل بصره يفوق حدة بصر زرقاء اليمامة ومع ذلك فهو متعثر الخطوة دائم اللعن والشتم لكل ما هو أمامه وما يصادفه ..حينها توقف ملياً وتأكد من حقيقة هذا المبصر الفاقد للبصيرة ومارس الغوص في ذاتيته ستجد أنه يحمل نفساً مريضة وقلباً ممتلئاً حقداً وغلاً على كل من حوله (أقول ما أقول حينما اسمع لعلعات)هذه الألسن المترجمة عن هذه الذوات التي لا ترى في بلادنا إلا كل ما هو مستحق للحنق ..وكلما هطل غيث على هذا الوطن ومواطنيه امتدت ألسنتهم ساخرة وهي تردد (ما عليك) أنه لا تعدو أن تكون رشة (ما تبل ريق) هؤلاء الذين يسعون إلى التقليل من المنجزات ومن العطاءات هل تدرون ما يريدون؟ ..لن أذكره لأنكم اذكى من التصريح ولكني سأذكر شيئاً واحداً هو أن هؤلاء مرضى حاقدون جاحدون يتربصون بنا شراً يريدون منا أن ننساق خلفهم (لنرش) في تربة بلادنا الوجع الذي نراه أهلك من حولنا ودمر نفسياتهم ونشر الرعب بين (ازقتهم) وعلى أرصفة شوارعهم ليس ذلك فحسب بل هم يريدون منا أن نقلدهم ثم نرتكس. باختصار هناك فئة بل فئات نابحة وتريدنا أن نكون (نباحين) مثلهم نحن نرفض أن نترك الصهيل وفاعليته واصالته وننجر خلف النباح وليته عواء لكان أخف وأهون. تعالوا نتحدث بصوت انساني وطني ايماني نؤكد به أن الوطن أمانة في أعناقنا وأننا عليه مؤتمنون ثم تعالوا لننظر العطاءات القريبة التي تدفقت على مساحات الطمأنينة في ذوات أبناء هذا البلد الكريم ولن تكفينا مقالة ولكننا نذكر ما حملته اخر أخبار العطاءات. قبل أمس صدرت موافقة وزارة الداخلية على تعديل مادتين من نظام التجنيس وبموجبه هان حملاً كان يتعب كل معني بالأمر اذ أصبح تجنيس ابناء المواطنة السعودية المتزوجة من أجنبي ممكناً وكذلك تجنيس زوجة المواطن الأجنبية بل إن النقاط التي يحتاجها الابناء للحصول على الجنسية أقل من النقاط التي تحتاجها الزوجة. اذاً هناك تفعيل لمشاعر الانتماء لهذا الوطن واثارة العوالج الداخلية لمن يعنيهم الأمر ستزداد ارتباطاً وتوثقاً بينهم وبين هذا الثرى الغالي. ألم أقل اقبلت خيول الخير لهذه القيادة الكريمة وبلا شك فان القادم أحلى أو على طريقة أهل مكة (دوبوا ما حلي). ولنا حديث عن كل هذه الانباء وباستفاضة في مقبل الأيام.