الحمدُ للهِ القائل في كتابه الكريم: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، والصلاةُ والسلامُ على رسوله الأمين القائلُ في سُنته: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)، أما بعد:فإن الله عزّ وجلّ أنعم على هذه البلاد المُباركة بنعمٍ لا تعد ولا تحصى، ولعل من أهمها وأبرزها نعمةُ الإسلام وكفى بها من نعمة وأن جعلها مهداً للرسالة الإسلامية الخالدة، ومهبطاً للوحي، وشرفها بخدمة أشرف البقاع وأطهرها الحرمين الشريفين وهي الدولة التي جعلت هدفها الأول، وغايتها الأسمى، خدمة هذا الدين الإسلامي الحنيف، والدعوة إلى اللهِ عزّ وجلّ على علمٍ وبصيرة، في داخل البلاد وخارجها، بعد أن سخر اللهُ لها وُلاة أمرٍ ميامين، منذُ تأسيسها وحتى هذا العهد الزاهر، عهدُ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظهُ اللهُ ورعاه والذين جعلوا خدمة الإسلام، وخدمة أهله، وحمل لواء الدعوة إلى الله عزّ وجلّ، وفق الكتاب الكريم، والسنة النبوية المُطهرة، من أهم اهتماماتهم، ومن أولويات أعمالهم. ولعل من أوضح المعالم، وأصدق الدلائل، على اهتمام هذه الدولة المُباركة بالدعوة إلى الله عزّ وجلّ، ما لقيتهُ وتلقاهُ الدعوة إلى الله من دعمِ سخي كريم من وُلاة الأمر حفظهم الله ومن ذلِك الدعم المالي المُبارك والسخي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظهُ اللهُ ورعاه لدعم المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والبالغ (300.000.000) ريال، والذي إن دلّ على شيء، فإنما يدلُ دلالةً أكيدة على حرصه حفظهُ اللهُ ورعاه على استمرار الدولة في قيامها بواجبها في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ بالحكمة والموعظة الحسنة، من خلال هذه المكاتب التعاونية المُباركة، بعيداً كُل البُعد عن أساليب التطرف والغلو، اقتداء بنهج السلف الصالح في الوسطية والاعتدال.إن هذا الدعم المُبارك والسخي من خادم الحرمين الشريفين أيدهُ الله وأمدّ في عمُرهِ على طاعته وتقواه للمكاتب التعاونية في جميع مناطق المملكة، ومنها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في مدينة سميراء بمنطقة حائل، والذي تم توزيعه مساء يوم الثلاثاء التاسع من شهر صفر 1433ه في حفل التقي فيه صاحب المعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمديري المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في المملكة، سيساهم إن شاء الله مُساهمةً كبيرة في تحسين وتطوير أداء هذه المكاتب التعاونية، وخاصة فيما يتعلق بالدعوة إلى الله بواسطة التقنية الحديثة، وفي تحقيق جزء كبير مما تهدف إليه، في سبيل أدائها لرسالتها المُباركة، وفي تحديد أولويات التطوير وفق متطلبات المرحلة القادمة.نسألُ الله عزّ وجلّ أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وحكومتهم الرشيدة، لطاعته وتقواه، وأن يمتعهُم بالصحة والعافية، وأن يجزيهم عنا وعن الإسلام والمُسلمين خير الجزاء، على جهودهم المُباركة، وعلى دعمهم المُستمر والمتواصل للدعوة إلى الله، ومن ذلك هذا الدعم الذي لا يستغربُ أبداً من ملكٍ مُباركٍ كريم، نذر نفسه، ووهب وقتهُ، وثروات بلاده، لخدمة دين الله عزّ وجلّ في جميع أصقاع المعمورة. والشكرُ موصول وموفور لصاحب المعالي الشيخ المُبارك/ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حفظه الله على ما قام ويقوم به من جهودٍ مُباركة ينبغي أن تُذكرُ فتُشكر، والتي ساهمت بحمد الله في خدمة هذا الدين، ومن ذلِك ما يقوم به معاليه في سبيل خدمة الدعوة إلى الله تعالى، ولعل أكبر دليل على ذلِك، ما شهدته وتشهده بلادنا المُباركة من افتتاح الكثير من المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، وارتفع عددُها خلال الخمس سنوات الأخيرة من (35) مكتباً، إلى (320) مكتباً، مِما جعلها تشمل بفضلٍ من الله عزّ وجلّ أولاً وأخيراً، ثُم بجهود معاليه، وجهود المسئولين في الوزارة عموماً، وفي وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد خصوصاً، والتي يتولى وكالتها صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وفقهُ الله جميع مُدُن ومُحافظات ومراكز بل وقُرى مملكتنا الغالية المترامية الأطراف. ختاماً ... حفظ الله لوطننا الغالي قيادته الحكيمة، وشعبه الوفي، وحفظ اللهُ لهُ أمنهُ وإيمانه، واستقرارهُ ورخائه، إنهُ سميعٌ مُجيب الدُعاء. وصلى اللهُ وسلم على نبينا مُحمدٍ وعلى آله وأصحابهِ أجمعين.