إن من أعظم مِنَنِ اللهِ عزّ وجلّ الإلهية، وأجزلِ عطاياه الربانية، لهذه الأمة المُحمدية، أن بعث فيهم رسولاً من أنفسهم، قال تعالى: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة: 128) ، وأنزل اللهُ عزّ وجلّ عليه كتاباً بلغتهم التي يفهمونها، وبأساليبهم التي يعقلونها، (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء: 195) وتولى الله عزّ وجلّ حفظه، وسيبقى كذلك حتى يأتي أمر الله، ويرفع الله به أهله إلى ذرى العزة والكرامة في العالمين، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9). ولقد أولى وُلاة الأمر في هذه البلاد المُباركة حفظهم اللهُ ورعاهُم جُلّ عنايتهم ورعايتهم لكتابِ الله عزّ وجلّ، حتى أصبحت هذه البلاد المُباركة المملكة العربية السعودية مثلٌ يُحتذى به في هذا المجال، إذ اهتمت بتعليم أبناء هذه البلاد والمُقيمين على أرضها كتاب الله عزّ وجلّ تلاوةً وتدبراً، وحفظاً وتفسيراً، وقامت بتنظيم المُسابقات القُرآنية المحلية والدولية، في سبيل تعزيز روح التنافس الشريف فيما بين أبناء المُسلمين. ولعل مِما تعتز وتفتخرُ به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إشرافها المُباشر على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والتي شملت بحمد الله مناطق المملكة بمُحافظاتها ومُدُنها ومراكزها، والتي ظهرت نتائجها الطيبة واضِحةً جلية، وأقبل عليها الناس كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، وشجعتها الدولة وفقها الله تشجيعاً مادياً ومعنوياً ، من خلال إقرار إعانة سنوية ثابتةً لهذه الجمعيات الخيرية المُباركة، مِما ساهم مساهمة مباشرة في نشاط هذه الجمعيات الخيرية للقيام بمهامها المُسندة إليها في سبيل خدمة القرآن الكريمِ وخدمةِ أهله. ولعل من أوضح المعالم، وأصدق الدلائل، على اهتمام هذه الدولة المُباركة بالقُرآن وأهله، ما لقيتهُ وتلقاهُ الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من دعمِ سخي كريم من وُلاة الأمر حفظهم الله ومن ذلِك الدعم المالي السخي المُبارك الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ور عاه – لدعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والبالغ (200.000.000) مائتي مليون ريال، والذي إن دلّ على شيء، فإنما يدلُ دلالةً أكيدة على حرصه - حفظهُ اللهُ ورعاه - على استمرار هذه الدولة في قيامها بواجبها في خدمة كتاب اللهِ عزّ وجلّ، وخدمة أهله، من خلال هذه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. إن هذا الدعم المُبارك من خادم الحرمين الشريفين أيدهُ الله وأمدّ في عمُرهِ على طاعته وتقواه للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والذي سيتم توزيعه مساء اليوم في حفل سيلتقي فيه صاحب المعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، برؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة، سيساهم إن شاء الله مُساهمةً كبيرة في تطوير العمل القرآني، وتشجيع الأجيال على تعلم كتاب اللهِ عزّ وجلّ وتعليمه، وإن هذا الدعم السخي من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظهُ اللهُ ورعاه خيرُ دليل وأعظمُ تأكيد، على حرص هذه البلاد على الخير، وهو استمرار لنهج وُلاة الأمر في رعايتهم وخدمتهم لكتاب الله وأهله، وفي هذا فإن هذه الدولة المُباركة تقدم في كل يوم برهانا ساطعا على عنايتها بكتاب الله عزّ وجلّ دعوةً وتعليماً وعناية، وما هذا الدعم السخي من مقام خادم الحرمين الشريفين إلا تأكيد على هذا النهج القويم. نسألُ الله عزّ وجلّ وهو الجوادُ الكريم، أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وحكومتهم الرشيدة، لطاعته وتقواه، وأن يمتعهُم بالصحة والعافية، وأن يجزيهم عنا وعن الإسلام والمُسلمين خير الجزاء، على ما قاموا ويقومون به من جهود مُباركة، ودعمٍ مُستمر ومتواصل لخدمة القُرآن وخدمة أهله، ومن ذلك هذا الدعم الذي لا يستغربُ أبداً من ملكٍ مُباركٍ كريم، نذر نفسه، ووهب وقتهُ، وثروات بلاده، لخدمة دين الله عزّ وجلّ في جميع أصقاع المعمورة. والشكرُ موصول وموفور لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على ما قام ويقوم به من جهودٍ مُباركة ينبغي أن تُذكرُ فتُشكر، والتي ساهمت بحمد الله في خدمة هذا الدين، ومن ذلِك ما يقوم به معاليه في سبيل خدمة كتاب الله تعالى، ولعل أكبر دليل على ذلِك، ما شهدته وتشهده بلادنا المُباركة من افتتاح الكثير من الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. عضو المجلس البلدي ومُدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمدينة سميراء