تعرِفُنِي ؟ كيفَ ستعرِفُنِي ؟ من عيني من شعري من صوتي حَدِّقْ للصورةِ إني المغرورةُ أنا قبلاً شمسُكَ أنا روضةُ عِطْرِكَ يا من تعرِفُنِي كيفَ ستعرِفُنِي ؟ من بعد الذِّلةِ والتسهاد تكون الجاني أنتَ وأنت القاضي والجلاّدْ كيف ستعرِفُنِي ؟ وأريجُ العطرِ قديمْ وأنا من بعضِ الرِّيمْ بفؤادِكَ كنتُ أُقِيمْ ولمجدِكَ رحتُ أقيمْ بشقائي صرتَ عَظيمْ كيف ستعرِفُنِي ؟ يا من أطفأتَ عيونَ الشمسِ تُحدِّثُ عن صبواتِ الأمسْ ؟ حين تَدْثَّرْنَا بالليلِ وغبنا في سبحاتِ الهمسْ تُعلمني أن أكتبَ حرفينِ لمعنى الحبّ وأجعلها في حدقِ العينْ يا من أعطاني كلَّ كنوزِ النُّورِ وأطْعَمَنِي الوهمَ المخمورْ فحلمتُ بجناتٍ وقصورْ قبلَ الآسرِ والمأسورْ وقبلَ مَشِيبِ بناتِ الحورْ أسخرُ من زَمَنِي مِنِّي بل مِنْكَ ومن خيبةِ ظَنِي أنا مثلُ النشوةِ تخدعُهَا أنفاسُ الإثمْ والحظُّ العاثرُ يجعلني أنعمُ بالوهمْ أنظرُ من حولي حَشراتٍ تهضِمُهَا حَشراتٌ هَضَمْ أسماءٌ وسماتٌ صبيانٌ وبناتٌ ، ورجالٌ ونساءٌ ساداتٌ ، وعبيدٌ ، وإماءْ كيفَ ستعرِفُنِي ؟ لا لن تعرفُنِي ، أنا بنتُ الريحِ وبيتُ الغربةِ واللذاتْ كم كنت العَاَلَمُ في نفسي قبل الآهاتْ وبعد خداعِكَ أنتَ عرفت بأنّ العالم : مَاتْ