أفاد الدكتور عبدالعزيز أحمد سرحان «الندوة» برأي تناول فيه ما دار وسيدور في الساحة الوحداوية وما آلت إليه النتائج في الجانبين الرئاسي والشرفي.. وحتى نكون وإياكم في الصورة التي فضل صاحب المقال رؤيتها فإننا ننشر ما جاء برأيه كاملاً: مدخل: كنت دائماً ما أردد: ((إللي ما عنده كبير يشتري له كبير)) ليكون الكبير هو المرجع الذي نعود إليه عندما نحتاج إلى من يحل مشاكلنا، لكن التعنت وعدم الانصياع للنصح وضعا نادي الوحدة في الآونة الأخيرة في وضع لا يسر عدواً ولا صديقاً، وضعاً متخبطاً بين محبيه والراغبين في تسلق الشهرة والمتقاتلين نحو كرسي رئاسته!. لقد نصحنا بأهمية تكوين ووجود المجلس الشرفي، لكنه الكبر ورفض حتى التفكير في ذلك، على الرغم من الاجتماعات المتتالية التي عقدت مع المعنيين الذين سددوا ضربة لجميع الاستعدادات التي أعدت لهذا الغرض وخاصة الجهود التي بذلها سعادة الدكتور عبدالله بن صالح لتكوين المجلس الشرفي، والذي وقع به محضر ينص على ذلك، لكن وفي اللحظة الأخيرة وصل توجيه بإلغاء الاجتماع، وهذه أمور معروفة وهي حقائق مكتوبة على ورق وموثقة بالتواقيع ومنها توقيع الرئيس، ولا أريد أن يظهر علينا بعض المتفلسفين ليتفلسفوا بغير هذه الحقائق، وليقولوا بأن الأمور كانت غير نظامية إلى آخر الموال؟!. هذه مقدمة مهمة لأنه لو كان هناك مجلس شرفي يرأسه (كبير) من القوم، لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، ولجلس الجميع على طاولة الحوار الوحداوي في جو من الود والإخاء ليصلوا إلى حل توافقي، لكن ما حدث كان نتيجة التعنت ورفض تكوين مجلس شرفي لأسباب واهية، لا تمت للواقع بصلة!!. الهدف لقد اتضحت الصورة الآن بأن نادي الوحدة وخدمة شباب مكة والإخلاص لمكةالمكرمة لم تكن الأسباب الدافعة للبقاء في النادي، فالهدف هو كرسي الرئاسة، والحصول عليه بأي طريقة، حتى ولو بالتدخل لدى معالي الدكتور محمد عبده يماني الذي عرف النادي، طوال الأربع سنوات الماضية، وهو الرجل الذي أعطى الوحدة من جهده وعرقه وماله ووقته الشيء الكثير، ولكن عندما شعر البعض بانفلات الحبل، وأن البساط سيسحب من تحت الأقدام أسرعوا يجرون للدكتور اليماني لينقذهم من الوضع الذي هم فيه، وبالفعل تدخل الدكتور محمد عبده لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأجرى اتصالاته بالمسئولين، ثم رجع للتشاور مع أعضاء الشرف وبقية القوائم المرشحة، فجمع معظم الشرفيين في عدة لقاءات ليخرجوا بصيغة توافقية ترضي جميع الأطراف، لكنها في البداية لم ترض أحداً، فقد رفض الجميع أن يكون التونسي رئيساً للنادي، لكن الدكتور اليماني بدبلوماسيته ولمكانته لدى الجميع ولاحترامه وتقديره من الكل، استطاع أن يقنع البعض وليس الكل بأن يكون جمال تونسي رئيساً والأخ الأستاذ عبدالمعطي كعكي نائباً!. هدف آخر: أؤكد بأن مجمل العملية ليست إلا تصفية حسابات قديمة لن ينجح بها النادي، لأن التوليفة التي وضعت لا تخدم الكيان، وسيختلف الجميع من أول اجتماع لمجلس الإدارة!. لأن الأفكار والرؤى والخطط والتطلعات تختلف باختلاف الشخصيات التي دخلت مجلس الإدارة. فستكون النتيجة الانتصار للرأي وليس للحق، فكلا يريد أن يثبت أنه هو الصحيح وأنه الأجدر برئاسة النادي، وليس غيره، وسينتصر كل شخص لرأيه ولمصلحته، وليس لمصلحة الكيان الذي أرجو ألا يذهب هباء منثوراً!!. الدعجاني كما نعلم بأن الأخ الأستاذ مناحي الدعجاني كان أول من قدم استمارة ترشيح، وهو بدون شك رجل جريء واضح، قريب جداً من كثير من اللاعبين والشرفيين، مكي، له تصريحات جريئة، يتميز بأنه وقف منافساً لجمال تونسي طيلة فترة رئاسة التونسي التي تميزت بفترة جذب ومد بين الاثنين، لديه القدرة المالية للصرف على النادي، وهو الوحيد الذي وضع برنامجاً انتخابياً معلناً، حاز على استحسان الكثيرين من النقاد الرياضيين والشرفيين، ولقد دعم النادي في فترات ماضية، كما كان يدعم بعض لاعبي النادي ورأيته بنفسي يقوم بذلك، بل إنني حضرت تكريم بعض اللاعبين في مزرعته بالشرائع، وهو أكثر المرشحين صراحة وصدقاً، لكنه فضل الانسحاب لأنه صاحب مبدأ، وصاحب المبدأ لا يمكن أن يتنازل عن مبدئه. ولو أصبح رئيساً لاحتاج إلى مساعدة ومعاونة الخبراء في المجالات المختلفة في النادي، لكن الأمور حسمت بطريقة دراماتيكية، فيجب أن يستفاد من طاقات هذا الرجل الذي أحترمه كثيراً لمواقفه. وأرجو من أية إدارة قادمة أن تستفيد من الأستاذ الدعجاني. الكعكي الجميع كان ينتظر من الأخ الفاضل الأستاذ عبدالمعطي كعكي أن يتقدم باستمارة ترشيح، لكنه لم يفعل، وكأنه كان يقرأ الواقع، وأن تكليفه آت آت، وبالفعل سيأتي التكليف حسب المصادر المتعددة وسيكون الكعكي نائباً للرئيس؟!. وأظن أن الأخ عبدالمعطي رضي بذلك، لحيائه من الكبار، وهذا ما كنا نبحث عنه، (الكبار الكبار الكبار) لكن البعض قضى على ذلك بقضائهم على جميع الأعمال الموصلة للكبار ولتكوين المجلس الشرفي الذي ذكرته آنفا!!. فكان ما كان... أعود لأقول بأن دخول الكعكي لإدارة النادي، مكسب كبير وكبير جداً، فهو رجل من عائلة معروفة عريقة، دمث الأخلاق مؤدب يحترم الناس ويقدر الشرفيين، له تطلعات أرجو ألا تصطدم بمواقف الأخ التونسي، وأرجو أن يحترم مجلس الإدارة آراء وأطروحات الكعكي ففيها الخير الكثير إن شاء الله. إذا ما خلصت النيات في النهاية. التونسي: كلنا عرف التونسي من خلال السنوات الأربع الماضية، والجميع يعرف ما تحقق من إنجازات في النادي في جميع الألعاب، وإن كان النادي لم يحقق أية بطولة في كرة القدم، ولم يحقق آمال وطموحات الجماهير الوحداوية، ولقد أغضب الكثيرين عندما باع عقود أفضل لاعبين في النادي، ليصرف على النادي على حد قوله، وهو الذي أجهض مشروع أعضاء الشرف، بل يتهمه البعض بأنه يتفرد بآرائه، دون غيره، كما كانت إدارته ناقصة لسنوات عدة، كما كان يعتمد اعتماداً كلياً على بعض المحيطين به، ولقد طالبه الكثيرون بإبعاد بعض مستشاريه لكنه رفض ذلك، وله الحق في ذلك لثقته فيمن يعمل معه، وهو الذي أدخل الدكتور محمد عبده يماني في العملية الحالية، ولقد أحسن بذلك، فعودة الدكتور اليماني مطلب هام للمادي، فهو شخصية موقرة اعتبارية لها مكانتها في المجتمع وفي الدولة. ولا أدري لماذا نسي التونسي الدكتور لأن يكون رئيس مجلس الشرف الوحداوي سابقاً. ولقد كان التونسي يتأفف من أوضاع النادي، ويشتكي من عدم الدعم الشرفي، ويصرخ بأن النادي لا يوجد به مادة، وكان دائما ما يتهم أعضاء الشرف العاملين بأنهم لا يمدون أيديهم للنادي، وأنه بدون مادة فهم ليسوا أعضاء شرف!. المهم أن عملية الكرسي قد حسمت بتدخل الدكتور اليماني، وأصبح التونسي رئيساً للنادي بالتكليف، ولولا ذلك لكان لكل حادث حديث؟!. الأستاذ خالد المطرفي: في الحقيقة لا أعرف عنه الكثير، إلا ما يكتب عنه في الصحف، وهو بلا شك محب للنادي، أراد أن يدخل إدارة النادي ويترأس المجلس لأنه أراد أن يفعل شيئاً للنادي. ولو سنحت له الفرصة لكان أمامه متسع من الوقت ليقدم لنا خططه ورؤاه وتطلعاته، ولرأينا فكراً مختلفاً، ولكنه رفضوا أن يكون في المجلس الحالي المكلف لأنه يرى بأنه لا يمكن أن يكون التونسي رئيسا للمجلس. انسحاب الصبان قرأنا أمس الجمعة بأن الأستاذ عبدالوهاب صبان قد انسحب من اللجنة التطويرية لإستراتيجية النادي، بعد الأحداث الدراماتيكية التي حدثت، وهذا ينذر بعدم الارتياح، وإنني أطالب الأستاذ عبدالوهاب صبان بأن يعدل عن هذا الاعتذار لأننا في مرحلة لم شمل وأنه بدأ مشروعاً مهما في تاريخ النادي وعليه أن يعلم بأن وجوده مهم جداً في هذه المرحلة، كذلك الأخ الأستاذ غزالي يماني وغيرهم من المنسحبين من اللجنة، فيكفي أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، فهم قد بدؤوا فأرجوهم أن يكملوا المسيرة، فالنادي في حاجة ماسة لجميع الأيدي ويحتاج إلى جميع السواعد والأفكار. المجلس القادم سيكون هناك عبء كبير على أي مجلس إدارة قادم، فهو سيواجه أولاً اختلاف الأفكار والرؤى لدى أفراد أعضاء هذا المجلس نفسه، ثانياً، سيواجه تحدياً كبيراً من المجتمع المحيط بالنادي، فالكل يتربص وينتظر ما سيقدم المجلس المكلف القادم، وإن كان أهم ما يقدمه لجمهور النادي، هو العمل على عودة الروح الجماهيرية للنادي، وأن يعيدوا المجلس الشرفي والتنفيذي والاستشاري، وأن يتنازل البعض للبعض لتمشي المسيرة، وأن يعملوا على إعادة الغائبين والمنسحبين والمعتذرين لحوزة النادي، وأن يبدءوا التخطيط الجدي للارتقاء بالنادي، وأن يستفيدوا من الرئيس الحالي الأخ جمال تونسي فهو خبير بما في النادي لبقائه أربع سنوات عرف خلالها الكثير مما يمكن الاستفادة منه، فعليه أن يقدم كل ما لديه من أجل الكيان الوحداوي، وأنا على يقين بأن الأخ التونسي سيقود النادي مع المجموعة الجديدة إلى بر الأمان، وأرجو أن يحقق الله له وللمجلس الجديد ولو بطولة واحدة تبل ريق الجماهير الظمأى والتي عاشت عطشى لمدة أربعين عاماً بدون أية بطولات. د. عبدالله بن صالح يعول الكثيرون على الدكتور عبدالله بن صالح بأن يكون ضابط إيقاع المجلس لخبرته في التخطيط والتنفيذ، كما يعولون عليه بأن ينفذ برنامجه الشرفي، فنحن في انتظار. الدكتورين شقدار وكابلي سيكون للدكتورين إبراهيم شقدار وعبدالكريم كابلي دور كبير في المجلس الحالي وسينتظر الوسط الوحداوي منهما رؤية الخطة الإستراتيجية في سنتها الأولى وهي تطبق، فقد جاءتهما الفرصة من داخل الكيان وبصورة رسمية، فالكل يعول عليهما في أن ترى خطتهما النور. ونحن نعرف بأنهما خبيرا في النادي فقد سبق وأن شاركا في مجلس إدارة النادي. الخاتمة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المجلس الجديد ليحقق ما تطمح له الجماهير الوحداوية، وإن كنا لا نطلب منه المستحيل لكننا نطلب الممكن، والمعقول وخاصة في العشرة أشهر القادمة التي ستكون بحق محك قوي للمجلس، كما أنها ستعد للانتخابات القادمة، فنرجو أن توضع في هذه السنة الأسس التي يمكن أن يرتكز عليها النادي والتي يمكن أن ينطلق منها أيضاً. والجميع مستبشرون مع التحفظ والترقب المشوب بالحذر. نسأل سبحانه أن يوفق الجميع، والله من وراء القصد...... بقلم الدكتور عبدالعزيز أحمد سرحان