أمس الأول قدم برشلونة مباراة رائعة كعادته أمام الخصم ريال مدريد في قلب البيرنابيو وهزمه بهدف مقابل ثلاثة بعد أن تأخر بداية بهدف فيما يعكس القوة الذهنية لهذا الفريق، وقد حفلت المباراة بمجموعة من اللقطات التكتيكية نلخصها لكم فيما يلي : 1- دخل الفريقان بتشكيلهما المعتاد، البرشا 4-3-3 والريال 4-2-3-1 فيما يعكس رغبة من الفريقين باللعب بأفضل طريقة ممكنة دون أي تعقيدات تكتيكية قد تؤدي إلى وجود ثغرات، وأيضاً تأمين الهجوم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين هجوماً ودفاعاً بغية عدم السماح لأي فريق بالتحكم بخط من الخطوط لأنه سيكون مقتلاً لأي منهما . 2- هدف الريال كان في المقام الأول تحطيم أسلوب برشلونة السلس للغاية في الحركة وتناقل الكرة ولذلك تواجد لاسانا ديارا بديلاً عن خضيرة لأنه أكثر عدائية وأشد انقضاضاً وقد اعتمد كثيراً على سرعة لاعبيه الكبيرة في الارتداد مستغلاً أسلوب الدفاع العالي الذي ينتهجه البرشا والضعف في جهة أبيدال وهو ما نجح به كثيراً خاصة في نصف الساعة الأولى. 3- ملفت جداً لبرشلونة وفاؤه لأسلوب لعبه، فمهما تعرض من ضغط ومهما حاول الفريق المنافس فإن أسلوب برشلونة يبقى هو نفسه، دفاع عالي وحركة متواصلة منسقة وإخراج رائع للكرة استناداً على انسجام هائل، ومهما كان الفريق المقابل قوياً فإنه سيرضخ في النهاية لهذا الأسلوب ومن هنا كانت خطيئة الريال الكبيرة بأنه بقي معتمداً على تحطيم أسلوب برشلونة أكثر من استلام زمام المبادرة وهو ما لايمكن فعله في تسعين دقيقة لأن أسلوباً كهذا بني على مرّ السنين ولم يبن في ليلة وضحاها. 4- الاعتماد على مارسيلو هجومياً وكوينتراو دفاعياً طوال الوقت دون تبادل مما جعل الضغط على جهة واحدة وبالتالي سهل إيقافها خاصة مع التألق الدفاعي لداني ألفيس وأيضاً قتلت كوينتراو الذي افتقد للمسافات الطولية وبالتالي الانطلاقات السريعة التي يتميز بها الأمر الذي أراح برشلونة كثيراً في ظل توتر مارسيلو. 5- كان من الملفت حفاظ برشلونة على تشكيلته حتى الدقائق الأخيرة في حين تخبط ريال مدريد في التبديلات وهذا يدل على أن جودة أداء البرشا واضطرار الريال لإصلاح الأوضاع التكتيكية وتغييرها التي لم تنفع مع ميسي وزملائه. في النهاية لايزال برشلونة هو عقدة الريال ...والتفوق الذهني يظهر واضحاً من كون النتائج في البيرنابيو تماثل أو حتى أفضل أحياناً من النتائج في الكامب ناو، وماذا يريد المدربون غير منهج تكتيكي ناجح وعقلية انتصار حاضرة؟ لا يوجد أفضل من ذلك .