في صباح يوم الخميس السادس من الشهر الأول لعام ثلاث وثلاثين وأربعمائة للهجرة الشريفة صعدت روح أمي إلى بارئها أسأل الله تعالى أن يغفر لها وأن يرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى آمين ضرب الحزن على تلك الروابي وتعاييت مصاباً في مصابي ! أحمل الهم الذي لا ينتهي فوق أثقالي ! ملايين الحراب المدى يملأ أرجاء المدى والليالي أظلمت وجه الشهاب ضاقت الأنفاس في أنفاسها وبكت !! حتى تباريح الكتاب! **** كان يا أمي لنا منزلنا مصنع الإبداع ! عطري الخضاب كان فيه الدين ! كنا لوحة زيّنتها في المدى كل الصعاب كم تباكينا على أمرٍ هنا وتضاحكنا على حفر التراب وتعاركنا على ألعابنا ونسينا فيك آلام العذاب! **** كانت الأفراح في أفراحنا كان في منزلنا كل الرحاب كان مضيافاً ! ينادي في المدى كان طهراً سابحاً فوق السحاب الندى في الأرض يعلو رأسه وعلى كفيه أشكال الشراب وربيع العمر يطري نفسه سافراً ! بين أضابير الخوابي! **** ومشينا في الليالي وحدنا وضياء الأم من خلف الحجاب يملأ الأرواح عزماً وندى ترتوي من طهره حتى الهضاب ونجحنا في دُنا أُسرتنا وعرفناه نجاحاً في الشباب كلما أُصدَ بابٌ نحونا فتحت باباً يؤدي نحو باب !! **** وأتى اليوم الذي أضحى بها ليته أضحى سراباً في سراب سافرت عنا إلى بارئها نحوه تعنو ملايين الرقاب ويذوب الكون في آلائه آية الله سطور في كتاب فصبرنا وصبرنا رحمة نسأل الله لها حسن الثواب ! **** جدة