يعد الاهتمام بمرحلة الطفولة مؤشراً من مؤشرات تقدم المجتمعات وتطورها ؛ والذي يقاس به مدى الاهتمام بإنشاء جيل يحاكي التطور المعرفي والانفجار التكنولوجي في ظل الحفاظ على عبق الماضي وتراثه ومشاركة الحاضر ومتطلباته وتهيئة المستقبل وإشراقاته. ويأتي في مضمار اهتمامنا بهذه المرحلة العمرية توجيه الأنظار إلى الأطفال الطبيعيين وذوي الاحتياجات الخاصة ؛ مع ضرورة تقديم التوجيهات والإرشادات التي تعمل على تلبية احتياجات ومتطلبات هؤلاء الأطفال ؛ بالإضافة إلى توجيه النظر إلى المشكلات النفسية والجسدية التي قد يتعرضون لها وكيفية حلها والحد من انتشارها وسبل معالجة أعراضها وأضرارها. كما ينبغي توجيه نظر الآباء والأمهات والقائمين بالرعاية إلى كيفية استثمار القدرات والإمكانيات والمهارات الكامنة وتحويلها إلى طاقات إيجابية تعود بالمنفعة والفائدة على الطفل وعلى بيئته ومجتمعه. وفي هذا السياق اهتمت لجنة النشاط في قسم رياض الأطفال بكلية التربية للبنات بجامعة أم القرى والتابعة لعمادة سعادة الدكتورة حنان جستنية بتفعيل يوم الطفل العالمي تزامناً مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة , وجاء هذا التفعيل في صورة معرض مصاحب لفعاليات مختلفة ابتداء من يوم الأحد إلى يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري. وأبرز ما تميز به هذا المعرض هو تطرقه إلى محاور ومفاهيم مختلفة منها المعرفية والتاريخية والرياضية واللغوية والفكرية والبيئية وغيرها ؛ بالإضافة إلى محور خاص تضمن حقوق الطفل والمشكلات الصحية والنفسية التي يتعرض لها وإرشادات وتوجيهات للتعامل وتنمية المهارات لدى الأطفال بشكل عام وأطفال الاحتياجات الخاصة بشكل خاص. ولعل الحماس الملحوظ لدى المشرفة على لجنة النشاط بالقسم الأستاذة نوف حسنين لضرورة تفعيل مثل هذه الأنشطة كان الدافع الأكبر في انجاز المهام التابعة للمعرض ؛ إلى جانب ذلك التعاون المثمر بين عضوات هيئة التدريس والطالبات اللاتي عملن بجد واجتهاد لإبراز العمل على الوجه المطلوب. ويبقى أن نقول بأن التفعيل الحقيقي لمثل هذه المناسبات لا يكون بصورة نظرية تتجسد في المؤتمرات والمحاضرات العلمية فقط , ولكن ينبغي أن ينتقل ذلك إلى الواقع والمجتمع بحيث يصبح صورة فعلية ملموسة تعكس تبني ما جاء في تلك الفعاليات من نصائح وتوصيات للاهتمام بهذه الفئة الغالية , ومن هذا المنطلق جرى دعوة مديرات رياض الأطفال والمعلمات والأمهات بالإضافة إلى استضافة مجموعة من الأطفال وذلك لتحقيق تفعيل تطبيقي لما جاء في المفاهيم التي تطرق لها المعرض وتحقيق الاستفادة من منتجات قسم رياض الأطفال على أرض الواقع وفي بيئة العمل بصورة جدية ومباشرة. في الحقيقة إن الجهود المبذولة في مثل هذا الانجاز ليست وليدة اليوم واللحظة وإنما هي نتاج لعمل جماعي دؤوب ومستمر تقوده عميدة رائعة ووكيلات منجزات وعضوات فعالات وطالبات مجتهدات. ولا يسعنا أمام هذه الجهود الرائعة سوى وقفة شكر وعرفان نهديها لمن يدعم تلك الانجازات معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس ثم لعميدة كلية التربية للبنات ووكيلاتها ولجنة النشاط بالكلية ثم لقسم رياض الأطفال والتابعين له من منسوبات وطالبات , وأخص بالشكر طالباتي بقسم التربية الأسرية واللاتي فعلن المحور الخاص بحقوق الطفل ومشكلات الطفولة وذلك لما قدمن من أعمال متقنة وعروض راقية رائعة تعكس مدى اهتمامهن وتجاوبهن مع مادة التوجيه والإرشاد وأستاذتها ؛ وأسأل الله العلي القدير أن ينفع بهن وبعلمهن ؛ وأختم مقالي اليوم بأطيب الأمنيات للحبيبة ( أم القرى ) بدوام التألق والسداد والإنجاز.