عندما تكون الروح حاضرة، والدعم موجوداً، والنجوم في يومهم، والوطنية محفزة، والأدوات متفاعلة، يأتي المنتج مقنعاً جداً، ونستشعر أننا امام مهمة تتخطى الركل بالأقدام إلى ما هو أبعد من ذلك، واسمى، وأعلى منزلة. هكذا كان أخضرنا في مساء العودة للزمن الجميل، تألق اللاعبون، وركضوا في كل زوايا الملعب، فسجلوا وأطربوا الجماهير التي ساندتهم، واستحقوا إشادة على الهواء مباشرة ومن مسرح الحدث من المسؤول الأول في الرياضة السعودية والعربية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي هنأ أبطالنا وقال لهم كلمات مضيئة ترفع من همتهم لمواصلة مشوار البحث عن التأهل لمونديال البرازيل 2014 . رأينا في ليلة السبت أن منتخبنا الوطني قدم نفسه من جديد في شكله الحقيقي والذي استعاد معه هيبته على المستوى القاري، وصورة مع التحية لكل المشككين في قدرة الأخضر على أن يكون (كامل الدسم) في اللحظات الحاسمة. نجح المنتخب السعودي في الوصول إلى نقطة فرض شخصيته الغائبة، حينما وجد التعامل الأمثل والدوافع النفسية والأجواء الصحية للعمل. شاهدنا كيف رتب المدرب ريكارد الأوراق التي تجير الفوز لمصلحة فريقه بعيداً عن المجاملات. تألق مرة أخرى القائد محمد نور وكان بحق لاعباً (مهماً) في التشكيل من ناحية منح زملائه جرعات من الثقة المطلوبة في مثل هذه السجالات. - أيضاً كان جمهور الوطن في الموعد ولم يتقاعس، ولم يخذل اللاعبين. فملأ المدرجات وهتف باسم الأخضر وقدم ورقة دعم من نوع (نحن هنا)، نؤازرك مهما كانت هناك غيوم في السماء. ومن اللافت للنظر في لقاء تايلند هو أن الأهداف جاءت من جمل تكتيكية، افتقدناها منذ فترة، رأينا تمريرة نور الذكية وضربة رأس هزازي التي بصم بها بالهدف الأول، وكيف قدم الفريدي فاصلاً من المهارات الراقية وهو يروض الكرة بحرفنة ويجندل دفاعات (الفيل)، قبل أن يضع نور لمسة النهاية من نقطة الجزاء في الهدف الثالث جزاء للإعاقة التي تعرض لها إثر اقتحام مشروع للصندوق التايلندي. لابد أن نضع في الحسبان أن لقاء تايلند انتهى وكان إيجابياً بدرجة كبيرة مع وجود هفوات لعل أبرزها لحظات الانفلات (العصبي) من العابد، والتي كادت أن تحرمنا نجماً مميزاً في المواجهات المقبلة، ولا ننسى أن الحسم جاء متأخراً كثيراً وهذه الثغرة تحتاج معالجة من ريكارد. ( خاص ) - مواجهة عمان (قمة) خليجية خاصة، فيها كثير من المعطيات، فالمنتخبان يعرفان بعضهما جيداً وهناك حديد والحوسني اللذان يملكان أسرار الكرة السعودية، عمان ليست تايلند وعلى نجومنا أن يعرفوا ذلك جيداً إذا ما أرادوا أن يتقدموا خطوة أخرى لتحقيق 3 نقاط في الطريق إلى بلاد السحرة.