الحوادث المستمرة للمعلمات أثناء ذهابهن للتدريس في مناطق نائية هي حلقة من مسلسل الحوادث المرورية التي تفتك يومياً حتى بمن يسلكون الطرق الدائرية والسريعة في وسط المدن! الحوادث المرورية مأساة كل السعوديين، كثير من الأسر فجعت بأحد أفرادها أو أقاربها سنوياً الآلاف يموتون وعشرات الآلاف يصابون وعشرات المليارات خسائرنا المادية وحتى الآن لم تستطيع إدارات المرور التخفيف من المأساة رغم كل أسابيعها وتوعيتها لأنها لم تساهم بشكل كبير في تطبيق قوانين مرورية صارمة تساهم في حماية أرواح الناس، في حوادث المعلمات المسؤولية تقع على وزارة التربية والتعليم وإدارات المرور وعن الأسباب فتش دائماً عن السائق والسيارة وسبب ثالث لا يقل أهمية وهو جدول الحصص!! السائق نجده غير مؤهل للقيادة لساعات طويلة أحد أسباب الفواجع المتكررة لأن هذه ليست مهنته هو جاء إليها هرباً من البطالة أو لزيادة دخله، يمارس عمله الشاق من بعد منتصف الليل وإن كان من مدمني السهر وحوادث المعلمات على الطرق السريعة والوعرة قضية قد تكون مغيبة عن النقاش ففي كل صبيحة يوم نصحو على فواجع جديدة ودماء زكية طاهرة تنزف على الطرق، تلك الجموع التي اختطفتها يد المنون كانت على موعد ولا شك مقدر ومكتوب في الأزل (ولكن) الذي يثير الشعور ويهيج المشاعر السبب الذي أدى لهذا القتل حتى أصبح المشهد أكثر دموية وأكثر عدداً وأكثر بشاعة وأكثر مأساوية من ضحايا الحروب!! فما ذنب المعلمة التي تقدم روحها البريئة وهي في مهمة تعليمية؟! وحتى كتابة هذه السطور ومعاناتها لم تجد حلولاً شافية فالكل يقذف الكرة في مرمى الآخر. وهاهن يعشن في رعب وهلع عندما يحين موعد المغادرة أو العودة ويضعن أيديهن على قلوبهن وهن يرددن معاً: (اللهم سلم.. سلم). فهل من دراسة شاملة لوقف هذا النزيف الدموي؟!! نأمل ذلك والله من وراء القصد.