تتجه أنظار العالم في هذه الأيام إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة واللتين سوف تحتضنان بعد بضعة أيام الملايين من المسلمين القادمين من شتى بقاع الأرض من أجل أداء مناسك الحج والتي تعد إحدى الشعائر المعظمة والمقدسة لدى معشر المسلمين,والملفت للنظر أن وسائل الإعلام لا تركز في تغطيتها سوى على الإطار العام للحج وتحركات الحجاج بين المشاعر المختلفة وتتناسى أو بمعنى أصح لا تهتم بالجنود المجهولين الذين يعملون ليلا ونهارا من أجل إخراج الحج بالصورة المثالية التي ولله الحمد اعتدنا رؤيتها في السنوات الماضية , وربما لأن أهل مكة أدرى بشعابها ولأن الله منّ علينا بالعيش في البلد الحرام فإننا أصبحنا على دراية كبيرة بالدور الملموس الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين وما تبذله من جهد وعناية وخدمة للحاج, فالأمن والأمان على سبيل المثال أحد الأمور الجوهرية التي تساهم بشكل مباشر في أنجاح موسم الحج والدولة حفظها الله اهتمت كثيرا بهذا الجانب حتى تساعد الحاج في أخذ مناسكه بسهولة ويسر وحالة الاستنفار والاستعداد التي تكون عليها الجهات الأمنية طوال موسم الحج توضح ذلك , لا ننسى أيضا دور أمانة العاصمة المقدسة في مسألة المحافظة على صحة البيئة والنظافة، وكذلك وزارة الحج بالإضافة للدور الرقابي والإشرافي المهم لوزارة الداخلية وإمارة مكةالمكرمة واللتين تقومان بأعمال استثنائية في سبيل اخراج الصورة الزاهية التي تتمتع بها المملكة حاليا وتجعلنا فخورين بما تقدمه بلادنا كل عام من صور التفاني في خدمة الإسلام والمسلمين. ولكن رغم الدور العظيم الذي تقوم به المملكة في كل موسم للحج يبقى للمجتمع المكي دور مهم لإكمال الصورة الذهبية التي رسمتها حكومتنا الرشيدة عن الحج في المملكة,ويتمثل هذا الدور في إظهار أخلاقيات الإسلام في التعامل مع الحجاج والقادمين إلى مكة , فموسم الحج هو أحد المواسم التي تزدهر فيها التجارة في البلد الحرام وتكون متنفسا لأهله , وكل ما أرجوه هو أن لا يكون الحق المشروع في الكسب أثناء موسم الحج سببا في المساس بالصورة التي رسمتها المملكة في أذهان ملايين المسلمين حول العالم. والله من وراء القصد