الجماهير هي ملح المباريات وفاكهتها ومنها يستمد اللاعب عنفوانه وحماسه ويستنفر كل قواه وفنياته لكي يقدم المستوى الذي يرضي به تطلعات الجماهير العريضة التي تحتشد في ملعب المباراة من اجل المتعة والاثارة والتشويق سواء كانت جماهير ناديه المفضل او جماهير الفريق المنافس او الجماهير الذواقة التي لاتحمل اي لونية رياضية ولاتعرف للتعصب سبيلا وتاتي الى ملعب المباراة تنشد المتعة والتشويق والجماليات . ومعروف ان بعض الجماهير تمثل اللاعب رقم 12 وهنالك البعض منها يمثلون اللاعب رقم 1 وفي كلا الحالتين فان الدور الريادي لتلك الجماهير يعتبر هو الوقود الذي يلهب حماس اللاعب ويشحذ هممه ويجبره على التغالب على نفسه ليقدم عطاء كروياً متقدماً يشبع به نهم الجماهير الوفية المتعطشة للفن الكروي الرفيع . ولكن وآه من لكن هذه تبقى حقيقة ماثلة وظاهرة للعيان بل لكل ذي عين بصيرة وهي تتمثل في أن جماهيرنا هي جماهير الاربعة الكبار النصر والهلال في الوسطى والاهلي والاتحاد في الغربية ففي هذه المواجهات نرى الملعب ولم يتبق فيه موضع لقدم وتمتلئ الساحة عن بكرة ابيها وحتى في مباريات هذه الفرق مع الاندية الاخرى مايسمى باندية المنطقة الدافئة واندية المؤخرة فان الملعب يسجل حضورا جيدا ان لم نقل ممتازاً يحدث هذا في حين ان مباريات الفرق الاخرى في الدوري الفرق التي قلنا بانها تمثل اندية الظل والمنطقة الوسطى نجد ان مبارياتها لاتسجل ذلك الحضور الذي يعطي اللاعب الدفعة المعنوية والتحفيزية المطلوبة حيث نرى الملعب خاوياً كفؤاد ام موسى الا من النذر القليل من الجماهير التي لاتشكل النسبة التي تلهب الحماس فيكون ذلك سببا مباشرا في قتل الطموحات عند اللاعبين وعدم ظهورهم بالمستويات الفنية المتطورة من مباراة الى اخرى بعكس المستويات التي يقدمونها امام الاربعة الكبار والتي قد يتفوقون فيها عليهم في بعض المباريات وكل ذلك لانهم وجدوا الدافع القوي للابداع وتفجير الطاقات وقد شهدنا اكثر من مرة كيف تتفوق فرق الوسط والمؤخرة على مايسمى بالاربعة الكبار وتزلزل الارض تحت اقدامهم وتسجل الانتصارات عليهم وكل ذلك لانها تجد الدافع القوي بالتواجد الجماهيري الكثيف في كل جنبات الملعب . ولكن المؤسف ان مباريات تلك الفرق مع بعضها البعض تظل فقيرة جماهيريا بصورة تدعو الى الأسى والحسرة ولك ان تتخيل عزيزي القارئ بان مباراة لقطبي المنطقة الشرقية الاتفاق والقادسية وهما يمثلان الديربي الشرقاوي مثله مثل ديربي الوسطى والغربية لك ان تتخيل ان ديبري الشرقية بكل عنفوانه وصولجانه لم يسجل من الحضور الجماهيري سوى 999 مشاهداً فقط يحدث هذا في حين ان لقاء الاتفاق بضيفه فريق الاتحاد في الدمام قد سجل حضوراً جماهيرياً وصل إلى 7009 مشاهدين نستطيع ان نقول ان عدد جماهير الاتفاق من بينهم لايتعدى آل 2000 مشاهد والبقية كلها لجماهير الاتحاد رغم انه يعتبر فريقاً قادماً من خارج المنطقة والطبيعي ان تكون جماهير الفريق المضيف هي الاكثر حضورا ولكن العكس يحدث دائما في مثل هذه المباريات عندما يلاعب الاتفاق والقادسية فرق النصر والهلال والاهلي والاتحاد . أما الفريق الشبابي البطل ورغم كل الانجازات المحلية والخارجية التي حققها فهو يقف مع فرق المنطقة الدافئة من حيث الجماهيرية فهو بلا قاعدة جماهيرية رغم انه مرصع بالانجازات وحقيقة نحن لاندري لهذا سببا مقنعا ووجيها فالانجازات هي التي تستجلب الجماهير ولكن الجماهير الشبابية تستعصي على فريقها رغم مايحققه من انجازات والقاب على كل الاصعدة وتلك معضلة يجب ان يعمل الشبابيون على سبر اغوارها حتى ياخذوا موقعهم بين الأربعة الكبار . فاصلة ..... أخيرة هل ننتظر ان ياتي اليوم الذي نرى فيه جماهير كل نادي في منطقتها تتفوق على جماهير الفرق القادمة من المناطق الاخرى . أستطيع ان اقول بانه متى ماحدث ذلك فان فرق المنطقة الدافئة وفرق الذيلية سيقوى عودها ويشتد ساعدها وستكون قادرة على مقارعة الاربعة الكبار الذين ظلوا يحتكرون هذا المسمى بفضل جماهيريتهم العريضة المنتشرة في كل بقاع المملكة العربية السعودية . واعتقد انه من حق رجل في قامة العميد الخبير خليل الزياني نائب رئيس الاتفاق ان يطلق على جماهير ناديه مسمى جماهير المنتديات والديوانيات بحكم انهم يفضلون مشاهدة المباريات من الديوانيات والمنتديات ويتركون الفريق يصارع وحيدا في ملعب المباراة وكأن الامر لايعنيهم .