تركت الجماهير الاتفاقية في المواسم الأخيرة الكثير من علامات الاستفهام بحضورها المتواضع والمخجل في الكثير من مباريات فريقها الأول لكرة القدم في كافة المناسبات التى يشارك فيها الفريق حتى باتت الجماهير الاتفاقية تفقد المدرجات حلاوتها كونها لا تثير الحماس الكافي في نفسيات اللاعبين، ولم يكن لها دور فعال في الكثير من المناسبات والمباريات التى يتطلب وجودها بقوة في المدرجات. وإذا كانت الجماهير الاتفاقية في الموسم قبل الماضي وما سبقه من بعض المواسم العجاف معذورة في عدم الحضور الكثيف للمباريات كنتيجة طبيعية للنتائج السلبية الكثيرة التى تعرض لها الفريق التى جعلته في بعض المواسم ضمن فرق المؤخرة ومهددا بشكل واضح بالسقوط الى دوري الأولى لولا تدارك رجاله ومحبيه الوضع حينها والوقوف على مكامن الخلل وإصلاحها قبل فوات الأوان حيث ان الفريق تحسن وضعه كثيرا في الموسم الماضي خصوصا في دوري زين السعودي حتى أنه تفوق على الكثير من الأندية التى تفوقه من حيث الامكانيات المالية، ونال المركز الثالث الذي منحه إحدى البطاقات الأربع المؤهلة لدوري أبطال آسيا الموسم المقبل، لكن الوضع الجماهيري لم يختلف كثيرا عن المواسم الأخيرة التى سبقت الموسم الماضي، وتواصل الحال هذا الموسم وتحديدا في أولى مباريات الفريق ضد القادسية في المباراة التي أقيمت على ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية بالراكة، حيث لم يتجاوز الحضور الألف مشجع يتضمنون مشجعين لفريق القادسية. ولم يعد الجمهور الاتفاقي كما هو الحال قديما حينما كانت تزور الفرق الجماهيرية الدمام وتحسب حسابا للجماهير الاتفافية الكبيرة والفعالة التى تتدافع على الملاعب التى تحتضن مباريات فريقها كما تحسب حساب نجوم الاتفاق الكبار ما جعل فارس الدهناء يعيش فترات ذهبية في كل شيء وساعده ذلك الوضع الرائع على تحقيق الكثير من الأولويات في الثمانينيات سواء بتحقيق بطولة الدوري بلا خسارة أو الفوز بأكثر من بطولة عربية وخليجية. أما في الوقت الراهن ففي الكثير من المباريات تتفوق جماهير الفرق الزائرة للشرقية على جماهير الفريق الاتفاقي المستضيف ما يترك حرقة حقيقية في قلوب الغيورين على اسم وسمعة هذا الكيان الكبير الذي يعد من الأندية الجماهيرية ليس على مستوى المملكة فحسب بل على المستوى الخليجي وحتى العربية، ويعتبره الكثير من النقاد النادي المفضل الثاني للكثير من الجماهير التى تتعاطف معه دائما كونه يقدم منذ سنوات كرة جماعية راقية تنال الاحترام وتقدم المتعة الحقيقية للعبة كرة القدم ومنبعا للنجوم الذين أبهروا المتابعين وقدموا الكثير للكرة السعودية. وإذا كانت الإدارة ونجوم الفريق قد عتبوا كثيرا على الجماهير الاتفاقية في الفترة السابقة في أكثر من مناسبة فهناك فرصة حقيقية للجماهير الاتفاقية الوفية للحضور الكثيف لمباراة الفريق يوم غد الثلاثاء أمام فريق الاتحاد في الجولة الثالثة من دوري زين السعودي للمحترفين التى ستقام على ملعب استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، وسيكون موعد المباراة الجديد مناسبا تماما كون المباراة ستنطلق بعد صلاة المغرب مباشرة، وبالتالي سيكون هناك مجال كبير للجماهير الاتفاقية للحضور الكثيف خصوصا أن الكثير من الجماهير يعتبر مواعيد إقامة المباريات وسط أيام الأسبوع وفي أوقات متأخرة في المساء لا يساعد على الحضور للملعب خصوصا موظفي الشركات الكبرى الذين يلتزمون عادة بالنوم المبكر الذي يتناسب مع أعمالهم، فهل يقول الجمهور الاتفاقي كلمته مساء غد الثلاثاء؟ أم أن الاتحاد الضيف سيكون صاحب اليد الطولى على الأقل من حيث التفاعل الجماهيري مع الفريق القادم من عروس البحر الأحمر. بقي أن نشير الى أن الاتفاق أذاق الاتحاد خسارة مرة في بطولة كأس سمو ولي العهد الموسم الماضي بثلاثية في آخر مباراة جمعتهما بعد أن امتدت تلك المباراة لأشواط إضافية على نفس الملعب الذي سيستضيف مباراة الغد.