في البدء أتشرف برفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى الشعب السعودي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني. هذا اليوم هو يوم ذكرى ومناسبة: فالذكرى تخص العودة إلى الماضي الذي بني عليه الحاضر، حيث عبقرية المؤسس في توحيد هذا الكيان وصهر كافة مكوناته الاجتماعية في بوتقة واحدة تحت راية التوحيد في زمن حرج وصعب للغاية، حيث كانت رحى الحرب العالمية الأولى تدور، إلا أن المؤسس - المغفور له بمشيئة الله - حقق أكبر ملحمة وحدوية في العصر الحديث، ونأى بمملكته عن كافة القلاقل التي كانت تعصف بدول العالم واضعاً الأسس الراسخة والمنهجية الواضحة المعتمدة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وبعد أن استقرت له أمور دولته الفتية، أتجه لبناء علاقاته الدولية وفق إستراتيجية دبلوماسية تتسم بالحكمة وبعد النظر حيث عزز علاقاته مع الدول المحيطة بمملكته، والدول المهمة في المنطقة، ثم بدأ في التقاء قادة الدول الكبرى في العالم مؤسساً لعلاقات راسخة وشراكات إستراتيجية محكمة ومبنية على التعاون المبني على الاحترام المتبادل، تلك كانت الذكرى، أما المناسبة فهي أن نقوم نحن أبناء المملكة بالنظر إلى حاضرنا وما تحقق على أيدي أبناء المؤسس البررة الذين أتوا خلف والدهم ليواصلوا مسيرة البناء والتطور، حتى وصلنا إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - والذي أطلق من خلاله أكبر برنامج تنموي في العصر الحديث. ففي عهده الميمون انطلقت أكبر توسعة يشهدها الحرم المكي الشريف، إضافة إلى مشاريع غير مسبوقة في الأماكن المقدسة سواء في مكة أو في المدينة. وفي عهده الميمون قفز التعليم قفزات غير مسبوقة فارتفع عدد الجامعات من سبع جامعات إلى أكثر من ثلاثون جامعة وأطلق برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، وفي عهده الزاهر أقيمت المدن الاقتصادية والمشاريع العملاقة وأصبح الاقتصاد السعودي واحد من أكبر عشرون اقتصاد في العالم. لا أستطيع حصر كل المنجزات ولكن الأهم من ذلك كله أن المملكة تعيش عصر زاهر وعصر مستقر في زمن حرج وفي محيط مضطرب وهذا ما يجعلنا ننظر للمستقبل بالكثير من التفاؤل والأمل، أسأل الله أن يديم على وطننا نعمتي الأمن والاستقرار وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وكل عام ونحن والوطن بألف خير. *سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا