اسر كثير عندما أجد إنساناً يذكر بالخير والثناء موطنه ويعتز ويفتخر به ومستعداً ان يفديه بكل غالٍ ونفيس وعلى رأس ذلك كله نفسه التي بين جنبيه... والعكس صحيح... لا أحب ذلك المواطن الجاحد المنكر الذي قدم له وطنه الكثير...فأصبح يتنكر ويجحد كل ذلك. هذا أي...بلد او موطن او أي مكان او أي ارض تحت هذه القبة الزرقاء “ السماء “ وعلى كوكب الأرض الذي نعيش عليه فكيف ببلد وموطن ومكان وارض جمع الله تعالى فيه عز وشرف وخيرات لم ولن توجد في غيره على الإطلاق وعلى ممر التاريخ. موطن في القديم والحديث في الجاهلية والاسلام كان له شرف الزمان والمكان...اجتمعت فيه حضارات الامم وفي ارضه التقت السماء بالارض من خلال البيت الحرام بمكةالمكرمة بالبيت المعمور هناك في السماء... على ارضه جاء امر الله لابي الانبياء وخليل الرحمن ان يترك زوجه وابنه الرضيع في واد غير ذي زرع ليس به مقومات الحياة واهمها “ الماء “... يتركهما ويدع امرهما لله تعالى حتى تبدأ من هناك الحياة للدنيا كلها...على أرضه ولد الصادق الامين ذلك الصبي القرشي اليتيم الذي لم يكتب له كي يتعلم...لكنه علم الدنيا حيث هداه ربه الى طريق الحق والعدل والحياة الطيبة على ارضه تنزل الوحي الصادق من رب الارض والسماوات بواسطة امين السماء على قلب امين الارض المصطفى من ربه سبحانه وتعالى كي يصدع بالدين القويم “ الاسلام “ويخرج الناس من الظلمات الى النور...وقد فعل “ عليه الصلاة والسلام “ على ارضه تكونت المقدسات لكل مسلم ومسلمة منذ ان نادى بها خليل الله ابراهيم “ واذن في الناس بالحج “ ثم تجددت على يد رسول الرحمة “ محمد “ عليه الصلاة والسلام...فكانت القبلة والكعبة والحجر الاسود والركن اليماني والمقام وبئر زمزم والمطاف والمسعى ومنى وعرفة ومزدلفة وشعيرة رمي الجمار اقتداء بخليل الرحمن واتباعاً لسنة المصطفى الكريم. من ارضه بدأت دعوة الحق والجهاد وتحطمت الأصنام وصدح بالدعوة...وتم التوحيد لله عز وجل وحده لا شريك له... فبدأت الوحدانية الحق من مكةالمكرمة وتواصلت بعد ذلك من طيبة الطيبة...من مدينة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. من ارضه (المكان والزمان والرجال ) انطلق الفتح المبين لكافة ارجاء الارض شرقا وغربا شمالا وجنوبا لتوحيد الله عز وجل...وجمع الناس على امة واحدة “ امة الاسلام “ فكانت وتكونت امة محمد صلوات الله وسلامه عليه التي قال عنها في كتابه العزيز” كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر “.. فكانت ولازالت وستظل باذن الله سبحانه وتعالى قوية مهابة. داخل وخارج ارضه الطيبة تكونت نعمتان يراهما ويلمس أثرهما كل من القى السمع وهو بصير ومنصف :- اولهما... الذهب الاسود” البترول او النفط “... طاقة هذا العصر... محرك الصناعة وباعث الدفء وتم استثمار عائدات هذه الطاقة في تطوير كل ارجاء الوطن... والواقع يشهد بذلك ولا ينكرها الا صاحب فكر منحرف او حاقد كاره. وثانيهما...نعمة لا تقل اهمية فوق ارضه... الا وهي الذهب الاخضر الذي شمخ على ارضها... تلك النخلات الباسقات التي جعلها الله تعالى “ ذات طلع نضيد ورزق للعباد “...والتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ اكرموا عمتكم النخلة “ حيث خلقت من نفس الطينة التي خلق منها والد كل البشر ادم عليه السلام “... فكان منها الغذاء واستخدام كل ما يخرج منها لمنفعة الانسان في الماضي والحاضر والى ان تقوم الساعة... وقد جعل من تمرها ولي امرنا “ حفظه الله “ مساعدة غذائية لكل ابناء امة الاسلام في كافة انحاء العالم. وعلى هذه الارض الطاهرة المباركة قامت دولة التوحيد المملكة العربية السعودية... فكان ميلاد امة تطورت وأصبحت ذات كلمة وامكانيات... ولم يكن لاحد فضل عليها الا رب العزة والجلال وعزيمة رجالها وعلى رأسهم “ ال سعود “ الذين حكموا هذه الأرض منذ اربعة قرون ولازالوا وسيظلون باذن الله تعالى...حيث وحدوا البلاد واحسنوا الى العباد ورفعوا راية التوحيد وكانوا حماة للدين والعقيدة وخداماً للحرمين الشريفين. فاصبحت بلادي منبع الاسلام ورب البيت يحميها... وولي الامر فيه ترك كل الالقاب وتشرف بخدمة البيتين... “ اعزه الله “. واصبح اول الميزان من كل عام “ فرحة مواطن وعيد وطن “ اخيرا وطني الغالي... لقد وحدك الاجداد وحافظ عليك وطورك الاباء ونحن سائرون على خطاهم تطويرا ومحافظة وحماية وحب... وليعلم الجميع ان خلف هذا الوطن السعودي اسوداً في ثياب رجال... عاش موطني عزيزا ورايته خفاقة... والله المستعان.