أثارت مجلة (التنمية الإدارية) في عددها الجديد عددا من القضايا الهامة في الصحافة السعودية، وفتحت ملف إدارة الصحف السعودية. حيث تساءل تحقيق عدد (التنمية الإدارية): هل الصحفيون السعوديون فاشلون إداريا؟! تناول التحقيق تاريخ الصحافة في المملكة، والعلاقة بين الإدارة والتحرير، ومدى نجاح الصحفيين السعوديين إداريا من عدمه. وهل إدارة الصحف السعودية تعتمد على المزاجية والارتجالية أم على المهنية والموضوعية؟! كل هذه الأسئلة طرحها التحقيق على عدد من الصحفيين والخبراء مثل: تركي السديري ، جمال خاشقجي، محمد الوعيل، جميل الذيابي، سليمان العصيمي. وشمل العدد حوارا مع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي عبر عن تفاؤله بمستقبل النمو السياحي في المملكة ، وذهب إلى أن كل المؤشرات تبرهن على أن قطاع السياحة يمكن أن يكون رافدا مهما للاقتصاد الوطني. وأضاف أن الهيئة نجحت في جعل السياحة الوطنية فرصة حارة يريد الجميع اقتناصها ، بعد أن كانت جمرة حارقة يفر الجميع منها. وتناول استطلاع العدد الجديد من المجلة آمال وطموحات مبتعثي معهد الإدارة العامة للخارج، وأهم طموحاتهم وأهدافهم ومشاعرهم وهم على أبواب الرحيل عن الوطن. وتناولت قضية العدد (الجمعيات النوعية) وتساءلت: هل هي ترف تنظيمي أم ضرورة مجتمعية؟! وطرح أهم الخبراء والمتخصصين رؤاهم في هذه القضية . وألقى تقرير العدد الضوء على الإدارة العامة للاستشارات بالمعهد ودورها في مساعدة الأجهزة الحكومية على تطوير بنيتها الهيكلية وحل مشاكلها الإدارية . واستعرضت مجلة (التنمية الإدارية) ورقة علمية للأستاذة ندى بنت مطلب النفيسة بعنوان (إدراك التمكين وعلاقته بالرضا الوظيفي: دراسة ميدانية من وجهة نظر الإداريات العاملات بجامعة الملك سعود) وحفل العدد برؤى ومقالات عديدة تناولت قضايا مهمة منها: مقال (وجهة نظر) للدكتور صلاح بن معاذ المعيوف المشرف العام على المجلة، الذي تناول مشكلات الأجهزة الحكومية،وذهب إلى أن العديد من الأجهزة الحكومية تعاني مشكلات إدارية متعددة، ودعا د. المعيوف إلى ضرورة تغيير الثقافة التبريرية والدفاعية السائدة لدى بعض الأجهزة الحكومية، وأن تحل محلها ثقافة نقد الذات والمراجعة والتحليل لواقع تلك الأجهزة، وضرورة مواجهة المشكلات الداخلية للأجهزة الحكومية بكل وضوح، بدلا من اتباع أسلوب النعامة في دفن رأسها في الرمال، وهو الأسلوب الذي ارتبط بزمن ولى وانتهى . وتناول الأستاذ عبدالله بن متعب السميح رئيس التحرير في مقاله (مدى) إشكالية حضور مصطلح الحوار بكثرة ، وغياب المعنى،وذهب إلى الحوار لا يتأتى بترديد مفهومه أو مفرداته، وإنما بكونه أحد أركان ثقافة المجتمع . وخلص السميح إلى أن الحراك الذي تشهده الساحة الثقافية والإعلامية ما هو إلا المخاض الصحي لترسيخ ثقافة الحوار. ودعا د. سعيد بن عبدالله القرني في مقاله إلى ضرورة الاقتداء والتعلم من القادة الناجحين،وسرد عددا من السلوكيات التي يجب الاقتداء بها ومنها: تحديد التوجه والرؤية الاستراتيجية للمنظمة وأهمية إثارة وإيجاد الالتزام لدى العاملين ، وممارسة القيادة وتطوير الذات . وفي زاوية (مسار) دعا الأستاذ على المطيري إلى ضرورة أن تحل لغة الأمل والتحدي محل لغة التشاؤم والانهزامية في حياتنا، وأكد خطأ مقولة (الحياة فرصة) التي يرددها البعض، داعيا إلى ترديد مقولة أخرى وهي (الحياة كلها فرص) وسرد قصة أحد دارسي المعهد الذي قال إنه تعلم من المعهد المثابرة والطموح والعزيمة والتحدي، حتى وصل الآن إلى (مساعد مستشار) في كبرى شركات المحاسبة العالمية . وتناول د. ناصر الشمايلة مبدأ التقاضى على درجتين الذي عده من الضمانات الضرورية لحسن القضاء وتحقيق العدالة . وتناولت الأستاذة هيفاء بنت محمد المطيري في مقالها مفهوم الذكاء العاطفي وخلصت إلى أن مفهوم الذكاء العاطفي يعبر عن قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه وعواطف الآخرين بما يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله. ودعا الأستاذعبدالرحمن بن على الجريسى في مقاله (جدية الشباب السعودي في العمل والإنتاج) إلى ضرورة تكاتف جميع فئات المجتمع لتغيير مفهوم ونظرة المجتمع نحو العمل والإنتاج في مختلف المهن وجميع القطاعات. وذهب الأستاذ مجدي عوض مبارك في مقاله (الثقافة العربية وأثرها في التنمية الإدارية) إلى أن تنمية وتحديث الإدارة العربية يتطلب ضرورة اهتمام الحكومات العربية بسن القوانين والأنظمة والتشريعات والسياسات التي تعمل على تطوير وتعديل النظم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والديمقراطية في مجتمعاتها. وفي محطة المجلة الأخيرة تناولت د. لطيفة الشعلان في مقالها (في الهم التعليمي) قضية التعليم وذهبت إلى أن إصلاح التعليم الجامعي يبدأ من إصلاح التعليم العام، ودعت إلى ضرورة تفعيل المشاركة بين القطاع الخاص والجامعات، وشددت على ضرورة أن يعي رجال الأعمال أهمية رعاية ودعم البحث العلمي.