ساد الهدوء العاصمة الليبية طرابلس أمس بعد مناوشات ليلية فيما يواصل الثوار زحفهم نحو سرت التي يقصفها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بينما تحدث المجلس العسكري في طرابلس عن قرار بتوحيد كل الفصائل التي شاركت ب(تحرير) العاصمة تحت لوائه. فبعد معارك كثيفة في الأيام الأخيرة مكنت الثوار من السيطرة على معظم أنحاء طرابلس، يبدو أن المقاتلين الموالين للعقيد معمر القذافي بدؤوا منذ الجمعة باعتماد إستراتيجية الضربات المحدودة حيث يتحركون في جماعات صغيرة في مناطق متفرقة لإبقاء الوضع متوترا ثم يتوارون. وباستثناء إطلاق النار العشوائي في إطار محاولة مقاتلي المعارضة السيطرة على جيوب لقوات القذافي فإن العاصمة الليبية أصبحت أهدأ في الأيام القليلة الماضية. وانتشرت في العاصمة أدلة على المعارك الحامية وإطلاق النار العنيف بدءا من الجثث إلى رائحة القمامة المتعفنة في حر الصيف والسيارات المحطمة. ونفى الثوار وجود أزمة مياه في المدينة رغم إقرارهم بوجود مشاكل تقنية. وخرج بعض سكان طرابلس البالغ عددهم نحو مليوني شخص إلى المساجد ليلة أمس الأول ودعا البعض بأن يعثر على القذافي في غضون أيام تزامنا مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك. وتحدث رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبدالحكيم بلحاج عن إستراتيجية لتأمين المدينة تشمل حماية كل المرافق العامة, والبعثات الدبلوماسية الأجنبية, ثم عودة الحياة إلى طبيعتها العادية.