طرابلس، بنغازي، بروكسيل - أ ف ب، رويترز - أعلن الثوار الليبيون السبت أنهم سيطروا سيطرة «تامة» على مطار طرابلس الدولي وحرروا حي قصر بن غشير المجاور، لكنهم ما زالوا يخشون وجود قناصة وذلك غداة إطلاق نار على مرأب الطائرات في المطار، وواصلوا في الوقت نفسه التفاوض مع الموالين للعقيد معمر القذافي لتسليم بلدة سرت سلمياً. وبعد إعلان الثوار سيطرتهم على نحو 95 في المئة من العاصمة أعلنوا أن عملية «تنظيف» للقطاع المحيط بالمطار التي بدأت صباحاً سمحت بالسيطرة على حي قصر بن غشير على بعد كيلومترين بعد مغادرة المقاتلين الموالين للنظام منه. لكن الحذر يبقى سيد الموقف غداة قيام الموالين بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ التي دمرت ثلاث طائرات مدنية على مدرجات المطار. فبعد معارك كثيفة في الأيام الأخيرة مكنت الثوار من السيطرة على معظم أنحاء المدينة، يبدو أن المقاتلين الموالين للقذافي بدأوا منذ الجمعة يعتمدون استراتيجية الضربات المحدودة حيث يتحركون في جماعات صغيرة في مناطق متفرقة لإبقاء الوضع متوتراً، ثم يتوارون. وقال عبد الحميد عقيل الذي يقود مجموعة من الثوار: «لا ندري أين يختبئ رجال القذافي». وفي قصر بن غشير، تجمعت حشود للاحتفال السبت ب «تحرير» الحي، وهي تردد خصوصاً أناشيد الفرح بنهاية القذافي. وأعلن مختار الأخضر قائد عملية «التنظيف» أن 60 الى 80 سيارة من كتيبة خميس القذافي، أحد أبناء العقيد معمر القذافي، غادرت القطاع «مساء الجمعة وهي تفر نحو بني وليد. هذا ليس انسحاباً تكتيكياً، لكنه فرار حقيقي». وأكد عدد كبير من السكان مغادرة قافلة سيارات عائدة لموالين للقذافي وهي تضم سيارات «لاند كروزر» و «بيك-آب مزودة بأسلحة ثقيلة». وتحدث اثنان من السكان أيضاً عن «صاروخي سكود»، وهو ما أكده مقاتلون في صفوف الثوار. وقال بشير الطيبي، قائد الثوار المكلف شؤون المطار، إن مقاتلي القذافي أطلقوا الجمعة صواريخ وقذائف هاون على المطار ما أدى الى تدمير ثلاث طائرات مدنية وإصابة أخرى. وأوضح الطيبي: «لقد استهدفوا الطائرات تحديداً». وساد الهدوء العاصمة الليبية صباح السبت بعد ليلة سمع خلالها دوي بعض الانفجارات ورشقات الأسلحة الرشاشة في مختلف الأحياء حيث رصدت جيوب مقاومة لا سيما في حي بوسليم الذي شهد مواجهات عنيفة هذا الأسبوع ويعرف أن أغلب سكانه من مناصري النظام، وفي حي صلاح الدين. على الجبهة الشرقية ما زالت كتائب القذافي التي تراجعت أكثر من مئة كلم قبل أيام تقاتل في بن جواد على بعد 140 كلم شرق سرت حيث قصفت الثوار العالقين في راس لانوف على بعد 20 كلم شرقاً. وواصلت قوات القذافي في سرت معقل النظام حيث يمكن أن يكون العقيد الليبي مختبئاً القتال مطلقة الصواريخ لعرقلة تقدم الثوار. وواصل الحلف الأطلسي غاراته الجوية الجمعة في محيط سرت فأصاب 19 هدفاً وكذلك في طرابلس حيث دمر منشأتين عسكريتين. وأوضح في بيان أنه قصف القذافي 15 آلية وأربعة أهداف على الأرض في الساعات ال24 الأخيرة في سرت، ودمر آلية مسلحة و3 آليات عسكرية للمساندة اللوجستية وآلية مصفحة. وأضاف انه قصف ملجأين عسكريين ومركزاً للمراقبة ومركزاً للهندسة في المدينة سرت. وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت في بيان الجمعة أن طائرات بريطانية قصفت الليلة الماضية حصناً كبيراً يستخدم كمقر قيادة في مدينة سرت. وقال الحلف السبت إن طائرات قصفت أيضاً الجمعة أهدافاً أخرى للنظام الليبي قرب طرابلس هي مستودع عسكري وقاذفة صواريخ. وأوضح أنه قصف قاذفة صواريخ قرب راس لانوف على بد 20 كلم شرق طرابلس، ودبابة قرب العسة وراداراً وراجمة صواريخ بالقرب من عقبة ورادارين وراجمة قرب العزيزية. الى ذلك، نفى الثوار في شكل قاطع أن تكون كتائب القذافي قطعت المياه في طرابلس لكنهم أقروا بوجود بعض المشكلات الفنية. ورداً على سؤال إن كانت قوات القذافي قطعت المياه عن طرابلس، قال أحد المتحدثين باسم الثوار «أبداً، على الإطلاق»، حيث أفاد بعض السكان في أحياء محددة أنهم يواجهون نقصاً في المياه. وأكد محمود شمام: «لدينا بعض المشاكل الفنية ونحن نهتم بها». وانقطعت المياه عن عدد من أحياء طرابلس فيما أكد عامل في أحد مستشفيات العاصمة أن المياه التي تجر الى طرابلس عبر أنابيب ضخمة قطعت من منطقة جبل حسونة على بعد 700 كلم جنوب العاصمة. وتضم طرابلس حوالى مليوني نسمة، ويوجد في بعض أحيائها آبار للمياه لكن انقطاع الكهرباء يعرقل توزيع المياه وسط درجات حرارة مرتفعة. وتحدث مهندس في فندق كورينثيا حيث ينزل صحافيون عن صعوبات في تزويد الفندق بالمياه واعتماده في شكل رئيسي على خزان ضخم. بخصوص الوضع في طرابلس قال شمام إنها «العاصمة التي انتقلت السلطة فيها بأسرع وقت ممكن على الإطلاق». وقال: «من الطبيعي توقع بعض جيوب المقاومة بعد 42 عاماً على حكم القذافي»، مقراً بوجود جيوب مقاومة لكتائب القذافي بعد خمسة أيام على سيطرة الثوار على مقر القذافي في طرابلس. واعتبر أن الطريق الساحلية بين طرابلس ومعبر راس جدير الحدودي مع تونس ستفتح ما أن تتوقف المعارك حول مدينة زوارة على بعد 90 كلم غرب العاصمة. وسيطر الثوار على راس جدير مساء الجمعة. وهذه الطريق مهمة من أجل تزويد العاصمة بالمواد الغذائية لا سيما عشية عيد الفطر المتوقع حلوله بعد أربعة أيام. وقال مصدر حكومي تونسي: «وصل أكثر من مئة مقاتل من الثوار الى راس جدير. لم تقع مواجهة فعلية، قوات القذافي لاذت بالفرار».