إن الإسلام قد وضع حقوقاً على الزوجين، وهذه الحقوق منها ما هو مشترك بين الزوجين، ومنها ما هو حق للزوج على زوجته، ومنها ما هو حق للزوجة على زوجها. وإن الحياة الزوجية بحقوقها وواجباتها والتزاماتها لتمثل بناءً ضخماً جميلاً يعجب الناس منظره، وان اي نقص في اي حق من الحقوق الزوجية سواء كان حقاً مشتركاً او خاصاً يسبب شرخاً عظيماً في بناء الأسرة المسلمة. وليت هذا النقص يعود اثره على الزوجين بل ان اي تقصير او نقص في واحد من هذه الحقوق وخاصة الحقوق الظاهرة التي يراها الابناء والبنات سيكون اثره على الابناء والبنات جميعاً على حد سواء. فإن الولد سواءً كان ابناً او بنتاً، اذا كان يصبح ويمسي على شجار وخلاف بين أبويه، وترى البنت امها لا تقوم بحق والدها حق القيام ويرى الابن اباه لا يقوم بحق امه حق القيام، لاشك ان هذا سيورث عندهما تصوراً خاطئاً وسيئاً ويجعل الاب والأم في قفص الاتهام دائماً من قبل الابن أو البنت. وإن الزوجين اذا التزما منهج الاسلام الكامل في الحقوق الزوجية عاشا في ظلال الزوجية الوارفة سعداء آمنين، لا تعكرهما احزان المشاكل، ولا تقلقهما حادثات الليالي. والحقوق الزوجية ثلاثة: حق الزوج على زوجته، وحق الزوجة على زوجها، وحقوق مشتركة بينهما. فأما الحقوق المشتركة بينهما فتتلخص فيما يأتي: 1 التعاون على جلب السرور ودفع الشر والحزن ما أمكن. 2 التعاون على طاعة الله والتذكير بتقوى الله. 3 استشعارهما بالمسؤولية المشتركة في بناء الأسرة وتربية الاولاد. 4 ألا يفشي أحدهما سر صاحبه، وألا يذكر قرينه بسوء بين الناس سواءً كان الشخص قريباً أم بعيداً، روى مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه). وأما حقوق الزوج على زوجته فمنها: الحق الاول : طاعته بالمعروف: على المرأة خاصة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، وهذه الطاعة امر طبيعي تقتضيه الحياة المشتركة بين الزوج والزوجة.