في زاويته اليومية (على خفيف) عرض الكاتب والإعلامي القدير الأستاذ محمد أحمد الحساني بخفة ظله المعهودة مطالب بعض المواطنين بين الحين والآخر، كان آخرها مطلب أهالي حي المعابدة (الجميزة) بتبني دعوة إنشاء جسر للمشاة بين المسارين (الطالع والنازل) لوجود محلات تجارية وكثافة مرورية كبيرة بين الطرفين من الشارع الواسع. غير أن (أبا أحمد) عرض أيضاً ملاحظته الشخصية، ومراقبته المتعمدة عن مدى جدوى مثل هذه الجسور العالية، ومدى استخدام المستهدفين بها من المواطنين والمقيمين الراغبين في الانتقال من طرف لآخر، فلم ير أي حراك يذكر عليها يدل على استخدامها والاستفادة منها، بل على العكس، لاحظ أن المستهدفين بها يتجاهلون وجودها ويعمدون إلى تسلق الحاجز الحديدي الفاصل بين المسارين ليسلم من كتب له السلامة، ويتعرض الآخرون للدهس المتعاقب. وأوصى الحساني في نهاية مقاله بأهمية دراسة سبب عزوف معظم الناس العابرين للشوارع عن استخدام هذه الجسور التي يكلف إنشاءها مئات الملايين من الريالات، هل هو لصعوبة استخدامها، نظراً لارتفاعها الشاهق والمرهق للعابرين، وخاصة كبار السن، والنساء والأطفال الأكثر استهدافاً؟!! ومدى أفضلية استبدال هذه الجسور بأنفاق أرضية مثل ما هو موجود في كثير من دول العالم. وإنني شخصياً أميل مع من ينتقدون هذا النوع من الجسور، وما قد تسببه أيضاً من جرائم وأفعال مخلة بالآداب من قبل المارقين على القانون والمخالفين لأنظمة الإقامة الشرعية، وكذلك المراهقين للاتيان بمثل ذلك في خلوة.. ومعزل من الرؤية العامة في ساعات الليل المتأخرة وفي غطاء من الظلام لارتفاعها الشاهق. وقد سبق لي الكتابة عنها وانتقادي لوضعها في بداياتي من العقد الأول من الألف وأربعمائة للهجرة وطالبت بإنشاء أنفاق أرضية بدلاً منها، بعنوان (فلتكن أنفاقاً بدل الجسور) وأشرت إلى بعض ما رأيت مثل ذلك في كل من كوريا واليابان وما هو موجود في غيرهما من بلدان العالم.. وأشرت أيضاً إلى مدى إمكانيات توظيف هذه الأنفاق في إيجاد بعض الخدمات مثل الحمامات وغيرها وكذلك محلات تجارية للتسوق وشراء بعض المستلزمات.. إلخ، ولعل أخي الحساني وغيره يذكرون النفق الذي تم إنشاؤه تحت الأرض في أجياد على امتداد الشارع، بدءاً من أمام مستشفى أجياد إلى المسجد الحرام أمام باب الملك عبدالعزيز (ذهاباً وإياباً) إلى الحرم دون قطع مسار السيارات الخطير (آنذاك)، وكيف كان ذلك النفق واسعاً ومريحاً جداً ومشتملاً على المرافق الخدمية والمحلات التجارية على الجانبين مما أتاح للحجاج والمعتمرين التسوق وشراء ما يحتاجونه من الهدايا والتمور والمسابح.. غيرها، قبل أن يزال لصالح التوسعة. وإني لأضم صوتي مع المطالبين بتسهيل مرور العابرين بين الشوارع والمسارات المتعاكسة، وأطلب من أبي أحمد، وهو صاحب الوجاهة الإعلامية المرموقة والكلمة الصحفية المقروءة،ووجهات النظر الوطنية المسموعة من قبل المسؤولين، خاصة فيما يكون فيه نفع للبلاد والعباد في هذا البلد الأمين. التشديد في المطالبة بإنشاء الأنفاق الأرضية وتنفيذها بتصاميم نفعية وخدمية للمستفيدين والعابرين. والله من وراء القصد،،،،