في إطار اهتمامها بالشأن اليمني أعربت المملكة أمس عن أسفها وألمها لما يواكب الأحداث في اليمن من قتل للأنفس واراقة للدماء، ولهذا جاءت دعوة المملكة لهدنة حتى يمكن وضع نهاية لهذا الواقع المحزن، وحسناً أن ثمنت الأطراف المعنية في اليمن الدعوة الموجهة من المملكة من أجل الهدنة ، ولكن يجب الالتزام الكامل بهذه الهدنة لأن أي خرق لها قد يعيد المشاهد المأساوية المتمثلة في قتل أبناء الوطن الواحد. والمملكة وهي تدعو إلى الهدنة إنما تعبر عن حرصها على ألا تؤثر تلك الأحداث على مستقبل اليمن وأن ينعم هذا البلد الشقيق بالأمن والاستقرار وأن يعبر هذه الفترة الحرجة من تاريخه بسلام ، ولذلك أهابت المملكة ومن خلال جلسة مجلس الوزراء أمس بكافة الأطراف اليمنية ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن الشقيق مخاطر الانزلاق إلى مزيد من العنف والاقتتال. والفرصة الأفضل لانتشال اليمن من الواقع الحالي هي المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية ..وهي لازالت مطروحة ولهذا أعرب مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عن أمله في أن يتم التوقيع عليها من كافة الأطراف لتجاوز الأزمة بما يحفظ للجمهورية اليمنية أمنها واستقرارها. والفرصة الآن تبدو مواتية مع التزام الهدنة من الأطراف المعنية ولوضع حد لأي انفلات قد يهدد مستقبل اليمن، وكل الآمال الخليجية والعربية بل والعالمية تتطلع إلى استقرار اليمن وخروجه من نفق الأزمات التي تهدد مستقبله السياسي والأمني ونأمل أن تتحقق الآمال في اتفاق الأطراف اليمنية على ما يزيل عوامل التوتر وعدم الاستقرار.