فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أردوغان ابن الشرق الذي أقلق الغرب .. شهد له خصومه بنزاهته ورفضه للمغريات المادية
باع البطيخ والسميط في صغره وفصله الجيش من أجل شاربه
نشر في الندوة يوم 05 - 06 - 2011

الكلمة لم تكن يوما حرفا مجردا دون تناغم مع جمل تحكي واقعا وتنقل صورة وتسجل حدثا وان جردت من معانيها وحبست وسط أسطر وأوراق فلا معنى لها . وفي زيارات عدة قمت بها للجمهورية التركية وجدت أن الحديث كثيرا مايدور حول شخصية رجب طيب أردوغان الرجل الذي أحدث نقلة كبرى لتركيا وحولها من دولة مقترضة إلى دولة غنية مرسخا أصالة الشرق الإسلامي في شعبها ومانحهم الفرصة تلو الأخرى للاستفادة من حضارة الغرب . وقبل أن أسألهم عن سر إعجابهم برجب طيب أردوغان كزعيم لحزب العدالة والتنمية رغم أن تركيا تضم العديد من الأحزاب سألت نفسي إن كان لرجب طيب أردوغان معجبون كثر في العالمين العربي والإسلامي ألا يحق لشعبه أن يعجب ويفخر به؟.
ومن خلال لقاءاتي بعدد من الأدباء والمفكرين والإعلاميين الأتراك ومن خلال احتكاكي بعدد من الحجاج الأتراك وجدت أن المثقف وابن الشارع والفلاح والعامل يجمعون على أن رجب طيب أردوغان لم يكن شخصية سياسية عادية إذ يرون أنه زعيم شعبي خرج من وسط أحياء اسطنبول الشعبية ونشأ وترعرع فقيرا ولم يثنه ذلك عن مواصلة تعليمه ومساعدة أسرته فثابر وصبر لينال أعلى المراتب وان كان الفقر عائقا لدى البعض فان أردوغان كان صلبا بتجاوزه له فحظي باحترام وتقدير معلميه .
وان اتهم أكثر من مرة وحوكم وزج به في السجن فان إصراره على خدمة دينه ووطنه وشعبه ضمدت كل جرح في جسده ومسحت كل دمعة سألت من عينيه .
وفي استطلاعات للرأى العام حول الانتخابات البرلمانية التركية التي من المقرر اجراؤها في ال 12 من يونيو القادم أظهرت نتائجها الاولية فوز حزب العدالة والتنمية برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان بولاية ثالثة له على التوالى .
وتوقع استطلاع للرأي نشرت نتائجه حينها بصحيفة “ صباح “ أن يفوز حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بثالث ولاية له على التوالي في تركيا وأوضح الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة جينار لاستطلاعات الرأي خلال الفترة من 13 إلى 27 ابريل أن الحزب الحاكم سيفوز بنسبة 48.7 في المائة من الأصوات وهو ما يعني حصوله على أعلى من نسبة 46.6 في المائة التي كان قد سجلها في انتخابات عام 2007.
وأوضح استطلاع مشابه أن نسبة تأييد حزب العدالة والتنمية تتراوح ما بين 47 و50%. وتوقع الاستطلاع الذى شمل 2250 ناخبا فى 60 منطقة من تركيا أن يحصل حزب الشعب الجمهورى المعارض الرئيسى على نسبة 25.2% من الأصوات وحزب الحركة القومية على نسبة 11.6 فى المئة من الأصوات وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة متروبول ونشرت نتائجه في 25 ابريل في نفس الصحيفة وأظهرت أن نسبة تأييد الحزب بين 47 و50 في المائة “.
وقبل بدء الانتخابات أخذ رجب طيب أردغان وعداً وعهداً على نفسه بالاستقالة وترك العمل السياسي في حال لم يحصل حزبه على المركز الأول في الانتخابات وهو مايؤكد ثقته في خططه وبرامجه الإصلاحية التي سيصوت لها الناخبون .
| فمن هو أردوغان وماهي قصة حياته ؟
|| انه زعيم حزب العدالة والتنمية من مواليد يوم الجمعة 22 جمادى الآخرة عام 1373 ه الموافق 26 فبراير 1954م في مدينة إسطنبول وأمضى طفولته في ريزة على البحر الأسود “ بحر داخلي واقع بين الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا وآسيا الصغرى ويتصل بالبحر المتوسط عبر مضيق البوسفور وبحر مرمرة كما يتصل ببحر آزوف عن طريق مضيق كيرتش ومن أهم الأنهار التي تصب في البحر الأسود نهر الدانوب وتزيد مساحة المسطح المائي للبحر الأسود عن 420 ألف كم مربع وأقصى عمق له 2210 م ومن الدول المطلة عليه أوكرانيا وروسيا وجورجيا وتركيا وبلغاريا ورومانيا في حين أن المدن المطلة عليه هي أوديسا ويالطا وسيفاستوبول وكيرتش ونوفوروسيسك وسوخومي وسوتشي وباتومي وطرابزون وسامسون وزنجلداق وإسطنبول وبرغاس وفارنا وكونستانتا وقد عاد أردوغان إلى إسطنبول حينما بلغ الثالثة عشرة من عمره .
وان كان أردوغان يفخر بنشأته داخل أسرة فقيرة فان هذا الفخر أكده أكثر من مرة وكان واضحا في إبرازه خلال مناظرته التلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري إذ قال مانصه : “لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا”
تلقى تعليمه في مدارس “إمام خطيب” الدينية التي له موقف جذب احترام معلمه له يوم “ سأل مدرس التربية الدينية الطلاب عمن يستطيع أداء الصلاة في الفصل ليتسنى للطلاب أن يتعلموا منه ، رفع رجب يده ولما قام ناوله المدرس صحيفة ليصلي عليها ، فما كان من رجب إلا أن رفض أن يصلي عليها لما فيها من صور لنساء سافرات ! .. وحينها دهش المعلم وأطلق عليه لقب ” الشيخ رجب “
ولم يكن موقفه في مدرسته مجرد خطوة عابرة أراد من خلالها إثبات تدينه لكنها شكلت موقفا حازما أمام إصراره على الحق حتى وان أدى به إلى مواجهة الصعوبات فجاءت أولى الصعوبات أثناء التحاقه بالجيش إذ أمره أحد الضباط بحلق شاربه لكون الشارب يعد مخالفة قانونية فرفض الخضوع للأمر ليجد أن قرار فصله قد صدر بشكل طبيعي .
دخوله للسجن
حينما صدر الحكم بسجنه في عام 1998 م لاتهامه بإثارة الكراهية والتحريض عليها قال وهو يهم بدخول السجن لأنصاره الذين احتشدوا أمام باب السجن “ وداعاً أيها الأحباب تهاني القلبية لأهالي اسطنبول وللشعب التركي و للعالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك ، سأقضي وقتي خلال هذه الشهور في دراسة المشاريع التي توصل بلدي إلى أعوام الألفية الثالثة والتي ستكون إن شاء الله أعواماً جميلة ، سأعمل بجد داخل السجن وأنتم اعملوا خارج السجن كل ما تستطيعونه ، ابذلوا جهودكم لتكونوا معماريين جيدين وأطباء جيدين وحقوقيين متميزين ، أنا ذاهب لتأدية واجبي واذهبوا أنتم أيضاً لتؤدوا واجبكم ، أستودعكم الله وأرجو أن تسامحوني وتدعوا لي بالصبر والثبات كما أرجو أن لا يصدر منكم أي احتجاج أمام مراكز الأحزاب الأخرى وأن تمروا عليها بوقار وهدوء وبدل أصوات الاحتجاج وصيحات الاستنكار المعبرة عن ألمكم أظهروا رغبتكم في صناديق الاقتراع القادمة “
تعليمه الجامعي
تلقى أردوغان تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة والتي نشأت ككلية للتعليم التجاري عرفت ب “ كلية حميدي “ التي أسست في عام 1883 م ثم عرفت فيما بعد كلية التعليم العالي للاقتصاد والتجارة فأكاديمية إسطنبول للاقتصاد والعلوم التجارية ولم تعرف باسم جامعة مرمرة بشكل رسمي الا في عام 1982 م بعد من اندماج الأكاديمية مع عدد من كليات التعليم العالي وأضيفت لها كليات أخرى وتقع في الجزء الآسيوي من اسطنبول وتعد ثاني أكبر جامعة اذ يبلغ عدد طلابها نحو 60ألف طالب
حياته السياسية
بدأ أردوغان حياته السياسية من خلال انضمامه لحزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان أواخر سبعينات القرن الماضي غير أن الانقلاب العسكري في عام 1980 م لم يمنح الحزب فرصة الاستمرارية فسرعان ماتم إلغاء جميع الأحزاب ليخرج أردوغان كغيره من النظام الحزبي ويعود له مجددا عام 1983 م من خلال انضمامه لحزب الرفاه الذي رشحه في عام 1994 م لمنصب عمدة اسطنبول وحينها فاز الحزب في الانتخابات بعدد كبير من المقاعد .
ويشير الكثير من الأتراك إلى أن أردوغان عمدة اسطنبول استطاع انتشال بلدية اسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7% ويعتبرون أن يده النظيفة وقربه من الناس لاسيما العمال وقد شهد له خصومه قبل أعدائه إذ رفض المغريات المادية القادمة من الشركات الغربية على شكل عمولات
وكثيرا ما كان يردد مقولته الشهيرة عن سر نجاحه “ لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه إنه الإيمان، لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام “
لكن أردوغان النزيه لم يدم طويلا في المجال السياسي إذ سرعان ما اتهمه البعض بإثارة الكراهية والتحريض عليها من خلال اقتباسه لأبيات من قصيدة شعرية لشاعر تركي وصدر في عام 1998 م حكم بسجنه ومنعه من العمل بالوظائف الحكومية والترشح للانتخابات العامة .
غير أن هذا الحكم لم يثنه عن عزيمته في الاستمرار بالمجال السياسي فبعد أن فرض الحظر على حزب الفضيلة انشق اردوغان وعدد من أعضاء الحزب ومنهم عبدالله غول عن حزب الفضيلة وسعوا لتأسيس حزب جديد في عام 2001 م أطلق عليه “ حزب العدالة والتنمية “ واختصاره (AKP) وان كان البعض يصنفه بأنه يمثل تيار “الإسلام المعتدل”ويطلق البعض الآخر على الحزب لقب “ العثمانيون الجدد “ فان الحزب يصنف بأنه حزب محافظ معتدل غير معادٍ للغرب ويسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أما توجهه فهو توجه إسلامي لكنه ينفي أن يكون حزبا إسلاميا ويقول عنه أردوغان أنه حزب محافظ .
واستطاع الحزب في أول انتخابات تشريعية يخوضها عام 2002 م الحصول على نتيجة جيدة بلغت 363 نائبا مما ساعده على تشكيل أغلبية ساحقة مكنته من ترؤس الحكومة لكن اردوغان لم يتمكن حينها من تولي رئاسة الحكومة نتيجة لصدور حكم مسبق بسجنه في عام 1998 م فتولى رئاسة الحكومة بدلا عنه عبدالله غول حتى تمكن أردوغان في عام 2003 م من تولي الرئاسة بعد إسقاط الحكم عنه.
الخطة الإصلاحية
مع تولي أردوغان رئاسة الحكومة عمل على وضع خططه الإصلاحية لتنطلق من نقطة ارتكاز متمثلة في توفير الأمن والسلام لتنطلق منها مسارات رئيسية تتضمن الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي والنمو الصناعي والتطور العلمي والتقني وغيرها .
وبدأ اردوغان بتطبيق سياسة الأمن الداخلي من خلال العمل نحو الوحدة الاجتماعية فأعاد أولا الأسماء الكردية لمدن وقرى الأكراد بعد أن كان مثل هذا الأمر محظورا كما سمح للأكراد بالخطبة باللغة الكردية وعمل على التصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي .
وشكلت هذه الخطوة من التصالح توسيع دائرة العلاقات الداخلية وكسب تقدير الساسة خارجيا لتأتي بعدها خطوة التصالح مع اليونان أعقبها التوجه نحو الجمهوريات الإسلامية بآسيا الوسطى المستقلة عن الاتحاد السوفيتي .
ولم يغفل أردوغان دور الدول العربية في بناء العلاقات الجيدة خارجيا وجذب السياح والمستثمرين فرفع تأشيرات الدخول أمام رعايا الدول العربية وفتح الحدود مع عدد منها مما أدى إلى ارتفاع أعداد السياح العرب ودخول الاستثمارات العربية .
ووفقا لما نشرته جريدة الزمان التركية تبوأت تركيا المرتبة 127 بين 153 دولة تنعم بالأمن والسلام وفقا للنتائج التي أعلنها مؤشر السلام العالمي لعام 2011، والذي أعده معهد السلام والاقتصاد بمدينة سيدني في أستراليا.
ويستند هذا المؤشر في تقييمه إلى 23 عاملا، بدءا من حجم المصروفات التي تنفقها الدول على التسلح والدفاع حتى معايير حقوق الإنسان والعلاقات مع الجيران.
قضية فلسطين
إن كانت قضية فلسطين تمثل هاجس الدول العربية والإسلامية فقد عمل اردوغان على تبني سياسة الحزم فيها فرغم وجود علاقات دبلوماسية بين تركيا وإسرائيل إلا أن ذلك لم يعفه من الوقوف بحزم وانتقاد إسرائيل انتقادا شديدا وعلنيا تمثل أبرزه في مغادرته لمنصة مؤتمر دأفوس في التاسع والعشرين من يناير عام 2009 م احتجاجاً على عدم إعطائه الوقت الكافي للرد على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة فحينما دافع بيريز عن إسرائيل .
رد أردوغان بعنف قائلا: إنك أكبر مني سناً ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي الذي يثبت أنك مذنب. وأضاف : إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة، ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دبابتهم “ وزاد من غضب أردوغان عدم إتاحة الفرصة له لإكمال رده .
فانسحب قائلا لمشرفي الجلسة “شكراً لن أعود إلى دافوس بعد هذا، أنتم لا تتركونني أتكلم وسمحتم للرئيس بيريز بالحديث مدة 25 دقيقة وتحدثت نصف هذه المدة فحسب”, وأضاف أردوغان في المؤتمر الذي عقد بعد الجلسة إنه تحدث 12 دقيقة خلال المنتدى غير أن بيريز تحدث 25 دقيقة، ولما طلب التعقيب عليه منعه مدير الجلسة ! .
وعاد أردوغان يومها إلى اسطنبول ليجد احتشاد الآلاف من الأتراك والجاليات العربية والإسلامية في استقباله بالمطار حاملين الأعلام التركية والفلسطينية ولافتات كتب عليها “مرحبا بعودة المنتصر في دافوس” و”أهلا وسهلا بزعيم العالم”.
وخلال الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان في المياه الدولية في طريقه إلى قطاع غزة قطع أردوغان رحلته في أمريكا الجنوبية وعاد إلى تركيا معلنا عن خطة للرد على إسرائيل.
وقال “ إن علاقة تركيا وإسرائيل التي شابها التوتر بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 وساءت أكثر بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى القطاع “ وقال أردوغان “ إذا لم تغير حكومة نتنياهو من سياساتها فعليها ألا تنتظر منا أي تغيير في موقفنا “ مجددا شروطه على إسرائيل مقابل إعادة العلاقات معها إلى ما كانت عليه، وهي “أن تعتذر لتركيا وتقدم تعويضات لعائلات الأتراك التسعة الذين قتلتهم في هجومها على أسطول الحرية، وأن ترفع الحصار عن غزة” وقال : “عندما يستجيبون لهذه الشروط سيتم تقييم الوضع”.
المملكة تكرم أردوغان
منحت المملكة العربية السعودية رجب طيب أردوغان جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 - 1430 ه). وجائزة الملك فيصل العالمية (بالإنكليزية: King Faisal International Prize) جائزة عالمية أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1397ه، 1977م، وسميت باسم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنح للعلماء الذين خدموا في مجالات: الإسلام، الدراسات الإسلامية، الأدب العربي، الطب، والعلوم.
وقال الأمين العام للجائزة عبدالله العثيمين يوم اختيار أردوغان لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اختارت أردوغان لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، “ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة إسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفه العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً”.
كما منحت جامعة أم القرى بمكة المكرمة أردوغان شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة الإسلام عام 1432 ه وقال عميد كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الدكتور محمد بن سعيد السرحاني يومها في كلمته “ إن كلية الدعوة تفخر بمنحه هذه الشهادة تكريماً لعطائه المتميز ومواقفه المشرّفة في خدمة الإسلام والمسلمين.. مشيداً بجهوده القيادية التي حققت لجمهورية تركيا قدراً كبيراً من النمو الاقتصادي والاستقرار الأمني والسياسي والترابط الاجتماعي إلى جانب حرصه على توثيق العلاقات الثقافية مع الدول الإسلامية وغيرها من دول العالم. وأبرز موقفه الخالدة الوطنية والإسلامية والعالمية في خدمة الإسلام ونصرة قضايا المسلمين مما أكسبه حباً وتكريماً في الداخل والخارج ونيله للعديد من الجوائز التقديرية على رأسها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 م - 1430ه) مؤكداً أن الكلية تشرفت بمنح دول رئيس وزراء تركيا هذه الشهادة لتعزز الأهداف التي تسعى الكلية والجامعة لتحقيقها ومن أبرزها تكريم كل من له جهد وإسهام في خدمة الإسلام والمسلمين.
خطواته الاقتصادية
إن كان زعيم حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتمتع بقدرة سياسية قوية فهو صاحب شخصية صلبة تصارع الأقوياء فان رغبته في الارتقاء ببلده لم تنحصر على المجال السياسي إذ عمل على جعل تركيا البلد السابع عشر بين الدول الغنية ويسعى لجعلها في المرتبة العاشرة في عام2023م بعد أن وضع برنامجه الاقتصادي لسداد ديون تركيا لمنظمة صندوق النقد الدولي إذ تمكنت حكومة العدالة والتنمية من دفع أقساط كبيرة من قرض تمويلي كبير بلغ 28 مليار دولار كانت الحكومة السابقة قد اقترضتها من الصندوق بين عامي 2000 و 2001 ولم يبق من هذا الدين غير قسط أخير سيُسدد في عام 2012 القادم. وبسداد القرض تكون تركيا قد تخلصت من آخر الآثار السلبية التي خلفها الدين.
وان كانت حكومة العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان قد قفزت بتركيا من دولة مقترضة إلى دولة غنية ساهمت فيه جميع القطاعات وكان من أبرزها القطاع السياحي الذي يشكل موردا اقتصاديا هاما في الاقتصاد التركي وذكرت وكالة الأنباء التركية في تقرير لها أن عدد السائحين الوافدين إلى تركيا بلغ 30,929,192 سائحاً في 2008. مدخلين إلى البلاد دخلا بقيمة 21.9 مليار دولار أمريكي. ولتأكيد قوة الاقتصاد التركي بدأ أردوغان بمشروعه الذي اعتبره الكثيرون بأنه مشروع القرن الجنوني لكونه سيغير المعالم الجغرافية لمدينة اسطنبول في شطرها الأوروبي إذ سيحولها إلى جزيرة بحرية من خلال شق ممر ومضيق بحري جديد يوازي مضيق البوسفور الحالي أطلق عليها قناة اسطنبول يبلغ طولها 50كم تقريباً وعرضها 150م تعمل على إيصال مياه البحر الأسود ببحر مرمره .
وتبلغ تكلفة المشروع نحو عشرة مليارات دولار ويتضمن إنشاء مدينة جديدة يزيد سكانها عن مليون نسمة ومطار دولي جديد ليصبح عدد المطارات في مدينة اسطنبول وحدها ثلاثة مطارات تصنف ضمن اكبر المطارات العالمية
وان كان المشروع سيعمل على تحريك الاقتصاد التركي لعشرات السنين ويغير المعالم الجغرافية في اسطنبول الأوربية فانه سيؤمن مئات الآلاف من فرص العمل ويعمل على فتح مجالات استثمارية جديدة لجذب المستثمرين الأجانب واحدث حركة اقتصادية كبرى .
وقد أبدت اليونان انزعاجها من المشروع وأوضحت حينها صحيفة ايثنوس اليونانية أن تركيا تهدف من إقامة قناة بين البحر الأسود وبحر مرمرة إلى فتح طريق جديد يكون تحت قبضتها وسيطرتها الكاملة، وتتمكن من خلاله من نقل النفط في أسيا الوسطى إلى البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت الصحيفة أن عبور ناقلات النفط عبر القناة الجديدة سيؤدي إلى تغير موازين البحرية الدولية، مشيرة إلى أن القناة الجديدة ستخلق زحاما مروريا في بحر إيجة الأمر الذي يؤثر سلبا على اليونان من الناحيتين الاقتصادية والبيئية.
ثم تابعت قائلة :” إن إنشاء المضيق الجديد سيقلل من أهمية خطوط أنابيب الغاز الطبيعي التي تمر عبر اليونان وبلغاريا ورومانيا، وسيكون من السهل نقل النفط من أسيا الوسطى دون الحاجة إلى استخدام هذه الخطوط”. وبالنظر لواقع المؤشرات الاقتصادية يلحظ أن الناتج القومي الإجمالي قفز بين عامي 2002- 2008 من 300 مليار دولار إلى 750 مليار دولار، بمعدل نمو بلغ 6.8 % وقفز معدل الدخل الفردي للمواطن في نفس السنة من حوالي 3300 دولار إلى حوالي 10.000 دولار إضافة إلى زيادة صادرات الدولة من 30 ملياراً إلى 130 مليار دولار خلال خمس سنوات، وتنوع أسواق صادراتها، حيث تعتمد الصادرات التركية بشكل خاص، على المنتجات الصناعية، وتباع نصف الصادرات التركية إلى أسواق الدول الأوروبية ويباع النصف الآخر إلى أكثر من 180 دولة من دول العالم الأخرى.
وتوقع المحلل الاقتصادي ورئيس قسم الأبحاث الدولية لدى “جولد مان ساكس “ “أونيل” في حديثه لبرنامج أسواق الشرق الأوسط في محطة Cnn العالمية أن 11 دولة مرشحة بقوة لقيادة الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة أو قل إنها الدول المبشرة بجنة الرخاء الاقتصادي..
وفي دراسته قال “أونيل” : إن تركيا مرشحة لأن تكون الاقتصاد الأقوى في قارة أوروبا العجوز خلال العقد المقبل وهي تستطيع أن تحتفظ بمقوماتها الإسلامية وأن تتحرك أوروبيا بأسلوب مدهش في تناغم جيد “.
وقال الدكتور . أحمد جلال محمود-باحث دكتوراه في العلاقات الدولية بقسم العلوم السياسية في جامعة حلوان بمصر تعد “ تركيا في الوقت الراهن قوة إقليمية وفقًا للمعايير التي أشارت إليها الأدبيات المتخصصة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فعلى الرغم من اختلاف معايير قوة الدولة الإقليمية من نظرية سياسية إلى أخرى، حيث أن بعضها يرتكز على مؤشرات عن حجم السكان، ومستوى التمدن، والمستوى الصناعي وحجم الناتج الصناعي، في حين يرتكز البعض الآخر على استهلال الطاقة والقوة العسكرية، وكلها عوامل في حقيقة الأمر تؤثر في قوة الدولة الإقليمية، إلا أن المعايير التي أشار إليها أستاذ العلاقات الدولية المعروف ‘كينيث والتز' في قياس قوة الدولة تعتبر هي الأساس التى تعتمد عليه مراكز الأبحاث والدراسات في تقييم قوة الدولة في الوقت الراهن وهي:
1-عدد السكان والامتداد الجغرافي.
2-الموارد الطبيعية التي تضمها.
3-وضعها الاقتصادي.
4-استقرار النظام السياسي.
5-قوتها العسكرية.
وقبل تطبيق هذه المعايير على الجمهورية التركية، يجدر بنا في بداية التحليل أن نشير إلى مفهوم الدولة الإقليمية (Regional State)، فالدولة الإقليمية هى الدولة التى تشارك بقوة وبشكل مؤثر في كافة التفاعلات الإقليمية المحيطة سواء الحدودية مع دول الجوار أو التفاعلات الإقليمية داخل دائرة المجال الحيوي لها.، حيث أن قوة الدولة الإقليمية تنبع من قوة حضورها الإقليمي في القضايا ذات الاهتمام المشترك في دوائر اهتمامها الإستراتيجي، فقد أدركت النخبة السياسية التركية أهمية الاستفادة من ظاهرة الإقليمية الجديدة (New Regionalism) وقامت بتوظيفها بكفاءة وفعالية “ .
محاولات إبعاد أردوغان وحزبه
لم ينج رجب طيب أردوغان وحزبه من الخصوم فرغبة من البعض في إبعاد الحزب عن الساحة السياسة قدمت دعوى قضائية تتهمه ب “ قيادة البلاد بعيدا عن نظامها العلماني نحو أسلمة المجتمع” وأصدرت المحكمة الدستورية في 30 يوليو 2008 حكمها برفض الدعوى بإغلاق حزب العدالة والتنمية إلا أنها رغم قرارها وجهت رسالة تحذير إلى الحزب وذلك بفرض عقوبات مالية كبيرة عليه عبر حرمانه من نصف مايحصل عليه من تمويل من الخزانة العامة التركية ليصرح رئيس الحزب ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان “أن حزبه الحاكم سيواصل السير على الطريق “
وبعد فشل خصوم أردوغان من النيل منه ومن حزبه بدأت التحركات لأحداث انقلاب عسكري في عام 2009 م عرف حينها ب “ خطة المطرقة “ ويومها قال الجيش التركي إنه بدأ تحقيقا في تقارير أفادت بما يشتبه بأنها مؤامرة داخله للتشكيك في حزب العدالة والتنمية الحاكم .
غير أن هذه المحاولة قوبلت من الشعب التركي بالاحتجاج فتظاهر عدد من أعضاء منظمات المجتمع المدني والقوى الإسلامية احتجاجًا على المحاولة الانقلابية التي كانت تستهدف حزب العدالة والتنمية الحاكم واتفقت على الاستمرار بالاحتجاجات الرمزية في المحافظات التركية لتوعية الرأي العام بأهمية الديمقراطية.
ومن دعوى قضائية إلى محاولة انقلابية جاءت محاولة الاغتيال هذا العام والتي استهدفت الحراسة المرافقة لموكب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في شمال تركيا .
وأوردت قناة “خبر ترك” التلفزيونية الإخبارية نبأ جاء فيه “ أن سيارة شرطة كانت ترافق موكب أردوغان في إقليم (كاستامونو) تعرضت لهجوم بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية؛ ما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة آخر. وأضافت القناة نقلا عن مراسلها الذي رافق الموكب: إن الهجوم على ما يبدو كان يستهدف موكب أردوغان لدى مغادرته كاستامونو متجها إلى إقليم (أماسيا) المجاور.
الشؤون الدينية واللغة العربية
إن كان عهد أردوغان قد شهد إصلاحات سياسية واقتصادية فانه شهد في المقابل إصلاحات تعليمية كان أبرزها موافقة مجلس الوزراء التركي على الاقتراح الذي تقدمت به وزارة التعليم بشأن جعل اللغة العربية مادة اختيارية في المرحلة الثانوية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة (زمان) أن مجلس الوزراء صادق على المقترح على أن تصبح اللغة العربية هي المادة الاختيارية التاسعة إلى جانب اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والصينية والإسبانية واليابانية والروسية.
وأضافت الصحيفة أن وزارة التعليم التركية قدمت المقترح لرئاسة الوزراء بعد التطور الملحوظ في علاقات تركيا مع الدول العربية المجاورة ودول العالم العربي عموما واتخاذ الحكومة العديد من الخطوات مع سياسة الانفتاح المتبعة حاليا مع العالم العربي.
ورغم اتصالها بالغرب وتواصلها به وعلمانية الدولة إلا أن تركيا تشكل دولة إسلامية داخل منظومة الدول الإسلامية لذلك ظلت ملتزمة بالنهج الإسلامي إذ تسعى “ رئاسة الشؤون الدينية كمؤسسة مرتبطة برئاسة الوزراء بتوليها مسؤولية إدارة الشؤون المتعلقة بالدين الإسلامي من العقائد والعبادات والمبادئ الأخلاقية، وتثقيف المجتمع في المسائل الدينية، إضافة إلى إدارة دور العبادة.
ومع حيادية رئاسة الشؤون الدينية وبقائها بمنأى عن كافة التوجهات السياسية والآراء المختلفة فإنها تهدف إلى تأمين الوحدة الوطنية والتضامن الوطني، وتهدف إلى توعية الأتراك بالمبادئ السامية للدين الحنيف وفي مقدمتها الأخوة والتعاون والتضحية. كما تهدف الرئاسة إلى تثقيف وتوعية أبناء الشعب في المسائل الدينية تثقيفا صحيحا، وصولا إلى تعزيز روابطهم بالقيم المعنوية والأخلاقية”
وتتألف رئاسة الشؤون الدينية من وحدات إدارية داخلية على صعيد تركيا وخارجية على الصعيد العالمي، تتمثل بمديريات الإفتاء في المدن والضواحي في عموم تركيا، والملحقيات والمكاتب الاستشارية للخدمات الدينية لخدمة الجالية التركية خارج البلاد وخدمة الناطقين بالتركية.
وتقدم الرئاسة خدماتها في الخارج على مستويين الأول مستشاريه ضمن السفارات التركية والثاني ملحقيات ضمن القنصليات، بالإضافة إلى إيفاد علماء الدين وأساتذة إلى الخارج لنفس الغرض.
وتتواجد المستشاريات في كل من : ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، النمسا، أذربيجان، بلجيكا، بلغاريا، الدنمارك، فرنسا، هولندا، السويد، سويسرا، بريطانيا، روسيا الاتحادية، كازاخستان، الجمهورية القبرصية التركية الشمالية، مقدونيا، أوزبكستان، تركمانستان.
أما الملحقيات فتتواجد في المدن الألمانية التالية “برلين، دوسيلدورف، إيسين، فرانكفورت، هامبورغ، هانوفر، كولن، كارلسروهة، ميونخ، نورنبرغ، شتوتغارت، مونستر، ماينتز”، وفي مدينة سالزبورغ النمساوية، وفي مدينتي سدني ومالبرون الأستراليتين، وفي مدينتي دونتر وروتردام الهولنديتين، وفي مدينتي ليون وستراسبورغ الفرنسيتين، وفي ولاية نيويورك الأمريكية، وفي مدينة جدة السعودية، وفي مدينة ناخجوان الآذرية، وفي مدينة كونستانتسا الرومانية. والمتابع لإحصائيات رئاسة الشئون الدينية التركية يلحظ ارتفعا في عدد الجوامع في تركيا من 74.356 جامع عام 1999 م 80.636 جامع عام 2009 م وفي اسطنبول وحدها هناك 3032 جامع .
إضافة لارتفاع عدد العاملين برئاسة الشئون الدينية من 77.795 عام 1999 م 81.851 عام 2009 م فضلا عن أن عدد دورات تعليم القرآن الكريم في تزايد مستمر اذ سجلت آخر إحصائية نشرت بلوغها 9438 دورة .
ولعل أبرز ماقامت به رئاسة الشئون الدينية التركية تعيين امرأة بمنصب مساعدة مفتي وتعيين واعظات يعطبن الدروس الدينية للنساء داخل المساجد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.