تعتبر القيادة السعودية رائدة السلام العالمي لما تتمتع به من بعد نظر وحنكة سياسية أثبتت الأيام والتجارب هذه الريادة في مختلف القضايا العربية والاسلامية والعالمية رافعة شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والرفض القاطع لتدخل أي دولة مهما علا شأنها السياسي والعسكري في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية وما اعلنه مجلس الوزراء مؤخراً برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام من ادانة استمرار التدخلات الايرانية السافرة في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال التآمر على أمنها الوطني وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها ولمبادىء حسن الجوار. ولا شك ان هذه الإدانة الواضحة والصريحة للتدخلات الايرانية في المنطقة الخليجية جاءت من القيادة السعودية الرشيدة التي تمتلك رصيداً هائلاً من معرفة هذه التدخلات التي قامت بها إيران في المملكة العربية السعودية في السابق وقابلتها المملكة بحزم مستحق ولا ننسى ما كان يقوم به الايرانيون في مواسم الحج الماضية في يومهم المزعوم (يوم البراءة من المشركين) حيث كانوا في يوم السادس من شهر ذي الحجة يقومون بتشكيل مسيرة ضخمة من الحجاج الايرانيين تتجه نحو الحرم المكي الشريف رافعين صور الملالي واليافطات العدائية ومنها (الموت لأمريكا) (الموت لإسرائيل) وهم في واقع الأمر يتمنون الموت لدول الخليج العربي والذي أثبتت الأيام أنهم يطمعون في مقدرات وثروات هذه البلاد، بل هم أدوات للصهيونية العالمية التي ضخمت الذات الايرانية حتى انجرفت نحو تخويف المنطقة بقنابلها النووية التي بالإمكان تدميرها في مهدها إذا أرادت القوة المسيطرة عالمياً ، كما فعلوا ذات يوم عندما ضربت المواقع المشتبه بها في العراق وسوريا والسودان. ولولا الحزم السعودي والحكمة الأمنية والسياسية لأصبحت مواسم الحج مواسم فوضى وتعطيل للركن الخامس من أركان الاسلام لا قدر الله، حيث قاموا بقفل الطرقات والشوارع المؤدية للحرم المكي الشريف في ذروة أيام الحج ومنعوا المسلمين من تأدية مناسكهم وفق تنظيم متقن وسبق إصرار وترصد لخلق الفوضى وهذا شعار السياسة الايرانية منذ القدم وكلنا نتذكر ما يسمى حراس الثورة من الرجال والنساء المدربين على الطبيعة لخلق الظروف المناسبة لهم لتنفيذ تلك المسيرات التي تتعارض مع أبسط قواعد شريعتنا الاسلامية الخالدة ففي لحظات تم تركيب مكبرات الصوت على أعمدة خشبية ربطت على أعمدة الكهرباء من منطقة المعابدة حتى الخريق وتوفير المياه الباردة في حافظات من القماش كالتي تستعمل في الرحلات الخلوية ، وعندما واجهتهم السلطات السعودية بالحسنى لمنعهم من اكمال المسيرة إلى الحرم المكي الشريف إذا بهم يخرجون الاسلحة البيضاء من خناجر وسواطير ومقصات وسكاكين للنيل من جنودنا البواسل إلا ان مساعيهم باءت بالفشل الذريع ورُد كيدهم في نحورهم. كما انهم يحاولون تعطيل زيارة المسجد النبوي الشريف من جهة بقيع الغرقد وكأن الشيعة هم فقط من يحق لهم الزيارة رغم أنهم أعداء ساخرون للصحابة الاجلاء رضوان الله عليهم وتعود بي الذاكرة أيضاً إلى ما قام به التلفزيون السعودي قبل أكثر من ثلاثين عاماً من عرض لمتفجرات هائلة حاول الايرانيون ادخالها إلى منطقة المشاعر المقدسة والتي احبطت محاولتهم يقظة رجال أمننا البواسل ، والأجمل في الأمر أن عرض هذه المتفجرات ومحاولي ادخالها مستغلين ظروف الحج الروحانية لم يعلن في حينه خشية دخول المخاوف والهلع إلى نفوس ضيوف الرحمن ولكن بعد انقضاء موسم الحج شاهدنا بالصوت والصورة المتفجرات الرهيبة التي لولا عناية الله سبحانه وتعالى ثم يقظة رجال أمننا الاشاوس لكان موسم حج ذلك العام عبارة عن مجزرة بشرية وأين في بلد الله الحرام في الأشهر الحُرم ، ناهيك عن محاولاتهم المستميتة في تحويل أهل السنة والجماعة إلى مذهبهم الشيعي وأنى لهم ذلك. وسوف تثبت الأيام ان ايران أحد الاذرعة الخفية للصهيونية العالمية لتعطيل النهضة في دول الخليج العربي ، حسداً من عند انفسهم لما حبى الله سبحانه وتعالى هذه المنطقة من خيرات عاد نفعها لمواطني المنطقة، وليس كما يعيش المواطن الايراني العادي في ثورته ضد نظام حكمه والتي تسمى ثورة الجياع وما نشاهده اليوم في ايران من تفكك ومحاولات انقلابية ما هو إلا عقاب رباني لمحاولاتهم زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة الخليجية والعربية والاسلامية وهيهات لهم ذلك. وسوف يحاسبون على كل نفس بريئة ذهبت بسبب تعنتهم سواءً في مملكة البحرين الشقيقة وغيرها من دول العالم ، أما تطاولهم على الخلفاء الراشدين والصحابة الاجلاء والحكام النبلاء فهذه المسألة تحتاج من علمائنا الأفاضل توضيحها حتى يعلم الجميع إلى اين تريد ايران ايصال المنطقة والعالم وعلى العقلاء في إيران وضع حد لهذه المهازل والمهاترات باسم الدين الاسلامي والدين الاسلامي براء من هذه التصرفات.