قال تعالى في كتابه العزيز (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) الاية 60 الروم. وقال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسن العهد من الايمان) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. كثيراً من الناس هداهم الله يعدك بالحضور الساعة العاشرة ويأتي الساعة الحادية عشرة وبعض الموظفين يعدك الحضور غداً وتذهب ولا تجده. وبعض العمال مثل السباكين والنجارين والكهربائيين والحدادين يقول سوف أحضر غداً ولا يحضر وانت تنتظره وقس على ذلك كثير من الأمور اليومية. وكثير من الوعود غير المنضبطة، ان الذي يعدك غداً وتنتظره ولم يأت سبب لك عدة أمور واحرجك مثلا عطل عملك واضاع وقتك واضاع وقت غيرك وضاعت مصداقيته امامك وتختلف صورته عندك وربما يحوجك ان تقول في نفسك كلام وتتحمل إثمه انت نتيجة لذلك الموقف. أنا أحترم وأعجب بالطبيب الذي يوعدك الساعة العاشرة فتجده في انتظارك، أحترم وأعجب بالموظف الذي يوعدك غداً فتجده في انتظارك. أحترم وأعجب بصديقي عندما يقول سوف آتي الساعة التاسعة فتجده في الموعد وهذه بطبيعة الحال من الأخلاق الإسلامية والصفات الحسنة التي يتصف بها المسلم، كما احترم وأعجب بخطوط الطيران التي تعلن عن موعد رحلتها في الوقت المحدد كما أعجب وأحترم سيارات النقل (الباصات) عندما تتحرك في موعدها وأعجب وأحترم من يدعوك لوليمة أو حفل عرس ويقول إن موعد العشاء الساعة الحادية عشرة وينفذ هذا الوعد احتراماً للمدعوين وخصوصياتهم. قال تعالى في كتابه العزيز (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) الآية 54 مريم. وقال سيدنا علي رضي الله عنه (لا تعد ما تعجز عن الوفاء به). وقال الشاعر: لا خير في وعد اذا كان كاذبا ولا خير في قول إذا لم يكن فعلا فيا سادة يا كرام دعونا نعلم ابناءنا وندربهم على الالتزام بالوعد والمواعيد حتى نرضي رب العزة والجلال الذي قال في محكم كتابه (ان الله لا يخلف الميعاد) الاية 31 الرعد، وقال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تجار اخاك ولا تمازحه ولا تعده موعده فتخلفه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلنا من الذين اذا وعدوا صدقوا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.