للهِ أشكو من عُقوقِ بناتي وأخصُ أبنائي بجُلَّ شَكاتي لو أنَّ حافظَ عاشَ بعدَ مماتِ لتجرَّعَ الغُصاتِ والحسراتِ وتألَّمَ القلبُ الذي كانَ نابضاً بصياغةِ الأصداف من كلماتي يا قومَ ضادي أينَ أنتم إنني قد هالَني إهمالُكم أدواتي قد هالَني أن تستعينوا مرَّةً بهزيلِ أقوالٍ من اللهجاتِ وأنا الغنيةُ والثريةُ إنني أسمو بضادي فوقَ كلِّ لغاتِ يكفي بأنَّ اللهَ جلَّ جلالُهُ قالَ الكتابَ بأقدسِ الكلماتِ فاختارَني ربي لخيرِ رسالةٍ ليكونَ في القرآنِ سرُّ حياتي من أحرُفي صاغَ الإلهُ كتابَهُ هذا الذي هو مجمعُ الآياتِ فضلٌ كفاني من إلهي بارئي يا قومُ هذا أشرفُ الدرجاتِ من أحرُفي صِيغَتْ قصائدُ عدةٌ في مدحِ أحمدَ صاحبِ النفحاتِ من أحرفي كُتِبتْ رسائلُ إنها في الفقهِ في التفسيرِ في الغزواتِ من أحرُفي قالَ الأئمةُ قولَهم ليوضِّحوا ما غمَّ من آياتِ من أحرفي خرجتْ مواهبُ عدةٌ لتصوغَ ما في النفسِ من مَلَكاتِ من أحرفي صيغتْ قصائدُ قالها شعراءُ صاغوا أروعَ الأبياتِ ظلَّتْ قصائدُهم تُغنَّى إنها من أبدعِ الألحانِ والنغماتِ يا قومُ إنِّي أستغيثُ فهل بكم رجلٌ رشيدٌ نافذُ الهِمَّاتِ هل منكمُ رجلٌ رشيدٌ عاقلٌ ليعيدَ لي مجدي وقبلِ فواتِ هُبوا بنيَّ ومن سُباتٍ دافعوا عنِّي وصونوا قامتي وقناتي فأنا لكم عِرضٌ وعزٌ دائمٌ والعِرضُ واجبُ حفظُهُ بثباتِ فإذا تخاذلتم فإني منكمُ لبريئةٌ إنِّي ليومِ مماتي وكفى بأنَّ اللهَ في عليائِهِ هو حافظُ القرآنِ والآياتِ سيظلُّ حرفي قائماً متمكِّناً حتى تقومَ قيامةُ الأمواتِ أستاذ م الأدب الإنجليزي كلية العلوم والآداب بعقلة الصقور جامعة القصيم