ليس مستغرباً على مؤسسة حجاج جنوب آسيا أن يتم ترشيح مجلس إدارتها لثلاث دورات متتالية بدون منافس، فهذه المؤسسة تخدم حوالي نصف مليون حاج سنوياً، وسخرت لذلك الهدف الكثير من انجازاتها سواء ما اكتمل منها أم ما لم يكتمل ، أذكر على سبيل المثال لا الحصر المجلة الالكترونية ، ومشروع الأهلة، ومتحف الحج لتثقيف الحجاج وتعريفهم بمناسكهم ، ومعرض الرواد من المطوفين القدامى لهدف احياء ذكراهم وتعريف المطوفين الشباب بالرعيل الأول، كما أنها أتاحت المجال للمطوفات لاستعادة دورهن السابق بالمساهمة في خدمة حجاج بيت الله الحرام ، والجدير بالذكر أن مبنى المؤسسة لم تقتصر خدماته على خدمة الحجيج فحسب، بل كان مركزاً لخدمة المجتمع ومنار اشعاع لتثقيف وتوعية المرأة بالمحاضرات والندوات التي تعقد من جهات متنوعة ومنها رواق بكة النسائي الذي يتم من خلاله اكتشاف وتشجيع المواهب الشابة، والنهوض بالمرأة، وغيره كثير. تحقق كل ذلك بفضل من الله وعونه وتوفيقه ثم بفضل مجلس الإدارة وفي مقدمتهم سعادة الأستاذ عدنان محمد أمين كاتب وسعادة نائبه الدكتور رشاد محمد حسين وحصلت مؤسسة حجاج جنوب آسيا على جائزة مكة للتميز عن موسم حج عام 1430ه ، كما حصلت على جائزة امارة منطقة المدينةالمنورة عن موسم حج عام 1431ه وتربعت على عرش القمة بين شقيقاتها المؤسسات الأخرى وذلك بشهادة الجميع ، ولا أدل على ذلك إلا حرص الجميع على بقاء مجلس الادارة لفترة أخرى ، وتجديد العهد للارتقاء بالمؤسسة إلى أفضل المراكز ، وتحضرني الآن مقولة ذكرتها أمام الأستاذ عدنان عندما أراد التنحي عن هذا المنصب ليترك (القيادة للجيل الصاعد) ومما قلت: لكي نحافظ على القمة، ليس دائما يكون التغيير في صالح المؤسسات، وليس صحيحاً أن الدماء الشابة وحدها التي تضخ في دماء المؤسسات تعطيها دفعة قوية نحو النجاح ، فهذه النظرية صحيحة ولكنها ليست في كل الأحوال ، فما لمسناه وعرفناه وعاصرناه في قيادة المؤسسة من قبل الأستاذ عدنان ونائبه في السير بهذه المؤسسة نحو التميز يجعلنا نؤمن ايمانا تاماً بقدرة هؤلاء الرجال على الاستمرار في صناعة التميز. وجاء إصرار الحضور بشكل جماعي وبقوة على بقاء المجلس كما هو للوصول إلى قمة القمم ، فكل قمة لابد من وجود قمة أعلى منها، ونتمنى الاستمرار في الصعود والتقدم إلى ما هو أعلى حيث إنه في كل عام يتقدم العالم خطوات جريئة وتتغير الأحداث والمعطيات ، وهذا بلا شك يرفع من القمة ويسمح بوجود ارتقاء فوق ارتقاء ، ولن يتأتي ذلك إلا بوجود مثل تلك الإدارة الناجحة. ما نتمناه على شبابنا أبناء المطوفين هو ملازمة هذه النماذج النادرة والتعلم منهم واكتساب الخبرات الجيدة التي تنفعهم مستقبلاً في إدارة المؤسسة وغيرها من مشاريعهم الخاصة وفي حياتهم العملية، فأنا أهيب بهم بعدم تفويت الفرصة والاستفادة من تجارب الأوائل قدر الامكان لتكمل مسيرتهم.