كثيرًا ما نشاهد تلك العبارات البرّاقة للإعلان عن دورةٍ تدريبيةٍ ما لمدةٍ زمنية قصيرة، وأحيانًا، قد تكون ساعة واحدة فقط، وفيما يروّج له أيضًا أن هذه الدورات ستصنع منك قائدًا، أو ناجحًا، أو ربما تعالج الناس عن بعد، حيث تملك قوة وقدرات خارقة، ومن منّا لا يتمنى أن يكون لديه صفات وقدرات كهذه! لذلك، يسارع الكثير بالتسجيل في هذه الدورات على أمل أن النجاح سيحالفهم في ليلةٍ وضحاها، وأنهم سيصبحون من الأشخاص السعداء بمجرد الانتهاء من هذه الدورة في طريقةٍ أشبه بالإعلانات المصرية، إلّا أن هذه لا تشمل مصاريف الشحن. قبل أشهر، كانت هناك ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عندما أعلن أحد مشاهير التواصل الاجتماعي عن دورةٍ تدريبية يعتزم إقامتها في أحد الفنادق الشهيرة لتطوير الذات، وبرسومٍ مالية، ولك أيضًا أن تتخيل أن العدد محدود، هذا الشخص هو مجرّد مهرّج كوميدي يظهر بلغةٍ ركيكة جدًا، وتغريدات مليئة بالأخطاء الإملائية، ممّا يوحي بأنه لا يمكن إلّا أن يكون كذلك فقط، لذلك، أصبح تقديم دورة ما هو فن من لا فن له، وتجارة من لا تجارة له، فإذا كنت ممن ينجذبون بسهولة لهكذا إعلانات، وتطمح نحو النتائج السريعة، فلا تقع في الفخ بتبذير أموالك على أمورٍ لا طائل منها. لا ننكر أن هناك دورات مثرية وملموسة يمكن الاستفادة منها كتلك التي تكون في تعليم اللغات مثلًا، أما دورات الوهم تلك، فهي مجرد خداع للذات.