في يوم الوطن، ودائماً نفخر بهذا الوطن العظيم، وفي هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً، نريد أن نستغل هذا الحراك الاجتماعي الكبير المصاحب لليوم الوطني، بذكر أخطاء شائعة في المجتمع، وطرح حلول لها لتفادي هذه الأخطاء مستقبلاً، ولتعزيز تآلف المجتمع وترابطه، مما يعود على وطننا وأجيالنا القادمة بالفائدة. ومن هذه الأخطاء الشائعة؛ أن يظن الفرد أنه غير مسؤول عن أي عمل لا يدخل ضمن نطاق مسؤوليته الوظيفية، ناسياً أو متناسياً مسؤوليته الوطنية تجاه الأخطاء التي يراها أمامه، أو القيام بالمبادرات التي يمكنه القيام بها لخدمة مجتمعه، وفي ذلك تجرد من روح المسؤولية الوطنية وما توجبه من محاولات النقد البناء لتصحيح مسار الأوضاع المنحرفة، ليستقيم هذا المسار في اتجاهه الصحيح، وصولاً إلى المصلحة العامة، ولا شك أن هذا السلوك الفردي إذا سيطر على المجتمع فإنه يفقد أفراده روح الجماعة، ما يضعف البنية الاجتماعية، ويشوه أهداف التنمية، وما من عمل ناجح إلا ووراءه جهوداً مشتركة، يسهم فيها العاملون كل بجهده في إنجاح هذا العمل. الروح الجماعية هي ما نحتاج إليه لتحقيق مشاريعنا الكبيرة، ليس في المجال التنموي المتعلق بالبناء والتعمير فقط، ولكن أيضاً المتعلق بأهدافنا الكبرى في تحقيق مجتمع تسود فيه روح المسؤولية المشتركة، دون التخلي عن واجبات البناء الاجتماعي، وهو في النهاية جزءاً من العمل التنموي الذي يجسد وطنية الفرد، وإصراره على تكامل العمل الاجتماعي بروح المسؤولية الوطنية، وبدافع الانتماء للمثل الإنسانية السامية التي تحقق للفرد إنسانيته، وتشعره بقيمته من خلال مشاركته لغيره في كل عمل مثمر، ليصبح فرداً منتجاً لا فرداً مستهلكاً يعيش على جهود غيره، وروح العمل الجماعي تتجسد أكثر من خلال الاستجابة بوعي للمسؤوليات الوطنية، بالإخلاص في العمل أولاً، ثم بالتعاون مع الآخرين ثانياً، سواء كان الآخرون زملاء عمل، أو خارج نطاق العمل، فهم يعيشون جميعاً تحت مظلة مجتمع واحد، وينعمون بخيرات وطن واحد. لذلك لابد من زرع روح العمل الجماعي والإحساس العميق بالمسؤولية الوطنية، في نفوس الأجيال الجديدة، لبناء مجتمع أكثر ازدهاراً وتطوراً.