أكد قاضي قضاة الأردن، الدكتور أحمد هليل، أن علماء الإسلام أجمعوا على تعظيم حرمات الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتوقير المشاعر والشعائر، مثلما أجمعوا على تعظيم حرمة وفد الله تعالى، وضيوف الرحمن، وتعظيم حرمة النفس الإنسانية. وقال في تصريح صحفي، إن جميع العلماء المسلمين، أجمعوا على تحريم انتهاك حرمة الحرمين الشريفين قولاً أو فعلاً أو إرادة وإيذاء الحجاج والمعتمرين والزائرين، مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة: “إِنَّ هَذَا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلاَ يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا”. وأضاف: “أنه لا يجوز لأحد من الناس أن ينتهك حرمة الحرمين الشريفين ويعتدي على حرمات حجاج بيت الله الحرام، الكعبة المشرفة البيت العتيق والحرم المكي والمشاعر المقدسة عرفات ومزدلفة ومنى والحرم النبوي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي أحق وأجدر، أن تعظم وتوقر”. وشدد الدكتور هليل، على أن حرمة النفس الإنسانية محفوظة مصونة في الشريعة الإسلامية السمحة، وقال: “فما ظنكم بنفس جاءت حاجة معتمرة ملبية مكبرة معظمة لبيت الله موقرة، فلا يجوز ترويعها أو الاعتداء عليها، ولقد حرمت شريعة الإسلام انتهاك حرمة الحرمين الشريفين والاعتداء على حرمات الحرمين قولاً أو فعلاً يتنافى مع تعظيم الشعائر، كونه يتعارض مع توقير المشاعر، وذلك من خلال مسيرات ومظاهرات جماعية أو هتافات طائفية أو ولاءات حزبية. وقال : إن شعار أمة الإسلام في الحج، هو التلبية لله وحده لا شريك له، وترتفع الأصوات بالتلبية لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، والتكبير وتعظيم الله عز وجل الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل مع التزام السكينة والهدوء والتحلي بالخشوع والخضوع لله رب العالمين. وأوضح أنه إذا كان مجرد الرفث والفسوق والجدال منهى عنه في الحج، فما بالك بما هو أعظم من ذلك من إيذاء الحجاج والمعتمرين والإضرار بهم بالمدافعة والمزاحمة والتضييق عليهم، وهم وفد الله وضيوف الرحمن أو إساءة لبلاد الحرمين الشريفين وهي تتشرف بخدمة الحجاج والعمار والزائرين للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من بقاع الدنيا وأصقاع المعمورة دون تمييز بين لون أو جنس أو عرق أو وطن، ملتزمين بثوابت الدين، وأصول العقيدة، وفق تحقيق القواعد الشرعية والمصالح المرعية، المنضبطة بالكتاب والسنة، مع الالتزام بالنظام العام وعدم الإخلال بالأمن وسلامة الحجاج والمعتمرين. وخلص الدكتور هليل إلى القول “إن المملكة العربية السعودية وولاة الأمور فيها وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -، تستحق من أبناء العالم الإسلامي صادق الشكر والامتنان وخالص التقدير والعرفان، فبوركت هذه الجهود العظيمة وسلمت هذه السواعد الكريمة التي تحافظ على إقامة ركن من أركان الإسلام حج بيت الله الحرام بالأمن والأمان والسكينة والاطمئنان، وتعمل على تيسير سبل أداء المناسك، وراحة الحاج والمعتمر والناسك، وتَحُوطُه بفضل الله تعالى بكريم الرعاية وصادق العناية، وتسخر إمكاناتها للمحافظة على سلامة الحجاج وراحتهم وأمنهم، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين آمنة مطمئنة، وأن يحفظ المسجد الأقصى المبارك وسائر بلاد المسلمين”.