الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
كارلو أنشيلوتي يتفق مع منتخب البرازيل
رياح و امطار على عدة اجزاء من مناطق المملكة
مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"
المخزونات الغذائية والطبية تتناقص بشكل خطير في غزة
منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية
تراجع النفط وسط تأثير التوترات التجارية
الهدد وصل منطقة جازان.. الأمانة العامة تعلن رسميًا عن الشوارع والأحياء التي تشملها خطة إزالة العشوائيات
أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان
ولي العهد يعزز صناعة الخير
ولي العهد يتبرع بمليار ريال دعماً لتمليك الإسكان
توجّه دولي يضع نهاية لزمن الميليشيات.. عون:.. الجيش اللبناني وحده الضامن للحدود والقرار بيد الدولة
بوتين يعلن هدنة مؤقتة في ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي
الانتخابات العراقية بين تعقيدات الخريطة وضغوط المال والسلاح
بالتعاون بين وزارة النقل و«كاوست».. إطلاق مشروع «أرض التجارب» لتطوير قطاع النقل بالمملكة
النصر يتوج بكأس دوري أبطال آسيا الإلكترونية للنخبة 2025
المنتخب السعودي للخماسي الحديث يستعد لبطولة اتحاد غرب آسيا
نادي الثقبة لكرة قدم الصالات تحت 20 سنة إلى الدوري الممتاز
في الجولة 31 من يلو.. نيوم لحسم اللقب.. والحزم للاقتراب من الوصافة
كلاسيكو نار في نصف نهائي نخبة آسيا للأبطال.. الأهلي والهلال.. قمة سعودية لحجز مقعد في المباراة الختامية
رافينيا: تلقيت عرضا مغريا من الدوري السعودي
السعودية ومصر تعززان التعاون الصناعي
وفاة «أمح».. أشهر مشجعي الأهلي المصري
الضيف وضيفه
شدّد على تأهيل المنشآت وفق المعايير الدولية.. «الشورى» يطالب بتوحيد تصنيف الإعاقة
زواجات أملج .. أرواح تتلاقى
أمير المدينة يدشّن مرافق المتحف الدولي للسيرة النبوية
الأمير فيصل بن سلمان:"لجنة البحوث" تعزز توثيق التاريخ الوطني
الفالح: 700 فرصة استثمارية في الشرقية بقيمة 330 ملياراً
حكاية أطفال الأنابيب (2)
استعراض منجزات وأعمال "شرف" أمام أمير تبوك
محمد بن عبدالرحمن يلتقي نائب "أمن المنشآت"
«الشورى» يقر توصيات لتطوير مراكز متخصصة للكشف المبكر لذوي الإعاقة والتأهيل
وزارة الداخلية تواصل تنفيذ مبادرة "طريق مكة" في (7) دول و(11) مطارًا
مباحثات دولية حول تأثير التقنيات الحديثة لتمويل الإرهاب في اجتماع الرياض.. اليوم
بيئة جدة تشارك في فعالية «امش 30»
مستشفى الملك خالد بالخرج يدشن عيادة جراحة السمنة
محافظ محايل يكرم العاملين والشركاء في مبادرة "أجاويد 3"
6.47 مليارات ريال إيرادات المنشآت السياحية في 90 يوما
هيئة الربط الخليجي ومعهد أبحاث الطاقة الكهربائية ينظمان ورشة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي
يايسله: الهلال لا يقلقني
46 قتيلا في انفجار ميناء إيران
شذرات من الفلكلور العالمي يعرف بالفن
GPT-5 وGPT-6 يتفوقان على الذكاء البشري
انطلاق ملتقى "عين على المستقبل" في نسخته الثانية
مكتبة الملك عبدالعزيز تعقد ندوة "مؤلف وقارئ بين ثنايا الكتب"
أمير المدينة المنورة يدشّن المرافق الحديثة للمتحف الدولي للسيرة النبوية
تدشين 9 مسارات جديدة ضمن شبكة "حافلات المدينة"
جمعية الخدمات الصحية في بريدة تفوز بجائزة ضمان
القبض على مواطن بتبوك لترويجه مادة الحشيش المخدر
محافظ تيماء يرأس الجلسه الأولى من الدورة السادسة للمجلس المحلي
بلدية مركز شري تُفعّل مبادرة "امش 30" لتعزيز ثقافة المشي
جامعة الأمير سلطان تطلق أول برنامج بكالوريوس في "اللغة والإعلام" لتهيئة قادة المستقبل في الإعلام الرقمي
أمير الشرقية يرعى تخريج الدفعة ال 46 من جامعة الملك فيصل
بتوجيه من ولي العهد.. إطلاق اسم "مطلب النفيسة" على أحد شوارع الرياض
السعودية تمتلك تجارب رائدة في تعزيز ممارسات الصيد
كيف تحل مشاكلك الزوجيه ؟
مدير الجوازات يستعرض خطة أعمال موسم الحج
ملتقى «توطين وظيفة مرشد حافلة» لخدمة ضيوف الرحمن
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
المعيقلي من منبر الحرم المكي : لامجال في الحج للشعارات الطائفية والدعوات السياسية
المواطن
نشر في
المواطن
يوم 02 - 09 - 2016
أستهل إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي خطبة الجمعة اليوم، موصياً المسلمين بالتقوى قائلاً : مَعاشِرَ المؤمنينَ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التقوَى، واشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُعَدُّ ولا تُحْصَى.
وقال فضيلته : أُمَّةَ الإِسْلامِ، حُجَّاجَ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ ،في السَّنَةِ العاشرةِ مِنَ الهِجرَةِ النَّبَوِيَّة، نُودِيَ فِي الناسِ بأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُرِيدُ الحجَّ هذَا العامَ، فَقَدِمَ إِلَى المدِينَةِ بَشَرٌ كَثيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فِي حَجِّهِ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، والنبُّي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُؤكِّدُ ذَلِك َفِي يَومِ النَّحْرِ بِقَولِهِ: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»رواه مسلم.
ومضى يقول : وَكَانَ صلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَاوزَ السِّتِّينَ مِنْ عُمُرِهِ، وَمَعَهُ جَمِيعُ أَهلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ قَائِمٌ بِشُؤُونِهِمْ،رَاعٍ لَأَحْوَالِهِمْ، فَكَانَ بَرًّا رَحِيمًا، رَفِيقًا مُحْسِنًا، يُعَلِّمُ النَّاسَ أَحكامَ مَنَاسِكِهِم، وَيُفَقِّهُ جَاهِلَهُمْ، مشيراً إلى أن الحديث عن حَجَّةِ الوَدَاعِ فيه الكثير مِنْ الدُرُوسٍ وَالعِبَرٍ، والمَوَاعظَ البَلِيغَةٍ، وَالمَشَاهِدَ الجَلِيلَةٍ،مبيناً أن النبي حَرِصَ فِيهَا صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيَانِ الإِخْلَاصِ فَقَالَ: ( اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ)،موضحاً أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بِالتَّوحيدِ: (( لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ ))،فَهَذِهِ تَلبِيَةُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَليْهِ وَسلَّمَ الَّتِي لَزِمَهَا، مُنْذُ أَنْ أَهَلَ بِهَا مِنْ مِيقَاتِ ذِي الحُليفَةَ، إِلى أَنْ رَمَىَ جَمْرَةَ العَقَبَة، إِهْلَالٌ بِالتَّوْحِيدِ، وَهِيَ شِعَارُ الحَاجِّ، فَلَا يُدْعَى غَيْرُ اللهِ، وَلَا يُعْبَدُ سِوَاهُ،فَلَا مَجَالَ فِي الحَجِّ يَا عِبَادَ اللهِ، للشعارات الطائفية، وَلَا للدَّعَوَاتِ السِّيَاسِيَّةِ، فَمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالبَيْتِ، وَلَا رَمْيُ الجِمَارِ،وَلَا الوقوفُ بِعَرفةَ،وَلَا المبيتُ بمُزدَلِفَةَ، وَلَا السَّعْيُ بينَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، إِلَّا لِذِكْرِ اللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، عملاً بقوله تعالى:{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ ۖوَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }.
كَمَا حَرِصَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، عَلَى تَعلِيمِ النَّاسِ أَمْرَ دِينِهِمْ، وَمَا جَاءَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اَلوَسَطِيةِ وَالاعْتِدَال، وَتَحْذِيرِهِمْ مِنَ الغُلُوِّ فِي الدِيْن، فَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ «الْقُطْ لِي حَصًى» فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ وَيَقُولُ «أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ، فَارْمُوا» ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»
وأكد أن َبِسَبَبِ الْغُلُوِّ، سُفِكَتِ الدَّمَاءُ، وَاعْتُدِيَ عَلَى الْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ، وَقَدْ عَظَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَفِي الصَّحِيحَينِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟»، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟»، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ «أَلَيْسَ ذُو الحَجَّةِ؟»، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ «أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ «أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الحَرَامِ؟» قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».
وقال فضيلته : وَفِي أَيَّامِ الحَجِّ المُبَارَكَاتِ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي مَوْقِفٍ وَاحِدٍ، وَتَلْهَجُ أَلْسِنَتُهُمْ بِذِكْرِ إله وَاحِدٍ، قَامَ فِيهِمْ خَطِيبًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، لِيُؤَكِّدَ مَعْنَى المُسَاوَاةِ الحَقِيْقِيَّةِ، وَيَضَعَ عَنْهُمْ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟» ، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ ).رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.
وأضاف : وَمِنْ دُرُوسِ حَجَّةِ الوَدَاعِ، بَيَانُ رَحْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَرِفْقِهِ بِالنَّاسِ، فَفِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ يَطْلُبُونَ النَّفْرَةَ، (( سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ زَجْرًا شَدِيدًا، وَضَرْبًا وَصَوْتًا لِلْإِبِلِ، فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ ( أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ)،رَوَاهُ البُخَارِيُّ، أَيْ: لَيْسَ البِرُّ بِالْإِسْرَاعِ، وَرَأَى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عُمَرَ، يُزَاحِمُ عَلَى الحَجَرِ، قَالَ: ( يَا عُمَرُ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ لَا تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ، فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ، إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ، وَإِلَّا فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ وَكَبِّرْ)، رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.
مذكراً أنه يجب على حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، امْتِثَالُ أَمْرِ نَبِيِّهِمْ، فَالسَّكِيْنَةَ السَّكِيْنَةَ، وَالوَسَطِيَةَ الوَسَطِيَةَ، وَالرِّفْقَ الرِّفْقَ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ».
وخصص فضيلته الخطبة الثانية للحديث عن فضائل عشر ذي الحجة فقال :إنَّ مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْنَا،أَنْ بَلَّغَنَا أَيَّامَ العَشْرِ، الَّتِي أَقْسَمَ بِهَا فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: (وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، فَخَصَّهَا سُبْحَانَهُ بِمَزِيدٍ مِنَ الفَضْلِ وَالأَجْرِ، فَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَالَ «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟» يَعْنِي: أَيَّامَ العَشْرِ؛ قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: «وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: (وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ؛ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ العِبَادَةِ فِيهِ، وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُوَالحَجُّ، وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ)، انتَهَى كَلَامُهُ.
وأشار فضيلته إلى أنه يَتَأَكَّدُ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الحَاجِّ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ:«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وأرشد فضيلته مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّي، بالإمْسِاكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ، مِنْ رُؤْيَةِ هِلَالِ شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ إِلَى أَنْ يَذْبَحَ أُضْحِيَتَهُ، لِمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، مِنْ حَدِيْثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: (إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ).
وأختتم فضيلته خطبته قائلاً : وَإِنَّ مِنَ الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ الجَلِيلَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ، خِدْمَةَ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، فَهَذَا رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وَسَلَّمَ فِي يَومِ النَّحْرِ،لَمَّا رَأَى بَنِي عُمُومَتِهِ يَعمَلُونَ عَلَى سَقْيِ الحُجَّاجِ مِنْ بِئْرِ زَمْزَمَ، قَالَ لَهُمْ: (اعْمَلُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ، ولَوْلاَ أَنْ تُغْلَبُوا، لَنَزَلْتُ حَتَّى أَضَعَ الحَبْلَ عَلَى هَذِهِ)، يَعْنِي: عَاتِقَهُ، وَأَشَارَ إِلَى عَاتِقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، رَوَاهُ البُخَارِيُّ، فَخِدْمَةُ وَفْدِ الرَّحمَنِ يَا عِبَادَ اللهِ، دَليلٌ عَلَى شَرَفِ الاصْطِفَاءِ، وَعَظِيمِا لاجْتِبَاءِ، وَقَدْ خَصَّ اللهُ بِه ِبِلَادَ الحَرَمَيْنِ، المَمْلَكَةَ العَرَبيَّةَ السُّعُودِيَّةَ، فَقَامَتْ بِهِ خَيْرَ قِيَامٍ، مِنْ تَهْيِئَةٍ لِلْمَشَاعِرِ، وَعِمَارَةٍ لِلْمَسْجِدِ الحَرَامِ، لِيُتِمَّ الحُجَّاجُ مَنَاسِكَهُمْ، فِي أَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَرَاحَةٍ وَاطْمِئْنَانٍ، فَجَزَى اللهُ خَيْرًا كُلَّ مَنْ عَمِلَ فِي خِدْمَةِ ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ، وَبَارَكَ فِيهِ وَوَفَّقَهُ، وَأَعَانَهُ وَسَدَّدَهُ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
المعيقلي: مِنَ الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ خِدْمَةَ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ
خطيب المسجد الحرام: خدمة حجاج بيت الله من الأعمال الجليلة
الحياء والحج في خطبتي الجمعة بالمسجد الحرام والنبوي
النص الكامل
المعيقلي في خطبة الجمعة : حُجَّاج بيت الله الحرام هنيئاً ما خصكم الله به
أبلغ عن إشهار غير لائق