للمرة الثانية تتجدد في نفس التوقيت الصيفي، مباحثات ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع القيادة الفرنسية، في قصر الإليزيه، بما يعكس تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، على الأصعدة السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية. ولعل الزيارة الراهنة التي تأتي في أعقاب الزيارة الأولى في 23 يونيو من العام الماضي 2015، تحيط بها الكثير من المغيرات الأوروبية السريعة، بعد استفتاء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وتبعاته الساخنة على الواقع السياسي الأوروبي والدولي، وأيضاً الواقع الاقتصادي من خلال انهيار الإسترليني السريع مع هبوط فوري في أسعار النفط والذهب. إلا أن أهم جزئية لها وزنها بخصوص زيارة هذا العام، أنها أعقبت زيارة طويلة من العيار الثقيل إلى الولاياتالمتحدة، خرجت بالعديد من المكاسب ذات الأصداء الواضحة، التي تحدث عنها القاصي والداني. 16 زيارة خارجية قبل فرنسا قبل أن يصل الأمير محمد بن سلمان في زيارته الثانية للعاصمة الفرنسية باريس، حفظ سجل زيارته الخارجية منذ تعيينه ولياً لولي العهد في 29 أبريل 2015، قيامه ب15 زيارة خارجية شملت 9 دول، هي بحسب أقدمية تاريخ الزيارة: الكويت، الولاياتالمتحدة، قطر، روسيا، فرنسا، مصر، الأردن، الإمارات، وباكستان. وتكررت زيارته لبعض تلك الدول مرتين أو 3 مرات، حيث زار الولاياتالمتحدة 3 مرات، ومصر 3 مرات، وقطر مرتين، والإمارات مرتين، والأردن مرتين. وهذا يعني أن الزيارة المرتقبة لفرنسا، هي الزيارة الخارجية رقم 17 لولي ولي العهد، وهي الثانية له لفرنسا نفسها. التسلسل التاريخي للزيارات ال17: ** الكويت.. 6 مايو 2015. ** الولاياتالمتحدة.. 13 مايو 2015 (قمة كامب ديفيد برفقة ولي العهد). ** قطر. 12 يونيو 2015. ** روسيا.. 18 يونيو 2015. ** فرنسا.. 23 يونيو 2015. ** مصر.. 30 يونيو 2015. ** الأردن.. 5 أغسطس 2015. ** الولاياتالمتحدة.. 4 سبتمبر 2015 (برفقة خادم الحرمين الشريفين). ** مصر.. 15 ديسمبر 2015. ** الإمارات.. 8 يناير 2016. ** باكستان.. 10 يناير 2016. ** مصر.. 7 أبريل 2016 (برفقة خادم الحرمين الشريفين). ** الأردن.. 11 أبريل 2016. ** الإمارات.. 11 أبريل 2016. ** قطر.. 10 مايو 2016. ** الولاياتالمتحدة.. 13 يونيو 2016. ** فرنسا.. 27 يونيو 2016. أهداف زيارة فرنسا عبر لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الخارجية جان مارك إرولت، ووزير الدفاع إيف لودريان، هناك أهداف واضحة تتجلى عبر الزيارة الثانية لقصر الإليزيه، أهمها الاجتماع الثالث للجنة المشتركة السعودية- الفرنسية، التي تهدف إلى ترسيخ العلاقات بين البلدين في مجالات الدفاع والطاقة والصحة والزراعة والسياحة، إلى جانب عرض رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020. ومن ملفات الشرق الأوسط العاجلة في المباحثات، تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان بعد التأثيرات السالبة لذلك “الشغور السياسي”، ومناقشة تسلل إيران إلى قضايا المنطقة العربية، خصوصاً أن الجانب الفرنسي يؤمن بالإشكاليات السياسية التي أفرزتها إيران في عدد من دول المنطقة، أهمها سورياولبنان والعراق واليمن. كما ستعقد على هامش هذه المباحثات، لقاءات بين رؤساء شركات فرنسية واقتصاديين سعوديين من المستوى الرفيع، بغية تشجيع الشركات السعودية على الاستثمار في فرنسا، وتعزيز تواجد الشركات الفرنسية في السعودية، تلك الشركات التي تتمتع بخبرة تقنية وصناعية وثقافية معترف بها في كل أرجاء العالم، خصوصاً أن حجم التجارة الفرنسية السعودية بلغ 7 مليارات يورو خلال عام 2015.