من القاع إلى القمة؛ ومن السجن إلى الأفضل في إنجلترا؛ وربما ضمن الأفضل في العالم الموسم الماضي، ظل صامدًا أمام جميع المعوقات التي واجهته، كسر الفشل وأصبح كالخيال؛ إنّه هداف فريق ليستر سيتي، الإنجليزي جيمي فاردي؛ لذا استحقت قصة كفاحه ونجاحه أن تتحول إلى فيلم سينمائي حتى تكون أسطورته قدوة لأجيال قادمة. بدأ جيمي فاردي (29 عامًا) مسيرته الكروية في ال15 من عمره، وبعدها تعرض للطرد من فريق الشباب لِشيفيلد وينزداي؛ بسبب قصر قامته، ولكنه لم يستسلم وظل يكافح من أجل تحقيق حلمه، وانتقل بالمجان إلى فريق ستوكسبردج؛ واستمر في صفوفه لمدة ثلاثة مواسم، واستطاع جذب الأنظار وبات محط اهتمام أندية أفضل منه، لتأتي مشاجرته في أحد الملاهي الليلية لتُعطل مسيرته قليلًا، بعدما تعين عليه ارتداء سوار إلكتروني حول كاحله؛ يُستخدم لعقاب الخارجين عن القانون، وذلك لمدة ستة أشهر. وخرج رئيس نادي ستوكسبردج الإنجليزي، ألين بيت، ليؤكد أنّ جيمي فاردي لاعب سيئ السمعة، وقال عنه: “جيمي كان سيئ السمعة عند قدومه من شيفيلد في 2003، ولكننا تمكنا من السيطرة عليه”، وبعد اللعب 7 سنوات في صفوف الفريق، رحل عن النادي إلى فريق هاليفاكس مجانًا في عام 2010، ولكنه لم يستمر معه كثيرًا، ورحل عنه بعد عام، عقب تلقي جيمي عرضًا وصفه ب”الخيالي”؛ بالانتقال إلى نادي فليتوود في الدرجة الخامسة مقابل 150 ألف جنيه إسترليني. وبعد موسم من اللعب مع فليتوود، لفت فاردي أنظار المسؤولين في نادي ليستر سيتي، وفي صفقة خالية انتقل جيمي إلى فريق الثعالب مقابل مليون جنيه إسترليني، وجاء موسمه الأول مُخيبًا للآمال، بعدما أحرز 5 أهداف في 36 مباراة، ثم تألق اللاعب وساهم في صعود ليستر إلى الدوري الإنجليزي ثم الاستمرار به والمنافسة حتى توج بلقب البريميرليج الموسم الجاري بعد منافسة شرسة مع توتنهام وآرسنال. وانتهى الموسم الكروي وجيمي فاردي حاصد نصيب الأسد من الجوائز، ليتحول إلى أسطورة ليستر سيتي بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من السجن، وحصل على لقب هداف ليستر سيتي برصيد 24 هدفًا، وفاز بجائزة “هدف الموسم”، من قِبل جماهير ليستر سيتي عن هدفه في مرمى ليفربول، وتوج بجائزة أفضل لاعب، من قِبل جمعية صحفيي كرة القدم الإنجليزية، كما حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، والتي تمنحها الشركة الراعية للبطولة “باركليز”.