@ أشفق كثيرًا على الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد منذ نهائي كأس ولي العهد بالعام الماضي، والذي كسبه الأهلي أمام الهلال، فقد ظهر الرجل رسميًّا وقتها أكثر من اللازم ففسر البعض الأمر في ذلك الوقت بأنه يعود لفوز الأهلي!! وحين فاز الهلال قبل ثلاثة أيام بنفس اللقب وأمام الأهلي أيضًا أظهر الرجل نفس الرسمية في التتويج مع بعض الابتسامات مع راعي المباراة ولي العهد الأمير محمد بن نايف (حفظه الله)، ومع أبناء الشهداء ، إلا أن تلك الابتسامات البريئة لم تسلم أيضًا من محاكمات بعض من ابتُلي بهم الوسط الرياضي. @ خذ مثلًا: فسر أحد أقدم الإعلاميين المتواجدين بالوسط الرياضي حاليًّا، وممن يحسب على النادي الأهلي، تلك الابتسامات بأنها قد أتت نتيجة فوز الهلال!! حيث كتب نصًّا ومن خلال مقالته اليومية: “شتان بين وجه عابس في الموسم الماضي وآخر مبتسم في تتويج أمس الأول. فلماذا نغضب طالما نعرف أن من نظرة الرجال تعرف خوافيه..!!”. @ حينما يقول من أفنى عمره في الوسط الرياضي مثل هذا الكلام وهو الذي يفترض به أن يكون أعمق وأوعى من هذا الطرح السقيم!! وقد تعمدت أن آتي به هنا كنموذج.. فماذا ينتظر من بعض الجماهير المتعصبة والمتحمسة والتي ينقصها الكثير من الوعي والثقافة؟! @ مؤسف جدًّا أن يصل إعلامنا الرياضي إلى هذه الدرجة من السطحية، ومؤسف أكثر أن تتم محاكمة المسؤول على ابتسامة عابرة أو ضحكة شاردة أو على كون لديه ميول معروفة لنادٍ معين قبل استلامه للمنصب، فلو سلمنا بذلك وارتهنا له لما وجدنا أي مسؤول من الوسط الرياضي، فهل نريد مسؤولين لا يفقهون شيئًا في الرياضة مثلًا؟! @ أما عن ابتسامة ابن مساعد فكلنا ابتسمنا وفرحنا في النهائي الأخير، وربما تكون المرة الأولى التي تفرح فيها جميع جماهير الأندية الأخرى رغم فوز الهلال باللقب! بل أجزم أن جماهير النصر المنافس اللدود للهلال قد فرحوا أيما فرح في تلك الليلة! @ كيف لا والتتويج الأهم في ذلك المساء التاريخي لم يكن للهلال وحده، وإنما جاء لأبناء شهداء عاصفة الحزم؛ فكيف لا يبتسم عبدالله بن مساعد أو غيره وهو يرى فرحة الأيتام تكسوا وجوههم؟! يا جماعة.. تبسموا وكبروا عقولكم وابتعدوا عن سفاسف الأمور!