“ادعموه قبل أن يحتضر” ملخص لما عليه وضع أغلبية نظامنا التعليمي من طلاب ومعلمين، بحكم عملي كموظفة تستقبل الكثير من العملاء بكافة الأعمار، واطلاعي على وضع طلابنا الحالي؛ بت أضع يدي على رأسي من هول ما أرى مما آل إليه وضع غالبية الجيل الجديد من تدنٍّ وانحدار للمستوى المعرفي سواء اللفظي أو الكتابي أو حتى المعلوماتي، فمثلاً عند طلبي لأبسط الأمور منهم وهو كتابة رقم من أربع خانات أتفاجأ برقم عشري ولا يهون رمز البي بي كتسليكه، بغض النظر عن سلبيات النظام التعليمي السابق، فلم نتخرج منه إلا فطاحلة في كيفية الكتابة بدون أخطاء إملائية تذكر. أما الآن فالعين تذهل عند مشاهدة الكوارث الإملائية في وسائل التواصل الاجتماعي، بل وحتى في بعض البوابات الإلكترونية الحكومية منها والأهلية، وبالنسبة للرياضيات والإنجليزي فالمأساة تدمع لها المآقي المتحجرة، فعند تصفحك لأحد كتب طلابنا الميامن، ستجده صفحة نظيفة، من الحلول ولا ولن يطالبه الأستاذ حتى بحل واجباته السابقة، والنجاح مضمون بالنسبة له جنباً إلى جنب مع الطلاب المتفوقين فهل الذي قلب نظامنا التعليمي رأساً على عقب. الاستنزاف التقني الذي طال هذا الجيل الجديد والذي يجري في دمائهم مجرى الإدمان والذي جعل الشواحن واللاسلكيات تتربع عرش الصدارة في حقائبهم بدل الصديق الصدوق والسندوتش والعصير حتى، والأدهى والأمر وهو ما وصلني وتأكدت منه حالياً وضع بعض المدارس الأهلية وبعض الحكومية وهو أسلوب البراشيم بشكل ممنهج يباع حتى في مكتبات الخدمات بطريقة احترافية تستخدم بموافقة الإدارة والمعلمين شخصياً. ما الذي ننتظره من هذا الجيل الواعد سوى تخرجه من الثانوية ودخوله في دوامة القبول وعدم القبول في الجامعات أو الحفر للبحث عن واسطة لتعيينه؛ لينشأ جيل جديد من الموظفين يعجز حتى عن معرفة كيفية وضع يده ببصمة الخروج. لا أعمم مقالي على الجميع فهناك جيل نقي صافٍ لا يزال يشرق بإبداع، ويغرب باختراع مفخرة للدين والوطن، ختاماً أوجه رسالتي إلى وزير التعليم الجديد، أحمد العيسى، أنعشوا تعليمنا قبل أن يلفظ أنفاسه ملقياً إلينا بسيئاته لا بحسناته.