توافد عدد كبير من الزوار والأهالي على بسطات سوق البلد بمدينة جدة؛ حيث الشهرة الحجازية المعروفة والواسعة للسوق بالمنطقة المركزية المهمة. ورصدت عدسة “المواطن” تنوع البسطات والنشاطات التي يقوم بها الشباب من بيع للبليلة والكبدة والمعجنات والحلى والسمبوسة، واللقيمات، والمنتو، وشربة المقادم، والبطاطس المسلوقة واستشعار قدسية هذا الشهر وروحانيته، وسط أصوات الباعة الذين تتصاعد من حولهم روائح المأكولات الحجازية. كما رصدت “المواطن” قيام أصحاب البسطات بجلب الزوار وإغرائهم بالكلمات وأبيات من الأهازيج الحجازية. وقال “سعيد عامر” -أحد منظمي البسطات الشعبية الرمضانية-: “يتم تناول ما تعرضه البسطات في الهواء الطلق على إيقاع الأواني والأدوات التي تطهى بها مختلف المأكولات الشعبية، بالتزامن مع الأهازيج الحجازية التي تذكر أبناء عروس البحر الأحمر بتاريخهم العريق وعبقها الأصيل، حيث ارتبطت البسطات وجدانياً بهذا الشهر الكريم، وصارت ثقافة شعبية فيرتدي باعتها الملابس التقليدية القديمة التي تحاكي الباعة القدامى والعوائل التجارية التي اشتهرت المنطقة التاريخية بهم، والزي الموحد لبعضهم”. وقال فهد عبدالله -أحد بائعي الكبدة-: “إن البسطات ظاهرة شعبية تتميز بها جدة، حيث يعيش الجميع الأجواء الرمضانية التي تتميز بها أحياء جدة وحاراتها القديمة التي تواصل العمل حتى ساعات الصباح الأولى”. وأضاف أن أبرز ما يقدم من خلال هذه البسطات البليلة والكبدة والتقاطيع والعطور والمكسرات والمشروبات الرمضانية والحلويات الشعبية والبطاطس، حيث تم ترقيم كل بسطة وتوحيد تصميمها ولونها وتزيينها بالمصابيح التي تصور الطراز الحجازي القديم، الذي يناسب شهر رمضان المبارك. وأوضح أنه ما إن يدخل شهر رمضان، إلا ويبدأ بإعداد موقعه وتركيب بسطته المكونة من طاولة وصاج وأدوات طبخ وحافظات للكبدة حتى تبقى ساخنة ويجلب الكبدة الطازجة من المسالخ والمطابخ، ويقوم بإعدادها بمساعدة شخص آخر يقوم بالتقطيع والتتبيل بإشرافه، حيث اعتاد هذا العمل منذ ما يقارب 22عاماً. بينما أبرز بائع السوبيا -سعود الحربي- ما يمثله هذا المشروب من متعة ونكهة تحلي شهر رمضان، خاصة لدى أهالي جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف، حيث يفضلونها دائماً على مائدة الإفطار. وأضاف أن لها أنواعاً عدة، منها البيضاء وهو لون الشعير، والحمراء التي تضاف لها نكهة الفراولة، والبني الذي يضاف لها التمرّ الهندي، ويضاف لها -بعد تصفيتها- مقادير من السكر والهيل والقرفة التي يتم خلطها بمقادير متناسبة، ويدخل في صناعتها الزبيب وفاكهة البنجر الحمراء، كما يضاف إليها أحيانا صبغة الكوجراتي ثم الثلج للتبريد.