في وقت ليس ببعيد، كانت التقارير الصحفية تشيد بتقدم الهند في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وكيف أنها تمكنت من السيطرة عليه بفضل الإجراءات الاحترازية المشددة حتى في أكثر الأماكن فقرًا في البلاد، لكن بقاء الحال من المحال، حيث انقلب حال البلاد من تقدم مدهش إلى وضع سيئ للغاية. وتسجل الهند على مدار الأيام القليلة الماضية أكثر من 250 ألف إصابة ونحو ألفي حالة وفاة يوميا، ويموت المرضى بينما تبحث أسرهم عبثا عن أسرة في المستشفيات أو تنفد إمدادات الأكسجين والمستلزمات الطبية، مما أدى إلى سرقة الأدوية من المستشفيات كما لا تستطيع محارق الجثث والمقابر التعامل مع العدد الهائل من الوفيات، فيما يشعر المواطنون بغضب شديد لعدم استعداد المسؤولين للموجة الجديدة اعتقادا منهم بأن أسوأ ما في الوباء قد انتهى. أصابع الاتهام موجهة إلى ناريندرا مودي وبحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، فقد اتُهم ناريندرا مودي، رئيس الوزراء، وحزبه بهاراتيا جاناتا بإعطاء الأولوية للسياسة الداخلية على الصحة العامة حيث اهتم بتنظيم تجمعات سياسية حاشدة بحضور الآلاف والسماح بتنظيم مهرجانات خلال الموجة الثانية. السلالة الجديدة في الهند ويخشى الخبراء من أن الهند تسير على نفس خطى البرازيل، حيث أدت سلالة أكثر عدوى من الفيروس إلى إلحاق الضرر بنظام الرعاية الصحية والاقتصاد في البلاد. وقال رئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند، سريناث ريدي: لم تكن الأنظمة الصحية أكثر استعدادا هذه المرة، إن العديد من الأشخاص في الإدارة في جميع أنحاء البلاد لم يتوقعوا حدوث هذا الأمر، كانوا يفترضون بطريقة ما أننا مررنا من الوباء ذلك في حين أن نسبة الاختبارات الإيجابية الحالية تُعد أسرع وتيرة في العالم. النظام الصحي في الهند على حافة الانهيار وكانت السلطات الهندية قد أعلنت فرض عزل عام في نيودلهي لمدة ستة أيام، بسبب تفشي وباء فيروس كورونا اعتبارا من ليل الاثنين، وقال رئيس وزراء العاصمة الهندية، أرفيند كيجريوال، إن نظام الرعاية الصحية بات على حافة الانهيار. وأشار إلى أن المدينة تواجه نقصًا حادًا بالأسرة في المستشفيات وإمدادات الأوكسجين والأدوية الأساسية مثل ريمديسيفير المضاد للفيروس.