بقلم : أ. د. عوض بن خزيم آل مارد الأسمري (خاشقجي) شأن داخلي، وتم إصدار الحكم في قضيته من قبل دولة عظمى (المملكة العربية السعودية). ذات سيادة ولديها نظام مستقل لا يقبل المزايدات. نحن شعب لا نقبل أن يزايد أحد على نظامنا ولا حكامنا ولا دستورنا ورقابنا فداء للدين والملك والوطن. ومن الأبجديات الحضارية المعاصرة المتفق عليها ؛ أنّ القوانين الدوليّة تحفظُ لشعوب العالم حريتها واستقلالها، كما ترفض الدولُ من جهتها التدخل الخارجي في شؤونها، لاسيما إذا كانت ادعاءات باطلة. وهناك دولٌ عظمى ذات تاريخ عريق في بناء السياسات والاقتصاد والعلاقات الخارجية مع دول العالم, بل تُعَدُّ من الدول التي يُقتدى بمسارها، بما يخص تعاملها مع شعوبها والدول الصديقة وهي قدوة أحيانًا في التعاملات والعلاقات الخارجية. ولكن عندما تصبح حكومات هذه الدول تحت سيطرة المنظمات العالمية أو ما يسمى بمنظمات وهيئات المجتمع المدني، التي تديرها مجموعات ذات توجهات مشبوهة تحكمها رغبات خاصة، تسعى في مجمل توجّهها إلى السيطرة على القرارات والمقدّرات، وتوجيه الإعلام بما يحقق مصالحها الخاصة، فإن هذا قد يؤثر في سياسة الدولة وخصوصًا عندما تكون الحكومة ضعيفة أو لديها انتماء إلى هذه المنظمات والهيئات المشبوهة. والنّاظر العاقل يتعجّبُ من التركيز على أحداث جانبية مع أن هناك أحداثًا ذات أهمية عالية يقتل فيها الملايين، وتُسلبُ الحقوق، وتُنتهك الحرمات في ظلم واضح، ومعه تجد بأن هناك من يركز على شؤون الآخرين الداخلية من باب التشويش والاستهلاك الإعلامي. هناك فرق كبير ما بين خطأ أفراد وخطأ دول تقترف كوارث بحقوق الشعوب والمجتمعات، وفي ذات الوقت تجد من يركز على أخطاء فردية ولا يسأل عن الظلم والأخطاء الفادحة العظمى التي تصدر من نظام أو حزب أو دولة أو تعصبات مقيتة لا يقبلها عقل الإنسان. لماذا؟! لأنها هي من يُدير المشهد والفيلم العالمي.