قالت شبكة ال CNN الأمريكية إن زعيم المعارضة الروسي، أليكسي نافالني، خدع عميلًا روسيًا ليكشف كيف تم تسميمه في أغسطس بغاز الأعصاب القاتل نوفيتشوك، وكانت الإجابة الصادمة هي: عبر ملابسه الداخلية. وفي هذا التحقيق، تقمص نافالي شخصية مسؤول في مجلس الأمن القومي الروسي وتحدث إلى العميل لأخذ المعلومات منه، وكان من كشف عن هذه المعلومة عميل ينتمي إلى فريق النخبة للسموم في خدمة الأمن الروسية FSB. لطالما كان نافالني شوكة في خاصرة فلاديمير بوتين، حيث كشف الفساد في المناصب العليا وشن حملة ضد الحزب الحاكم، لكن الرئيس الروسي نفى تورط بلاده في هذا الأمر قائًلا إنه إذا كانت روسيا تريد قتله فإنهم فمن المحتمل أن يكونوا قد أنهوا الأمر. ووجد تحقيق CNN المشترك مع وكالة Bellingcat الاستقصائية بالتعاون مع المجلة الألمانية Der Spiegel والموقع الروسي The Insider، إن فريق السموم FSB المكون من نحو 6 إلى 10 عملاء، تتبع نافالي لأكثر من ثلاث سنوات. حيلة أليكسي نافالني لمعرفة خطة تسميمه أشارت CNN إلى أنها توصلت إلى أفراد الفريق السري، ولكن بمجرد محاولة أخذ تصريح منهم أغلقوا الباب في وجوه الصحفيين، وحاول نافالي نفسه التحدث إليهم إلا أنهم لم يتسجيبوا، ومن هنا قرر انتهاج خطة أخرى، حيث تظاهر بأنه مسؤول كبير من مجلس الأمن القومي الروسي مكلف بإجراء تحليل لفشل عملية التسمم، وتحدث مع كونستانتين كودريافتسيف أحد أفراد الفريق. أحد أعضاء فريق السموم FSB بعد أن أكد كودريافتسيف هويته، قال أليكسي نافالني إنه تم تكليفه بالحصول على سبب يشرح فشل عملية الفريق في تسمم نافالي، وسأله: ما الخطأ الذي حدث؟ واستمر كودريافتسيف في الشرح لمدة 45 دقيقة حصل فيها نافالي على أول دليل مباشر لتسممه. لماذا تم استهداف الملابس الداخلية؟ قدم كودريافتسيف شرحًا مفصلاً لكيفية تطبيق غاز الأعصاب على ملابس أليكسي نافالني بعد أن سأله عن ما هو نوع الملابس الذي يتم التركيز عليه؟ وما هي أخطر قطعة من الملابس؟، فأجاب العميل ببساطة: ملابس داخلية. تبع ذلك سؤال عن مكان تطبيق السم بالتحديد فأجاب: اللحامات الداخلية. العميل كونستانتين كودريافتسيف وقال علماء السموم الذين استشارتهم CNN إنه إذا تم تطبيقه في شكل حبيبات على الملابس، فسيتم امتصاصه عبر الجلد، وعندها تبدأ الضحية في التعرق، وفي هذه الحالة تم استخدام شكل صلب من السم بدلًا من الأشكال السائلة أو الهلامية. استخدم التحقيق الذي أجرته Bellingcat و CNN، الآلاف من سجلات الهاتف بالإضافة إلى بيانات الطيران وغيرها من الوثائق لتتبع فريق خبراء السموم، وقالت إن كودريافتسيف شارك في عملية التنظيف للتأكد من عدم وجود آثار لغاز نوفيتشوك بعد مغادرة أليكسي نافالني المستشفى. الطائرة لعبت دوراً حاسماً مرض أليكسي نافالني فجأة على متن رحلة العودة إلى موسكو وتحول الطيار إلى أومسك، مدينة في روسيا، حيث تلقى العلاج في حالات الطوارئ من قِبل المسعفين، ولو كانت الطائرة قد انتقلت إلى موسكو، لكان من شبه المؤكد أن يموت نافالني، حيث تستغرق الرحلة ثلاث ساعات، وإذا لم تهبط الطائرة لكان التأثير مختلفًا والنتيجة ستكون مختلفة، لذا فإن الطائرة لعبت الدور الحاسم، وفقًا لإفادة كودريافتسيف غير الرسمية. وتابع: لم نكن نتوقع حدوث كل هذا. روسيا تنفي تورطها ورفض بوتين ومسؤولون روس آخرون هذا التحقيق الصحفي ووُصف بأنه جزء من حملة نظمتها وكالات الاستخبارات الغربية لتشويه سمعة روسيا، كما أصدر مكتب الأمن الفيدرالي بيانا قال فيه إن مقطع فيديو محادثة نافالني مع كودريافتسيف الذي نشره زعيم المعارضة على قناته على موقع يوتيوب، كان مزيفاً.