أكد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الثلاثاء، اختياره للجنرال المتقاعد لويد أوستن لتولي وزارة الدفاع، ليصبح في حال تثبيته من مجلس الشيوخ أول شخص أمريكي من أصل إفريقي يقود البنتاجون. وقال الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن، في بيان: إن أوستن، البالغ من العمر 67 عامًا "مؤهل بشكل فريد لمواجهة التحديات والأزمات التي نواجهها في الوقت الحالي". واختار بايدن لويد أوستن بدلًا من المرشحة الأوفر حظًّا منذ فترة طويلة، ميشيل فلورنوي، وهي مسؤولة بارزة سابقة في البنتاجون، وداعمة لبايدن، وكانت ستصبح أول امرأة تشغل المنصب. أول إفريقي يقود البنتاجون يأتي اختيار بايدن، ليمثل المرة الأولى التي يجرى فيها اختيار شخص من أصحاب البشرة السمراء لقيادة البنتاجون، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. وتفوق أوستن في السباق لشغل المنصب على ميشيل فلورنوي الوكيلة السابقة لوزارة الدفاع، التي اعتبرت المرشحة الأولى، وأيضًا وزير الأمن الداخلي السابق جيه جونسون، وهو منافس آخر من أصحاب البشرة السمراء كان يحظى بدعم أعضاء كتلة النواب من أصحاب البشرة السمراء في الكونجرس. تخرج أوستن في أكاديمية "ويست بوينت" وخدم بوحدات النخبة في الجيش، بما في ذلك الفرقة (82) المحمولة جوًا، والفرقة الجبلية العاشرة. والتحق بالمؤسسة العسكرية الأمريكية في عام 1975، وبرز اسمه كثيرًا بعد هجمات 11 من سبتمبر عام 2001. وتسلق أوستن سلم الرتب العسكرية وصولًا إلى مناصب عليا بالجيش الأمريكي خلال فترة خدمته على مدار أربعة أعوام، ليتقاعد على رتبة جنرال بأربعة نجوم. وخدم أيضًا بمنصب قائد القيادة المركزية الأمريكية، ليشرف على جميع العمليات العسكرية الأمريكية بالشرق الأوسط في الفترة من عام 2013 إلى 2016، بما في ذلك صعود تنظيم داعش وسيطرته على مساحات كبيرة من العراقوسوريا. سيحتاج أوستن – الذي ترك الجيش منذ أقل من خمسة أعوام – إلى استثناء من الكونجرس لشغل المنصب نظرًا إلى اللوائح الخاصة بحماية السيطرة المدنية على الجيش، وهي خطوة لطالما اعتبرت غير عادية في التاريخ الأمريكي. علاقة لويد أوستن وبايدن السابقة يعرف بايدن الجنرال المتقاعد منذ سنوات عمله في قيادة القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق عندما كان حينها الأول يشغل منصب نائب الرئيس. وكان أوستن قائد الفيلق متعدد الجنسيات في العراق عام 2008 عندما تم انتخاب باراك أوباما رئيسًا، وعاد لقيادة القوات الأمريكية من 2010 حتى 2011. ويحظى الجنرال المتقاعد بسمعة طيبة من حيث قيادته القوية، والنزاهة، والفكر الثاقب. وعندما تقاعد عام 2016، أثنى أوباما على "شخصيته وكفاءته"، بالإضافة إلى حكمه وقيادته. وينتمي أوستن إلى مدرسة قادة البنتاجون العسكريين المعروفين باعتدالهم إزاء النزاعات الدولية. معروف عن أوستن خبرته في العمل عن قرب مع الجنرال المتقاعد البارز دافيد بيترايوس، حينما كان قائدًا للقوات الأمريكية في العراق، حيث تولى إدارة العمليات العسكرية في بغداد. ويدافع أوستن بشدة عن استراتيجية "التعامل مع القوى المحلية" لحل الخلافات الداخلية للدول التي تنتشر فيها قوات أمريكية، كما حصل في محافظة الأنبار في العراق، مع تسليح "مجالس الصحوات"، ومع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في سوريا.