أكد استشاري سكري الأطفال والغدد الصماء الدكتور عادل محسون، أن الغموض لا يزال يكتنف العلاقة بين الفيروسات وبين إصابة الأطفال بداء السكري من النوع الأول؛ إذ إن كل ما هو موجود في الساحة الطبية حاليًا مجرد دراسات علمية. وبين أن هذه الدراسات أوضحت أن العلاقة بين الإصابة بالأمراض الفيروسية والسكري من الممكن أن تكون واضحة في النوع الأول والذي لا تعرف أسبابه بشكل تام. وأشار إلى أن أحد العوامل البيئية المتوقعة والتي قد تسبب سكري الأطفال هو الإصابة بالعدوى الفيروسية التي قد تسبب استجابة من الجسم ضد هذا الفيروس، والتي قد تتطور لتؤدي إلى استجابة مناعية ذاتية تهاجم الجسم، منها خلايا بيتا المنتجة للأنسولين، وتؤدي هذه الاستجابة إلى تدمير هذه الخلايا، وبالتالي نقص كميات الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم. ردود فعل مناعية وأوضح الدكتور محسون في تصريحات ل"المواطن"، أن إحدى الدراسات أوضحت أنه عند عزل بعض أنواع الفيروسات بأجساد المرضى، قد تحدث ردة فعل مناعية تشبه أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم الجسم بمهاجمة خلايا البنكرياس مما يؤدي إلي حدوث مرض السكري من النوع الأول. وأشار إلى أن هناك مجموعة من الفيروسات قد تسبب ذلك مثل فيروس الغدة النكافية وفيروس الحصبة وفيروس الحصبة الألمانية والفيروس المضخم للخلايا CMV وعليه فإنه يتم تطعيم الأطفال ضد هذه الفيروسات لمنع ظهور النوع الأول من السكري. محفزات لمرض السكري ولفت إلى أن هناك دراسات تشير إلى وجود علاقة بين إصابة الأطفال بالسكري من النوع الأول وبين تعرضهم لعدوى فيروسية في مرحلة معينة من حياتهم خاصةً ما يعرف بالفيروسات المعوية، وهي مجموعة فيروسات تسبب أمراض متوسطة في حدتها مثل: الإنفلونزا، ومرض شلل الأطفال والفيروس المعوي enterovirus-D68، وفيروس كوكساكي. الخلايا والاستجابة للأنسولين وأشار الدكتور محسون، إلى أن الباحثين يرون أنه يمكن للفيروسات أن تسبب هذه الظاهرة بإحدى طريقتين وهي: "يمكن أن يسبب تشوهات في عملية التمثيل الغذائي نفسها لأن لها تأثيرات شبيهة بالأنسولين، أو أنه يمكن أن يؤثر على قدرة خلايانا على الاستجابة للأنسولين، وهو شكل من أشكال مقاومة الأنسولين". حقائق تؤكد النظريات وخلص الدكتور محسون إلى القول، إن جميع المؤشرات العلمية تبين أن علاقة الإصابة بالأمراض الفيروسية والسكري من الممكن أن ترتبط من خلال النوع الأول من السكري والذي لا تعرف أسبابه بشكل تام، ولكن مازال العلماء يواصلون أبحاثهم للوصول إلى حقائق جديدة تؤكد النظريات السابقة.