يشكل فصل الشتاء تحدياً حقيقياً للأطفال الأصحاء عامة فهو فصل تكثر فيه الأمراض الفيروسية والالتهابات البكتيرية والتي يعتقد أنها أحد المسببات المفترضة لمرض السكري النوع الأول المعتمد على الإنسولين، كما أنه يشكل تحديا لمرض السكري خاصة نظرا لأن هذه الالتهابات المتكررة تحدث تذبذبا في مستويات السكر في الدم وتأرجحا فيه. فالدراسات تشير أنه في فصل الشتاء يتم اكتشاف نسبة اكبر من الأطفال المصابين بمرض سكري الاطفال، خاصة عند الذين تقل أعمارهم عن الخامسة عشرة عاماً، كما أن بعض الدراسات تدل على أن هناك علاقة مباشرة بين موسم فصل الشتاء وبين اكتشاف الإصابة بمرض السكري النوع الأول وأضافت هذه الدراسات أن مراكز مرض السكري البعيدة عن خط الاستواء تسجل أعداداً أكبر من حالات جديدة للسكري في الشتاء، وهذا هو الملاحظ أيضا لدينا في المملكة العربية السعودية، حيث يستعد أطباء مرض السكري لدى الأطفال لاستقبال المزيد من حالات مرض السكري النوع الأول المعتمد على الإنسولين في فصل الشتاء كما هو الاستعداد المشاهد لدى الأطباء المختصين بأمراض الصدر والربو تماما، وهذا الترابط بين فصل الشتاء والأمراض الفيروسية ومرض السكري النوع الأول هو ترابط ملحوظ منذ زمن ولم يعرف له سبب واضح. ومن دراستنا لمرض السكري النوع الأول فهو خلل في الجهاز المناعي بأن تتكون في جسم المريض أجسام مضادة لفيروس معين أو بكتيريا معينة والتي هي أي الأجسام المضادة تضل طريقها فتؤثر على غدة البنكرياس المفرزة للإنسولين بدلاً من أن تحارب هذا الفيروس أو هذه البكتريا، والتساؤل هنا هو كيف نحمي أطفالنا من مرض السكري النوع الأول وخاصة في فصل الشتاء ؟ والإجابة أنه لا يمكننا بالوسائل المتوفرة سوى محاولة حماية أطفالنا قدر الإمكان من البرد ونزلاته والله سبحانه وتعالى هو الحافظ أولا وأخيراً، إن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي لمرض السكري النوع الأول هم أكثر عرضة لهذا المرض من غيرهم ولذا فإن حمايتهم من أمراض فصل الشتاء أكثر أهمية وأكثر حرصاً، ومن المهم أيضا في فصل الشتاء فتح نافذة أوإيجاد طريقة لتهوية الغرفة وبذلك يقل عدد الفيروسات في هواء الغرفة وكذلك يفضل ارتداء طبقة أخرى من الملابس وإبقاء النافذة مفتوحة قليلاً، ومن المهم الفصل بين الولد المريض والولد السليم أيضا في المنزل، والحرص على ألا نجعلهم ينامون في نفس الغرفة، ومن المهم أيضا الحفاظ على النظافة بصفة عامة وخاصة الأكواب والملاعق والمناشف وكذلك المناديل التي يمسح بها المخاط ونحوه، كما يجب الحرص على غسل اليدين قبل تناول الطعام وكذلك غسل ألعاب الأطفال إن أمكن والتي تحتوي على العديد من الفيروسات، كما ان النظام الغذائي السليم يساعد في الوقاية من أمراض الشتاء عند الاطفال مثل تناول الحمضيات والفواكه التي تحتوي على كمية جيدة من الفيتامينات. كما يجب الحرص على الإكثار من الاستهلاك اليومي للخضراوات بألوان مختلفة، والتي تحتوي على المواد المضادة للأكسدة التي تساعد في التخلص من المواد السامة وتساعد على تقوية جهاز المناعة في الجسم. أما بالنسبة لتذبذب مستوى السكر لدى الأطفال المصابين بالسكري النوع الأول في فصل الشتاء فهو أمر متوقع، فمن المعروف أن غالبية مرضى السكري من الأطفال يعانون من عدم توازن نسبة السكر في الدم لديهم، مما قد يشكل خطراً على حياتهم في فصل الشتاء، مثل تعرضهم لحموضة الدم أو انخفاض السكر أو ارتفاعه، وكذلك قد أوضحت الدراسات العالمية زيادة الاصابة بحموضة الدم لدى مريض السكري في الشتاء نتيجة تعرضه للالتهابات الموسمية، ومن النصائح التي دائما ما تسدى لمريض السكري أثناء فصل الشتاء هو الحرص على تحليل السكر المتكرر وخاصة عند الإصابة بالتهاب معين، ومزاولة الحركة والنشاط الرياضي والذي يقل عادة في فصل الشتاء. والحرص على البقاء دافئا وعدم التعرض للبرد وكذلك محاولة عدم التعرض للمصابين بالالتهابات الفيروسية، والحرص على أخذ تطعيم الإنفلونزا والذي قد يحمي من بعض الأمراض الفيروسية، ومن النصائح كذلك مراجعة الطبيب قبل فصل الشتاء إن أمكن لمراجعة جرعات الإنسولين وكذلك النظام الغذائي والذي قد يتغير مساره أثناء الشتاء. * قسم الغدد الصماء والسكري