لا زال ملف البطالة هاجسًا يؤرق الشباب في ظل ارتفاع أعداد الخريجين وتزايد أعداد العاطلين مع عدم وجود حلول واضحة وعاجلة تُغلق تلك الملف، لاسيما وأن النسبة الكبيرة من العطالة هي من نصيب حاملي درجة البكالوريوس. الخريجون والخريجات وذكر ل”المواطن” الخريج “وليد فراج” أنه حصل على درجة البكالوريوس منذ خمس سنوات إلا أنه لم يفلح في الحصول على وظيفة في أي مجال كان، مبينًا أن وظائف الخدمة المدنية أصبحت حلمًا للخريجين والخريجات؛ بسبب قلة إعلاناتها. كما ذكرت الخريجة “ابتسام الشمري” خريجة تربوية، أن الخدمة المدنية حرمتهم من التقديم على بعض الوظائف الإدارية، واكتفوا بالوظائف التعليمية، والتي أصبحت قليلة جدًّا، إضافةً إلى كثرة الشروط والتعقيدات التي يواجهونها، مطالبةً بوضع آلية معينة تخفف نسبة العاطلين. التقنيون والسعودة الوهمية أما خريجو كليات التقنية فقد أصابهم الإحباط؛ حيث لجأوا إلى السعودة الوهمية لتوفير دخل شهري يُعينهم على قضاء بعض التزاماتهم، حيث ذكر الخريج التقني “مشاري سعود” أنه حاول الالتحاق في بعض الوظائف المصرفية والمشركات إلا أنه فشل في ذلك، مبينًا أن السعودة الوهمية أصبحت ملجأً له ولزملائه من الخريجين لتوفير دخل شهري لهم. البطالة وأمن الوطن ويرى الكاتب في صحيفة المدينة “فالح الصغير” أن البطالة تؤثر سلبًا على النسيج الاجتماعي وأمن الوطن، وأنها بيئة خصبة لتفريخ التطرف والأحزمة الناسفة والذبح وحرق الإنسان بدم بارد. وأشار الكاتب في مقالٍ له أنه من الملاحظ أن أصحاب الشهادات العليا يعانون من البطالة حيث يطول انتظارهم ومعاناتهم ولا يجدون أمامهم إلا وظيفة بأقل من شهاداتهم، التي حصلوا عليها بعد سهر وتعب، وهو ما خلق أزمة وخللًا وظيفيًّا واجتماعيًّا يتطلب حلًّا عمليًّا بعيدًا عن كثرة الكلام والاستهلاك الإعلامي، لافتًا إلى أنه لا غرابة في وجود مهندس عاطل أو دكتور لا يزال يبحث عن عمل، والحاصل على الماجستير يعمل بالأقل منها، ومن حصل على البكالوريوس يعمل بالثانوية، والسبب أنه لم يحصل على وظيفة بشهادته الجامعية، وتحت ضغط الحاجة وتعب الانتظار عمل بالثانوية. الأسباب والحلول ويرى الدكتور في مجال الاقتصاد “سعود المطير” أن البطالة الطبيعية هي المشكلة الكبرى من البطالة التي يعاني منها الاقتصادي السعودي، مبينًا أن الحل هو إعادة تأهيل وتدريب العاطلين بما يتناسب مع الأعمال والوظائف المتوفرة، إضافة إلى توفير المعلومة بأسرع وقت فيما يخص فرص العمل. وأكد الدكتور “المطير”- في تصريح ل”المواطن“- أن تنوع مصادر الدخل من خلال نمو وتوسع القطاع الخاص يساهم في توظيف العاطلين عن العمل حتى ينهض القطاع الخاص بحيث يمنح الموظف الحوافز المناسبة ويوفر له البيئة المناسبة للإبداع. وشدد “المطير” على ضرورة مكافحة الفساد في الوظائف الموجودة، والتي تتمثل في الواسطة وتُقدم المفضول على الفاضل.