فشلت إيران يوم أمس في إطلاق قمرها الاصطناعي الجديد “ظفر”، والذي لم ينجح في الوصول إلى مداره بسبب سرعته المنخفضة، ليخرج وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محمد جواد آذري جهرمي، لإعلان الخبر عبر وسائل الإعلام الرسمية. وقال محمد جواد للمواطنين : “أردت إسعادكم بأنباء طيبة ولكن الحياة لا تمضي أحياناً كما نريد، الإطلاق لم يكن ناجحاً”. هذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها إيران في إطلاق قمر اصطناعي، حيث إن لها تاريخًا طويلاً في الفشل الفضائي، ولا أحد يدرك سبب إصرارها على الاستمرار فيه رغم تكرار فشلها. محاولتا إطلاق مركبة سميرغ الحاملة للأقمار الاصطناعية 2016 و 2017 اختبرت طهران إطلاق المركبة سميرغ في 19 أبريل2016، في رحلة شبه مدارية ولكن إيران لم توضح فيما بعد ما إذا كان الاختبار نجح أم فشل، لتعود لاختبارها مرة أخرى في27 يوليو 2017، وتقوم بإطلاقها من مركز الإمام الخميني للفضاء في مدينة سمنان شمالي إيران. وأظهرت تقارير إخبارية حينها أن الاختبار كان عبارة عن “فشل كارثي”، وأن القمر انفجر قبل أن يصل إلى الفضاء. فشل إطلاق قمر صناعي يناير 2019 فشلت إيران في شهر يناير من عام 2019 في وضع قمر صناعي في مداره، وأعلن وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد حينها أن الصاروخ الناقل للقمر الصناعي “بيام” نجح في المرحلتين الأولى والثانية، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى المرحلة الثالثة، وبالتالي لم يستقر في مداره. وانتشرت الكثير من التقارير الإخبارية حينها تفيد بأن الإعلان عن إطلاق القمر الصناعي كان محاولة للتغطية على تجربة إطلاق صاروخ باليستي. وحذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية حينها إيران من إطلاق صواريخ إلى الفضاء، ولكنّ مسؤولي طهران أعلنوا أنهم سيواصلون برامجهم الفضائية، لتزيد الشكوك حول استغلالها برامج الفضاء كستار لبرامج أسلحة الدمار الشامل. وحاولت إيران إطلاق قمر اصطناعي في شهر فبراير من نفس العام إلا أن التجربة باءت بالفشل أيضا. محاولة أغسطس 2019 حاولت إيران في شهر أغسطس من العام الماضي إطلاق صاروخ جديد، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل أيضا، لتكون المحاولة الثالثة التي تفشل خلال عام واحد. وصرح مسؤول إيراني حينها لوكالة رويترز قائلا: “انفجر الصاروخ “سفير 1″، على منصة الإطلاق في مركز الإمام الخميني الفضائي قبل إطلاقه، بسبب بعض المشكلات الفنية، لكن علماءنا الشبان يعملون على إصلاح المشكلة”. تساؤلات حول إصرار إيران على التجارب الفضائية تساءل الكثيرون حول إصرار إيران على الاستمرار في التجارب الفضائية بالرغم من فشلها كل مرة، والذي يكبد البلد مبالغ طائلة، في الوقت الذي تعيش فيه وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب العقوبات المفروضة عليها. ورأى البعض أن إيران تحاول إظهار أنها تقوم بتطوير الصواريخ وإطلاقها في محاولة لإرهاب العالم، وحشد المواطنين حول قادتها، بينما يرى البعض الآخر أن الأمر أبعد من ذلك، وأن إيران تستغل الأمر في تطوير أسلحة الدمار الشامل. مخاوف أمريكا من برنامج الفضاء الإيراني يخشى المسؤولون الأميركيون من أن تكون التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في مداراتها، مجرد ستار تستخدمه إيران لتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية. وأعلنت أن أنشطة إيران تتحدى قرار مجلس الأمن الذي يدعوها إلى عدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل الأسلحة النووية.