ارتبط شعب الجزيرة العربية بالناقة والنخلة، فقوت الأولين كان يعتمد بشكل كبير على تمر النخلة ولبن الناقة، فالنخلة تلك الشجرة المباركة التي ذكرت في القرآن الكريم، تعتبر رمزًا من رموز الإباء العربي والأصالة، أيضًا مرتبطة بحنينهم القوي والعميق للماضي. والمُطلع على المشاركين أو زوار مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، يجد استمرارية حُب الناقة الذي توارثته الأجيال، فهناك مشاركات وزوار أتوا من خارج المملكة، فالمهرجان يهتم بعرض موروث الإبل لتعريف الزوار بمسميات الإبل وألوانها، وتثقيف الزوار بجميع ما يتعلق بالإبل. ويساهم مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، والمقام حاليًا على أرض الصياهد الجنوبية للدهناء، بالتعريف بعلاقة الإبل بإنسان الجزيرة العربية، التي تعد رمزًا أصيلًا للحياة في الصحراء، ولها ارتباط ثقافي واجتماعي واقتصادي مؤثر في تاريخ وحياة الإنسان العربي على مر العصور. من جهته، ذكر محمد البقمي، أنه استطاع من خلال المهرجان إيصال العديد من الرسائل إلى أبنائه، وقال: في كل زيارة تتم إلى أرض المهرجان أتعرف إلى الموروث الشعبي والتراث الأصيل من جهة، ومن جهة أخرى محاولة لربط الماضي بالحاضر، ومحاولة أحياء حب التراث في نفوس النشء. وبيّن البقمي، إلى أن مثل هذه المهرجانات الوطنية من شأنها المحافظة على التراث من الاندثار، وزيادة الرغبة بالمحافظة عليه من عامة المجتمع، وإحياء تراث الأجداد، فارتباط الإنسان بالإبل جاء من قديم الزمان، إلا أنه استمر في الجزيرة العربية، وخاصة في منطقة الخليج، ويعتبر جزءًا من ثقافة الخليج، حتى أصبحت تقام المهرجانات لهذا التراث. إلى ذلك، قال فهاد النفيعي، إن مسميات الإبل تختلف بحسب أعمارها ومراحل تطورها العمرية، فالإبل في عمر الستة أشهر يطلق عليه الحوار، وفي هذا العمر يعتمد على حليب أمه بشكل كبير، وعند عمر العام تقريبًا، يبدأ بالأكل وشرب الماء، ويطلق عليه في مثل هذا العمر اسم مفرود. وأضاف النفيعي: أما في عامه الثالث يطلق على الإبل اسم حق، وهنا يبدأ في الاعتماد كليًا على نفسه، وعند عمر الأربعة سنوات يطلق عليه لقي، وعند بلوغه سن الخامسة من عمره يبدأ هنا في حمل الأثقال ويسمى حينها جذع.