تلقت صحيفة الجزيرة صباح أمس، وعن طريق نائب رئيس شركة موبايلي للاتصالات والعلاقات العامة، بشركة موبايلي حمود الغبيني رسالة نصية قصيرة، تفيد بإيقاف إعلانات الشركة في الصحيفة نتيجة ما أسماه الهجوم غير المبرر لليوم الثالث على التوالي "على حد وصفه"، وتضمنت الرسالة تهديداً بنشر صور لزيارة ودية كان قد قام بها رئيس تحرير الصحيفة إلى الشركة ولقائه بالرئيس التنفيذي لشركة موبايلي المهندس خالد الكاف، في إشارة لم تُفهم دلالتها!، وفقا لصحيفة "الجزيرة". وأوضحت الصحيفة انه إيماناً منها بأهمية ممارسة دورها الإعلامي ومسؤوليتها تجاه قضايا الرأي العام الوطني، تود أن توضح للرأي العام ما يلي: أولاً: إن صحيفة الجزيرة لن تتنازل عن دورها المهني الوطني، ولن تستجيب لضغوط شركة موبايلي أو غيرها لحجب أو تجاوز تغطية لحدث أو قضية هي من حق الرأي العام على الصحيفة، فالإعلانات مورد الصحف الأول، لكن ثقة القارئ واحترامه للصحيفة أهم وأولى وأبقى في يقين الجزيرة، فالشركات الاحترافية التي تسعى لتحقيق مصالح مساهميها ستحدد الوسيلة الإعلامية الأقدر على الوصول إلى عملائها، وليس مواقف مجالس إداراتها أو إداراتها التنفيذية. ثانياً: تعجب صحيفة الجزيرة من قناعة شركة موبايلي من خلال رسالة "الغبيني" بأن تغطية الصحيفة لموضوع الشركة غير مبرر!!.. ويؤسفنا في صحيفة الجزيرة أن تكون شركة كبرى بحجم موبايلي تجهل أو تتجاهل قضية رأي عام بهذا المستوى المدوي المؤثر، فضلاً عن احترام مساهميها الذين هم من قراء الصحيفة، ونكن لهم كل التقدير والاحترام، ونؤمن بمسؤوليتنا تجاههم كوسيلة إعلام تؤمن بمسؤوليتها ودورها.. فهل يعتقد المسؤولون في شركة موبايلي فعلاً أن خسارة المساهمين بتراجع القيمة السوقية نتيجة انخفاض سعر السهم بما يقارب 16 مليار ونصف المليار إلى 45.45 مليار ريال بعد أن كانت 61.600 مليار ريال تقريباً، والذي أعقب رفع تعليق السهم خلال 3 أيام فقط حدثاً عادياً وغير مبرر!! وهل يمكن لصحيفة محلية كبرى كصحيفة الجزيرة أن تتجاهل الآثار الاقتصادية لحدث متصل بشركة يمثل ترتيب تأثيرها في مؤشر سوق الأسهم السعودي تبعاً لعدد الأسهم الحرة بالشركات المدرجة الثالث بعد شركة سابك ومصرف الراجحي وبنسبة 4.13%!!، وهل تواصلت شركة موبايلي مع قناة CNBC الأمريكية والتي شبهت ما حدث في شركة موبايلي بفضيحة شركة إنرون الأمريكية لتساومها على تغطيتها لملابسات ما حدث في الشركة؟.. أم أن الإعلانات التي يتوهم المسؤولون في شركة موبايلي أنها وسيلة للضغط على وسائل الإعلام المهنية لا تنطبق على القناة!. ثالثاً: رغم موقف شركة موبايلي وتهديدها بقطع إعلاناتها عن صحيفة الجزيرة بإرسال رسالة من نائب رئيس الشركة، فإننا نعجب كل العجب أن شركة موبايلي لم تحفظ لصحيفة الجزيرة مهنيتها بالتزامها بنشر الأخبار والنشاطات المتعلقة بالشركة حتى في الأعداد التي تضمنت التغطية التي أغضبت المسؤولين في الشركة.. فيقيننا في الصحيفة أن شركة موبايلي شركة كبرى ومهمة في السوق السعودي بحجم تأثيرها ومساهميها ولا علاقة لحدث رأي عام تغطيه الصحيفة بحكم مسؤوليتها بحجم إعلاناتها أو مواقف المسؤولين فيها من الصحيفة والتزامها مهنية الطرح فيما تفرضه الأحداث والمستجدات. رابعاً: نعجب في صحيفة الجزيرة من رسالة الأستاذ حمود الغبيني وتهديده بنشر صورة لزيارة ودية قام بها رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك ولقائه بالرئيس التنفيذي لشركة موبايلي المهندس خالد الكاف بمكتبه في وقت سابق لأحداث ومستجدات الشركة، وهي زيارة ودية كانت رداً لزيارة سبقتها من قبل الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي المهندس الكاف لصحيفة الجزيرة ولقائه برئيس التحرير، فهل تعتقد شركة موبايلي أن صورة زيارة رئيس التحرير للمهندس خالد الكاف لها أمر معيب بجعل الشركة تستغله في الضغط على صحيفة الجزيرة لتغير موقفها، وتنسى أن الزيارة جاءت رداً على زيارة كان قد قام بها المهندس الكاف لرئيس التحرير في مقر الصحيفة وصورها محفوظة، سوف تجبر الصحيفة من تغيير موقفها في تغطيتها لموضوع موبايلي المستجد، ومثل ذلك ماذا سيؤثر فيما لو نشرت الجزيرة هي الأخرى صور المهندس الكاف أثناء زيارته لرئيس التحرير في صحيفة الجزيرة!!، وهل من المهنية واحترام العلاقات والشراكة بين الشركة والمجتمع ووسائل الإعلام اللجوء إلى التهديد وإلجام العمل المهني بهذا المستوى. ونتمنى في صحيفة الجزيرة ألا يأخذ هذا التصرف أكثر من موقف موظف غير مسؤول ولا يعكس موقف الشركة ولا مسؤوليها الذين يفترض بهم أن يراعوا مصالح المساهمين أكثر من الاتجاه للصحف ووسائل الإعلام لمنعها من متابعة وتغطية قضايا الرأي العام، علماً أن رئيس التحرير في صحيفة الجزيرة يزور ويستقبل مسؤولين محليين وأجانب ورؤساء جميع الشركات، وتنشر الصحيفة ذلك باستمرار كجزء من مسؤوليته في التواصل والانفتاح مع الجميع، دون اعتبار لما حاول الأستاذ حمود الغبيني الإشارة إليه من حجب الإعلانات عن صحيفة الجزيرة، وكأنها تمنحها هدية وإكرامية لإلجام الصحيفة عن متابعة التطورات والمستجدات في الشركة، وليست قيمة لمساحات إعلانية خاصة بالشركة. خامساً: تؤكد صحيفة الجزيرة بأنها لن تتنازل عن دورها ولن تتراجع في أداء مسؤوليتها المهنية تجاه الأحداث وقضايا الرأي العام المتصلة بشركة موبايلي أو غيرها من الشركات ليقينها أن الصحف ووسائل الإعلام ليست ملكاً للمسؤولين في الصحيفة؛ لأن أداء المسؤولية وشرف العمل الإعلامي يتوجب أن يتجاوز المصالح المادية المتصلة بالإعلانات وغيرها، وما يشد من عضد صحيفة الجزيرة في ذلك أنها تدرك أن تصرف شركة موبايلي وطريقة تعاملها لا يعكس مطلقاً توجه المسؤولين في الشركات السعودية والعاملة على أراضي المملكة العربية السعودية وهو موقف وتصرف قد لا يعكس حتى رؤية شركة موبايلي بقدر ما يمثل تقدير موظف أو مجموعة موظفين لا يدركون الفرق بين المصالح الخاصة والمسؤولية العامة!. وإن حجم التفاعل والتقدير من قراء صحيفة الجزيرة ومنهم مساهمو شركة موبايلي نفسها يكفينا في صحيفة الجزيرة وهو الرهان الذي لن نخسره أبداً تحت أي ضغوط إعلانية أو غيرها.. وإذا ما صدر أي بيان من شركة موبايلي، كما بشرنا بذلك الأستاذ حمود الغبيني، فإن صحيفة الجزيرة سيكون لها عندئذ رأيها وموقفها وتعقيبها، وستضع الجميع على معرفة كاملة بالحقائق، ولن تصرفنا الاتهامات والتأويلات الجانبية في أي تعقيب من شركة موبايلي عن متابعاتنا القادمة وتركيزنا على أصل المشكلة المدوية التي أساءت إلى السوق، مثلما أساءت إلى سمعة شركة عملاقة كشركة موبايلي، فقد أضرت بكثير من المساهمين، وعرضتهم إلى خسائر غير متوقعة، بسبب تراجع سعر السهم إلى حدود دنيا، وما كان ذلك ليحدث لولا الأخطاء الكبيرة والفادحة التي تم اكتشافها، والتي نأمل أن تتم معالجتها مع محاسبة المتسببين أولاً، وهو مطلب مشروع لا أعتقد إلا أننا جميعاً نتفق على سلامة هذا المطلب، ففيه طمأنة للسوق وللمتداولين فيه. div class="addthis_inline_share_toolbox_3adf" data-url="https://www.almowaten.net/?p=250000" data-title="موبايلي توقف إعلاناتها ب"الجزيرة" بسبب تغطيتها لأحداث الشركة"