ربيع العلاقة التي تربط نادي الهلال بشريكه الاستراتيجي"موبايلي"تبدو في أيامها الأخيرة، فالحديث عن قيمة أي من الطرفين للآخر بات غائباً عن المشهد الإعلامي هذه الأيام ورسائل الود التي تبادلها الطرفان طوال الأعوام الماضية لم تعد ذات قيمة تذكر. هكذا يبدو المشهد الإعلامي، جماهير زرقاء تطالب بمقاطعة الشريك ورئيس يصر على أن الحديث الإعلامي للمتحدث"الرسمي"باسم الشركة لا يمثل علاقة الطرفين، فيما يصر المتحدث الرسمي لشركة موبايلي على أن حديثه فسر بشكل خاطئ قبل أن يؤكد أن العلاقة بين الطرفين حالها كحال كل العلاقات التجارية تمر أحياناً بمراحل"شد وجذب". كل هذه الأحاديث طغت على السطح الإعلامي أخيراً بعد حديث إعلامي لنائب الرئيس للاتصال والعلاقات العامة بشركة موبايلي حمود الغبيني لصحيفة"سبق"، أكد من خلاله أن خدمة"موبايلي"الهلال التي تقدمها الشركة لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها بحكم أن المشتركين من جماهير الهلال يبحثون في الكثير من الأحيان عن اختيار باقة أخرى، على رغم أن اختيار 200 ألف مشترك لهذه الخدمة يجبر الشركة على تمويل الهلال بمبلغ 10 ملايين ريال، كما اعتبر الغبيني أن الأحاديث الهلالية عن عروض الرعاية التي تقدم للفريق من شركات منافسة يسهم في خفض حماسة الشركة لتقديم المزيد من الخطط لدعم الفريق. أصداء هذا التصريح سادت المشهد الإعلامي، خصوصاً بعد أن علق رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد على هذه الأحاديث من خلال معرفه الرسمي في"تويتر"بالقول:"حديث الغبيني لا يمثل علاقة الهلال ب"موبايلي"، إذ رأى رئيس الهلال بأن هناك أموراً لا ينبغي التحدث بها للإعلام"، مشدداً على أن تصريح الغبيني تضمن مغالطات. قبل أن يعقب رئيس الهلال عبر مداخلة تلفزيونية لبرنامج"كورة"على أحاديث الغبيني بالتأكيد على أنه لم يسبق لأي مسؤول هلالي أن صرح عن عروض رعاية لشركات أخرى، موضحاً أنهم أشادوا في أكثر من مرة بالعلاقة مع"موبايلي"وأضاف:"استغربنا من ظهور الغبيني في الإعلام للحديث عن تفاصيل بعض منها مليء بالمغالطات، وبعضها الآخر لا ينبغي أن يقال، من باب تغييب المشكلات عن الإعلام". فيما أكد ابن مساعد بأنهم قادرون على فسخ العقد ودفع الشرط الجزائي قبل نهايته بعد سنتين،"بما أن الأخ الغبيني تحدث للإعلام سأضطر أن أتحدث أيضا، الجميع يعرف بأن عقدنا مع"موبايلي"تبقى له عامان، وفي هذا العام تحديداً نستطيع دفع 40 مليون ريال، ونلغي العقد وهذا أمر معروف كشرط جزائي، سأتحدث في ما لم أكن أرغب في قوله، ولكنه اضطرني لذلك، موبايلي شركة كبيرة، الهلال أيضاً ناد كبير، أكدنا في اجتماعنا مع رئيس الشركة خالد الكاف رغبتنا في الحفاظ على علاقتنا بالشريك الاستراتيجي كون التغيير مرهق لنا، ويتطلب وقتاً طويلاً، ونحن مرتاحون مع شركة موبايلي". موضحاً أنهم سبق وأن اجتمعوا ب"موبايلي"لتعديل بعض البنود:"الذي حدث في اجتماعنا الأخير مع"موبايلي"وهذا ليس سراً كما ذكر الغبيني، أننا أبدينا رغبتنا في استمرار الشراكة مشترطين تعديل بعض البنود مثل متجر موبايلي الذي لا يستفيد منه الهلال مادياً، كما أوضحنا أن العائد المادي الذي تجنيه"موبايلي"لا يتناسب مع المبلغ المدفوع للهلال، وأننا لو دفعنا 40 مليوناً لفض الشراكة سيجد أربع أو خمس شركات مستعدة لدفع ضعف أو ضعفي المبلغ الحالي، وهذا ما لم نكن نرغب في قوله، لكن أن يخرج الغبيني في تصاريح يقول فيها:"سمعنا أن الخصخصة ستكون في عام ،2015 وكنا ننوي أن نبني إستاداً للهلال بمبلغ 200 مليون في هذا العام ولكن البيروقراطية عاقت، فهذا كلام إنشائي، وهو أشبه بمن يقول إذا حققت لي 300 بليون فسأمنحك خمسة بلايين فهل هذا منطق". وزاد رئيس الهلال:"الأخ الغبيني يخرج دائماً ويعد بتقديم أرقام كبيرة، ويقول سنفعل للهلال، وفي حقيقة الأمر أن هذا الكلام غير صحيح، وسبق أن ذكرنا ذلك للإخوان في"موبايلي"أكثر من مرة أن الغبيني يتكلم بأرقام مبالغ فيها، ويعطي انطباعاً خاطئاً للمتابعين مثل حديثه العام الماضي عن أن نية شركة طيران ستدخل للهلال أكثر من مليون، وكل هذا ليس حقيقياً، وأنا استغرب اندفاع حمود الغبيني في الإعلام وتصريح بما هو غير منطقي". وأشار الأمير عبدالرحمن بن مساعد إلى أنه أول مرة يتحدث عن هذا الأمر لأن الغبيني تجاوز حده كثيراً والإشكالية عندما يأتي ويقول:"إننا سنبني إستاداً للهلال وأن البيروقراطية هي العائق"، وقال:"لا أدري ماذا يقصد بحديثه هذا، هل البيروقراطية هي العائق، في نهاية الأمر نحن في مفاوضات مستديمة لرفع العقد بنسبة 40 في المئة فهل ستتحفظ"موبايلي"على دفع 200 مليون في إستاد؟ّ تضحك على مين". وعن الخطوة القادمة كرد على حديث حمود الغبيني قال الأمير:"ساتصل بمدير شركة موبايلي خالد الكاف وسأوضح له أننا لم يسبق وأن تحدثنا في الإعلام على رغم وجود المشكلات، وأني تفاجأت بأن حمود الغبيني سرب للإعلام أن"موبايلي"ضخت للهلال 3 ملايين ريال، وهي الدفعة الشهرية وفقاً للعقد، والغبيني تجاوز كثيراً في هذا الأمر ونحن تحملنا لكن هذه المرة الرابعة أو الخامسة ويبدو أنه عندما يجري لقاء يتخيل نفسه رئيس مجلس إدارة الدنيا، فيصرح تصريحات بلا سقف". وأضاف:"متأكد وفق الذي أعلمه أن علاقتنا مع"موبايلي"ممتازة، خالد الكاف وعدني أنه سيطلع على اللقاء، وسيرد علي والمشكلة أن علاقتنا مع"موبايلي"لم تمر بأية مشكلات كبرى، وإنما أمور صغيرة مثل رفض اللاعبين في إعلاناتها، وهي أمور لا تستدعي ذكرها، وأنا لم يحدث مني في يوم من الأيام أني لم أعطِ"موبايلي"حقها، لذا استغرب جداً من حديثه". لكن رئيس الهلال أكد في نهاية حديثه بأنه قادر على تعويض غياب"موبايلي"متى تم ذلك إذ قال:"إذا أراد الهلال شركة راعية تعطينا ثلاثة أضعاف ما تعطينا"موبايلي"سنجد وأنا أقول هذا الكلام عن ثقة كبيرة".