أكد أستاذ الثقافة الإسلامية في جامعة الأمير مقرن وإمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي أن بناء الإنسان يعتمد على ثلاثة محاور وهي البناء الإيماني والمعرفي والسلوكي. وأوضح أن الخطاب القرآني خصص حيزًا كبيرًا وواسعًا من سياقه للحديث عن الإنسان، باعتباره مخلوقًا مكرمًا فضله الله جل جلاله على باقي الكائنات، ونفخ فيه من روحه، واستخلفه في هذه الأرض، وسخر له كل ما عليها، ووكل إليه أمر عمارتها وفق منهج عقدي وسلوكي متميز يضمن له حسن أداء هذه الوظيفة. جاء ذلك خلال حديثه في الحوار المفتوح مع القيادات التعليمية والمدرسية بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك بحضور المشرفين التربويين والمشرفات وقادة وقائدات المدارس بمسرحي الإدارة العامة للبنين والبنات. وبين الشيخ المغامسي أن المعلمين والمعلمات يؤدون رسالة عظيمة موضحًا أن الله أرسل الرسل والأنبياء وكانت رسالتهم ودعوتهم مناطها التوحيد، وكانت الدعوات والرسالات حماية للفكر وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهذه الرسالة هي رسالة نبوية كريمة يقوم بها المعلمون المربون والدعاة. ولفت إلى أن شباب وشابات بلادنا مستهدفون فكريًا وعقائديًا وسلوكيًا وهناك من المؤامرات التي يقوم بها الأعداء بشكل منظم ومدروس، وأن هذا الاستهداف قد يكون هلاميًا وليس ظاهريًا والإنسان عبارة عن (عقل وعاطفة وعلم) وأن للمدرسة دورًا كبيرًا والطالب يجلس في مدرسته أكثر مما يجلس في بيته، فعلينا أن نتحلى بالحوار والمعاملة الحسنة، مشيرًا إلى أن هيبة المعلم لا تتحقق بالعنف اللفظي أو الجسدي، وإنما يفرضها المعلم القدير المؤهل من خلال غزارة علمه، وتمكنه في تخصصه، وسلوكه المستقيم وتعامله الأبوي مع الطلاب بأخلاق عالية وشخصية متزنة. وشدد على أهمية التربية الحسنة للأبناء مذكرًا بضرورة الأخذ بالوسائل التي تساعد على التمسك بالقيم الأخلاقية وهي تقوى الله سبحانه وتعالى ووضع مخافته عز وجل أمام أعيننا بالإضافة إلى العمل والسعي للفوز بمحبة لقاء الله. وفي نهاية المحاضرة أجاب فضيلته عن عدد من مداخلات وأسئلة الحضور ثم تسلم الشيخ المغامسي هدية تذكارية من إدارة تعليم تبوك قدمها المدير العام شاكرًا ومقدرًا لفضيلته هذا الحضور والكلمات الضافية لمنسوبي التعليم.